تدفقت مئات الآلاف من العائلات الجزائرية أمس على مختلف الأسواق والمحلات التجارية، مستثنية في ذلك محلات الملابس والمطاعم والمقاهي، ومن دونها، فإن العائلات حجت إلى كل المتاجر و"المارشيات" لقضاء لهفة اليوم الأول من رمضان الكريم، ولقد انتهز التجار في المقابل هذه اللهفة لإعلان "نار الأسعار" ومحاولة ابتزاز الزبائن دفعة واحدة "لإفلاسه من الشهرية في يوم واحد"، فيما وقعت مناوشات بين المواطن والتجار، ولكم أن تتابعوا تفاصيل ما جرى في عمليات الشراء والبيع ضمن اقتصاد وميزانية اليوم الأول من شهر رمضان فيما يلي.رئيس الاتحاد الوطني لحماية المستهلك، محفوظ حرزليتجار التجزئة وراء "جنون" الأسعار والحل في الاستهلاك الراشدقال رئيس الاتحاد الوطني لحماية المستهلك، محفوظ حرزلي، في تصريح لنا أمس إن "تجار التجزئة هم المتسببون في الارتفاع الجنوني للأسعار، وتأكدنا من ذلك، كوننا وخلال جولتنا مع وزير التجارة عشية ليلة تحري هلال الشهر الكريم بأسواق الجملة، وجدنا الأسعار معقولة، ومستقرة، لكنها تضاعفت أمس في أسواق التجزئة".قدم حرزلي حل "الاستهلاك الراشد" لمواجهة مضاربات التجار، وتلاعباتهم بالأسعار خلال شهر رمضان، ونبذ محدثنا، اللهفة التي ألفها المواطن مع دخول كل رمضان سنويا، مستفسرا عن سرّ الشراء باللهفة واقتناء المستلزمات فوق الحاجة، حيث وأمام تدافع الزبائن، تجدهم عوض شراء رطل أو كليوغرام واحد من سلعة ما، يشتري 2 إلى 3 كلغ من دون فائدة، وذلك من أجل التباهي من جهة، ومن جهة أخرى "زكارة في الزبائن الآخرين"، موضحا في الوقت نفسه أن اتحاد المستهلكين شرع في حملات تحسيسية لفائدة المواطن، وسطر برنامجا مع وزارة التجارة، لمحاولة تطويق مضاربات التجار، وتوعية الزبون وتحميله ثقافة الاستهلاك الراشد، تفاديا لما حدث أمس من تدفقات خطيرة على الأسواق، تسببت في ندرة السلع وارتفاعها المضاعف.وقال حرزلي "لدينا برنامج سنوي يتضمن أياما تحسيسية، ندوات، وحملات وقوافل خاصة بالزبائن، تستهدف سلة الغذاء وصحة المواطن، ونحن بصدد الإعلان عن حصيلة عمليات التسمم الغذائي، وكذا تقديم ورقة العمل في إطار حملة الاستهلاك الراشد"، وأضاف "إن التخلي عن اللهفة التي تلاحق الزبون عشية رمضان، يتطلب وعيا كبيرا، والقناعة بأخذ مستلزمات اليوم الواحد، من أجل ضمان استقرار الأسعار، مع ضرورة الاكتفاء بالضروريات، وذلك ما نؤكده للمواطن. إن أسعار المواد الأساسية لن تتغير وهي التي تهم المواطن أكثر، وأقول إن أسعار اللحوم تأثرت أكثر بالارتفاع، لاسيما بالجزائر العاصمة، بالنظر إلى غياب مزارع لتربية المواشي، وعكس ذلك فإن أسعارها مثلا بالمدية والجلفة تجدها منخفضة لتوفر المواشي".وعن جولته عبر الأسواق، يقول حرزلي "خلال تصريحاتي لكم أتواجد بسوق شعبي، وألاحظ شخصيا ارتفاع الأسعار، منها أسعار بعض المواد الغذائية، لكن المؤسف أكثر، هو تلاعب التجار بالزبون، وتهافت هذا الأخير على مختلف السلع وكأنها في ندرة".
