الجزائر

اقعد في دارك..



لا وقاية من كورونا إلا بالحجر الصحي
اقعد في دارك..
كان الناس يعتقدون في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم وقبل زمنه بل وبعده- حتى اكتشاف (باستور) للميكروبات- أن الأمراض تسببها الأرواح الشريرة والشياطين والنجوم ولا علاقة لها بنظافة أو سلوك أوبانتقال كائنات دقيقة من إنسان لآخر.
وفي هذه البيئة وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعدة تعتبر من أساسيات الطب الوقائي الحديث بعد اكتشاف مسببات الأمراض والأوبئة وهي قاعدة الحجر الصحي:
فعن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا سمعتُم به – يعني الطاعون - بأرض فلا تَقْدُمُوا عليه وإذا وقَع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارًا منه . رواه البخاري ومسلم.
وفي هذا الحديث لفتة إعجازية تضاف إلى سجل الطب النبوي فبه وبأمثاله وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم أساس الحجر الصحي في مكافحة الأوبئة بما يتلائم مع حقائق الطب وفن الصحة ومع المكانات العملية في زمانه وفي كل زمان..
وإن من أجمل المعاني في هذا الحديث تفسير كلمة إذا سمعتم حيث تستخدم للتعبير عن عدم رؤية الحدث معاينة أي إذا أُخبِرتم أو وصل إلى مسامعكم بأن الطاعون قد نزل بأرض فلا تذهبوا إليها تقليلاً من الخسائر ومنعاً لانتشار المرض..
وفي هذا الإطار تحرّك المسلمون في موجة طاعون عمواس ونحن نقرأ في السّيَر: أن هذا الوباء لم يرتفع إِلا بعد أن وُلّي عمرو بن العاص رضي الله عنه الشام وخطب النَّاس وقال لهم: أيُّها الناس! إِنَّ هذا الوجع إِذا وقع إِنما يشتعل اشتعال النَّار فتجنَّبوا منه في الجبال ..
فخرج وخرج النّاس فتفرقوا حتّى رفعه الله عنهم فبلغ عمر ما فعله عمرو فما كرهه.
فتطيبقا للقاعدة النبيوية نصح رضي الله عنه القوم المصابين بأن يتفرقوا عن بعضهم ولا يتجمعوا حتى يقلل من نسبة انتقال العدوى وحتى لا يهلكهم المرض كجماعات بل يهلك من كان مصاباً به من الأفراد ويبقى الآخرون في معزل عن الإصابة به.
فمن أطلع محمداً صلى الله عليه وسلم على هذه الحقيقة؟.
أيمكن أن يتكلم بشر عن هذه الحقائق الدقيقة منذ أربعة عشر قرناً من الزمان؟.
اللهم إلا أن يكون كلامه وحياً يأتيه من عليم خبير بخلقه! قال الله تعالى: وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها وما ربك بغافل عما تعملون . النمل 93.
وليت شعري كيف يفقه من يقرأ هذا الحديث في الصحيحين ثم يخالفه بخرق الحجر المنزلي وعدم الأخذ بالإحترازات الوقائية مثل النظافة والتطهير وغيرها من المحترزات والتي هي خط الدفاع الأول لمحاربة انتشار وباء كورونا.
ألا إنه ليس أصون للعالَم والمجتمعات من حصر الوباء في مكانه بالحجر الصحي وليس من حقّ مدينة أن تنشد السلامة لنفسها أو لأي فرد من سكانها بتعريض المدن كلها لعدوى الوباء..
فهيا لنقتدي بمنهج الحق الذي يستهدي بمشكاة النبوة الصحيحة في محاصرة هذا الوباء ونفرّ من قدر الله إلى قدر الله ولا نجزع ولا نيأس بل نثق بأنها محنة وستزول قريبًا بإذن الله.
هذا وبالله نعوذ من البرص والجنون والجذام ومن سيئ الأسقام ونسأله أن ينشر رحمته ولطفه وحفظه وعافيته على بلادنا وبلاد المسلمين أجمعين..


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)