اكتشاف ورشة سرية لإنتاج الإسمنت المغشوش بوهران

أوقفت مصلحة التحقيقات الاقتصادية والمنافسة لمديرية التجارة لولاية وهران، نهاية الأسبوع الفارط، تسريب المزيد من أكياس الإسمنت غير المطابق إلى السوق المحلية، حيث تفطنت إلى تواجد مخزن سري يقع في حي النجمة المعروف بشطيبو، والذي كان يستغل بطريقة غير شرعية في تعبئة منتوج معمل زهانة داخل أكياس تعود إلى المعمل ذاته، لتتم مداهمته بالتنسيق مع مصالح الدرك الوطني، في عملية انتهت بحجز جميع كميات الإسمنت التي عثر عليها في داخله، واتخاذ الإجراءات الإدارية اللازمة في حق صاحبها.وحسب مديرية التجارة لولاية وهران، فإن المتورط الرئيسي في موضوع الحال، كان يقوم بإخراج كميات من منتوج مصنع زهانة من دون فواتير، ثم ينقلها داخل صهريج شاحنة مقطورة خاصة بالإسمنت إلى مخزنه المستأجَر بحي النجمة، أين يخضعها لعمليات التعبئة والتغليف باستعمال أكياس تتسع لوزن 50 كيلوغراما، هذه الأخيرة أكد بشأنها ذات المصدر أنها تحمل نفس وسم شركة الإنتاج، ليتم فور التدخل الذي تم في حضور أعوان من الدرك الوطني، حجز ما مجموعه 50 طنا من الإسمنت السائب والموضب داخل تلك الحظيرة، إلى جانب تشميع مقرها.
كما تم تحرير محضر مخالفة وجهت إليه فيها شبهة الغش في النوعية، حيث لا يتم في حالات كهذه استبعاد التلاعب بوزن وتركيبة الإسمنت قبل تعبئته، بغرض مضاعفة الأرباح، وأيضا ممارسة نشاط تجاري من دون القيد في السجل التجاري وانعدام الفوترة، وإحالة ملفه على المتابعة القضائية، فيما فتح بالموازاة تحقيق أمني من طرف مصالح الدرك الوطني، للكشف عن ملابسات تحويل إسمنت معمل زهانة الذي يعرف ارتفاعا في الأسعار على مستوى السوق المحلية، وأيضا منتجات التغليف الخاصة به، مع تحديد هوية الأطراف والوسطاء المتورطين في هذه القضية سواء داخل المصنع أو خارجه.
يذكر أن منطقة شطيبو في وهران، سبق أن تردد اسمها في كثير من فضائح التلاعب بمواد البناء، ومنها الإسمنت، وهذا بسبب موقعها وانتشار فوضى العمران فيها، حيث تتواجد فيها ورشات وحظائر سرية تستغل في الأنشطة التجارية المشبوهة وغير المطابقة، سواء لغرض التخزين أو حتى الإنتاج والتوظيب، ومن أخطر هذه الممارسات التي استهدفت هذه المادة، ولها تداعيات كارثية على نوعية البناء، وقابليتها للتعرض للانهيار وقتل الأبرياء، بسبب مساسها بمعايير المطابقة وتلاعبها بنسب تركيبة الإسمنت وخواصها الفيزيائية، ما حدث في 2009، عندما تم ضبط قناطير من مادة الفرينة داخل ورشات بناء في كل من آرزيو السانيا وبئر الجير، حيث اتضح لمديرية التجارة آنذاك أنها كانت تستعمل في تحضير الملاط، وتخلط إلى جانب الإسمنت بعد الإنقاص من كمية هذا الأخير.