مصدر من وزارة التجارة"مراقبة الأسعار من صلاحيات مجلس المنافسة"أكد لنا مصدر موثوق من وزارة التجارة أمس، أن مجلس المنافسة لديه صلاحيات مثل سلطة الضبط، وهو المعني بمراقبة أسعار مختلف المواد الاستهلاكية، ويمكن لأي متعامل اقتصادي في أي قطاع اللجوء إليه لعرض أي تجاوز يمس بمبدأ المنافسة وقواعدها. وأوضح المصدر أن مجلس المنافسة يعني كل القطاعات الاقتصادية والنشاطات، وأنه من حق المتعاملين إيداع شكاوى تخص كل النشاطات الاقتصادية، خاصة إذا اعتبر أن ممارسات ما تعارض قواعد المنافسة، أو تسجيل أي خلل، كما يقوم مجلس المنافسة، الذي يُرتقب أن يكون عمليا مع نهاية السنة الحالية، بالفصل في الشكاوى المقدّمة. وأشار المصدر إلى أن المرسوم سيكون جاهزا قريبا، بعد اعتماد بعض التعديلات في غضون أسبوع. وبعد النشر سيتم تحديد التشكيلة التي تكوّن المجلس.وتسند للمجلس مهام محاربة كافة أشكال الاحتكار ووضعية المسيطر، حينما يتجاوز أي متعامل حصة 40 بالمئة من حصص السوق والمنافسة غير الشريفة، ويمكن للمجلس أن يتعاون مع العديد من المتدخلين مثل المفتشية العامة للمالية ومصالح محاربة الغش ومراقبة الأسعار، ويمنع جميع أنواع الاحتكار للمنتجين والمستوردين، ويمنع قانون المنافسة السيطرة على حصص تفوق 40 بالمئة، باستثناء واحد يتمثل في ضمان الخدمة العمومية، وسيكوّن المجلس هيئات إدارية مستقلة تهدف إلى ضمان فتح وتحرير السوق، وضمان التوازن، خاصة في ظل انتشار السوق الموازية وصعوبة ضبط السوق.ضربة بضربةالمواطن للتجار: "عيب عليكم التلاعب بالأسعار"التجار للمواطن: "ستستقر الأسعار بعد يومين فلا تخافوا"في جولتنا التي قادتنا إلى الأسواق الشعبية، استمعنا إلى دردشات جمعت المواطن بتجار التجزئة، تمحورت حول موضوع الأسعار، ودارت في فلك الارتفاع المفاجئ لهذه الأسعار في اليوم الأول من شهر رمضان، والجشع الذي أصاب بعض الزبائن لدرجة اقتناء ما يفوق كثيرا حاجتهم اليومية.في جوّ مشحون دارت أمس بعض الحوارات بين الزبائن والتجار، قال فيها الزبائن لهؤلاء "عيب عليكم المضاربات ورفع الأسعار، والتلاعب بالزبون في شهر الرحمة، لقد طارت منكم، ولقد نسيتم فضل هذا الشهر وبركاته، وانصب اهتمامكم على الأرباح القياسية على حساب شهرية الزوالي، لابد أن تحترموا الزبون بداية من الأسعار وصولا إلى عدم غشه تجاريا". ورد عليهم التجار قائلين "العيب ليس فينا، إنما أنتم من أخذ باللهفة في القفة، ويكفي تدافعكم للشراء لتأكيد ذلك، ما أدى إلى ندرة بعض السلع وارتفاع أسعارها، وبعد هدوء الأمور بعد يومين ستستقر الأسعار مجددا، وستكون في متناول الجميع، لكن الشهرية راهي خلاصت اليوم، وستلجأون للاقتراض لاحقا".