الجزائر

الأحزاب السياسة و اقتسام ريع الانتفاضة



الأحزاب السياسة و اقتسام ريع الانتفاضة
كان بديهيا أن تشوب الفوضى الاحتجاجات الشعبية المطالبة بذهاب القذافي باعتبار هذه الاحتجاجات غير مؤطرة من قبل أحزاب سياسية أو تنظيمات شعبية كجمعيات المجتمع المدني و هي مصطلحات تغيب في قاموس الليبيين السياسي و التي عوضتها اللجان الشعبية التي طوّق بها الحاكم نفسه و حاشيته ما عجّل بالحرب الأهلية التي رافقت الاحتجاجات .و كان القضاء المروِّع على القذافي باب ميلاد حياة سياسية تؤطرها الأحزاب أو على الأقل تبدو الرغبة كذلك من طرف أطراف تريد تقديم الحالة الليبية كنموذج في العالم العربي رغم ما يرافق الوضع من تجاذب مشروع و أيضا عمليات عسكرية تحاول التنظيمات الإرهابية فرض نفسها من خلالها خاصة أن أجواء الفوضى التي ترافق التحول متوفرة يبقى فقط معرفة كيفية فرض النفس و هو ما يريد الارهابيون تحقيقه من خلال العمليات المسلحة و ترويع الشعب الليبي و القضاء على فرص نجاح العمل و الحل السياسيين في البلاد.و ظهر التعطش الليبي إلى إقامة حياة سياسية تغذيها الأحزاب من خلال السرعة التي أوجد بها المجلس الوطني الانتقالي الصيغ الجديدة لإنشاء الأحزاب من خلال القانون الخاص بها و قد التقت هذه الأحزاب الفتيّة في عديد النقاط مثل الحفاظ عللى السيادة الوطنية و مقومات الهوية و العودة إلى مصالحة وطنية حقيقية تنبذ العنف و تطوي صفحة القذافي و الاحتجاجات الي رافقت المطالبة بذهابه و التي أسالت كثير من الدم الليبي .و سرعان ما أفرزت الحياة السياسية تيارا ليبراليا تمثل في تحالف القوى الوطنية الذي يتزعمه محمود جبريل و و قد أثار هذا الحزب كثيرا من التعليقات مفادها أن ليبيا لم يتجذر فيها من قبل تيار ليبرالي لكن قد يكون أصحابه ممن كانوا ينشطون في الخارج أو في السر.و سرعان أيضا ما ظهر داخل هذا التيار رفض فكرة عزل من تعاونوا مع القذافي باعتبارهم خطرا على المرحلة القادمة التي تود بناء حياة سياسية متعددة.و كما هي العادة في تخطيط الأحزاب التي تناور باسم الدين فقد ظهر وبشكل وازن حزب العدالة و البناء المحسوب على الأحزاب الإسلامية و الذي يستمد جذوره من حركة الإخوان المصرية حسب كثير من المحللين و المتابعين و يقال أن تأليب الإعلام للرأي العام ضد الحزب بتلفيق التهم له كان وراء انحساره ومن أهم هذه الشائعات أن الحزب قد يصل إلى الحكم ما يعني تكرار نموذج حكم إخوان مصر بالإضافة إلى قلة التجربة في التواصل ما الشعب بمختلف طبقاته ( و هذا ما يؤكد عدم الصلة مع إخوان مصر المتغلغلين في القاعدة من عشرات السنين ) . الحزب الوطني الديمقراطي تشكيلة سياسية أخرى في ليبيا تحاول الاستفادة من أخطاء الحزب الليبرالي و الديني لتبحث لنفسها عن تموقع وسط الشعب الليبي الذي يبدو بعيدا عن هذه الممارسة و يتضح ذلك من خلال النفور الذي يعبر عنه خلال التجمعات و الدعاية و رغم مرور ثلاث سنوات على الثورة الليبية فإنّ الوضع الأمني و السياسي لا يزال هشا تغذيه الأحزاب أيضا التي صار المعتمد منها يزيد عن العشرات لكن بعمل لا يزال يفتقد للاحترافية و تسعى أخرى إلى التعجيل بالنظام الفيدرالي و اعلان الاستقلال عن طرابلس و تسعى أخرى إلى الاستحواذ على دوائر الحكم للتأسيس للسيطرة لاحقا و فرض أجندتها السياسية و أخرى تعزز وجودها بالميلشيات المسلحة.و خلاصة القول أن الأحزاب في ليبيا غير مكتملة النضج لأنها تفتقد للمشروع الوطني و تقتصر على المطلب الجهوي أو عقائدي أو تحمل السلاح رغم أنها تنادي بوحدة تراب ليبيا كما يبدو في ديباجياتها .




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)