ولقد تزايدت بعض الملاسنات بين الزبائن والتجار، لدرجة تحولها إلى شجارات وعراك بالأيدي، لكن تدخل العقلاء دائما يسبق الخسائر المحتملة، ولاحظنا اختلاف النظرة بين التجار والزبائن، إذ ينظر التاجر لرمضان على أنه شهر التجارة وكسب الأرباح، فيما ينظر إليه المواطن على أنه شهر الأكل والتنويع في المشتريات، لدرجة أن التفكير في رحمة رمضان أصبحت نادرة الوجود.رقم واحدبورصة المواطن.. "الرحمة طارت"الزبون يقابل الأسعار بدهشة لكنه يملأ القفة بلهفةشهدت مختلف الأسواق الشعبية أمس اكتظاظا بالزبائن إلى درجة تحولت بعض عمليات الشراء والبيع إلى مناوشات كلامية ساخنة، دخل فيها التاجر والمواطن في عراك وصل في بعض الأحيان إلى اشتباكات بالأيدي، ولولا تدخل العقلاء لتحولت لهفة رمضان إلى مسلسل دموي، يدفع فيه الطرفان الثمن غاليا.في جولة قادتنا إلى سوقي كل من "جامع اليهود" بالقصبة و"مارشي 12" ببلكور بالعاصمة، لاحظنا تدفقا هائلا للعائلات وتشكيل طوابير ضخمة، تشبه إلى حد بعيد طوابير مراكز البريد عند الإقبال على سحب الأجرة الشهرية، ومع تأكد ثبوت رؤية هلال رمضان، خرجنا لترصد بعض التحركات والمتغيرات التجارية في الأوساط الشعبية، ولقد قابلنا التجار بالندرة في مختلف السلع، لاسيما ما يتعلق بالمواد التي تزين مائدة الإفطار في رمضان، وما يأكله الزبون عند السحور، وأكد لنا التجار، أن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد لهفة تنتهي بعد أيام فقط، وستعود الأمور إلى مجاريها، ولقد بلغت أسعار الخبز ليلة التحري مثلا 20 إلى 30 دج للخبزة، فيما بلغ سعر لتر اللبن 70 دج. لكن جولتنا الصباحية إلى الأسواق المذكورة سابقا، جعلتنا نندهش مع المواطن فيما يتعلق بمضاعفة الأسعار، التي تحولت إلى "نار تكوي الجيوب"، علق عليها المواطنون "راهي تخلص الشهرية في نهار واحد"، حيث انطلقت الأسعار في التصاعد، ليس تدريجيا، إنما بالضعف والثلاثة أضعاف ما كانت عليه قبل شهر رمضان بيوم فقط، ولقد بلغت مثلا أسعار أهم المأكولات التي تزين مائدة الشهر الكريم، أسعارا تتراوح بين 850 و1000 دج لكيلوغرام من اللحوم الحمراء، و320 دج لكلغ من اللحوم البيضاء، فيما تراوحت أسعار الخضر في المعدل بين 60 و150 دج، وتجاوزت 300 دج بالنسبة للثوم، فيما استقر البصل عند 25 إلى 35 دج للكلغ، ومن جهتها عرفت أسعار الفواكه هي الأخرى أسعار نارية، حيث تجاوز سعر الخوخ 120 دج، فيما لم يكن يتعدى 50 دج قبل يوم، وهو نفس الشيء مع العنب الذي تجاوز 150 دج، وأما بالنسبة للبيض فقد ارتفع بزيادة دينار إلى دينارين، مسجلة 9 دج للبيضة. والملفت للانتباه أن فاكهة التين "الكرتوس" عرفت أيضا مكانها في الأسواق، حيث تراوح سعرها بين 120 إلى 150 دج للكيلوغرام.
ملف من إعداد : عبد النور جحنين
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 01/08/2011
مضاف من طرف : sofiane
المصدر : www.al-fadjr.com