جرى الافتتاح بإشراف من مريم آيت الحارة، رئيسة قسم الفنون البصرية والتراث بالوكالة وحضورعدد معتبر من محبي الفنون البصرية وبعض الاجانب. هي الزيارة الثانية ل«رو" للجزائر بعد زيارة العام الماضي، قدمت لتستكمل بحثها وهي الشغوفة بالقصبة وبالبحر والاستكشاف من أجل التقاط صور أخرى لمناطق لم تطأها قدمها، وهي كما يبدو وكما عبرت عن ذلك جد سعيدة لمعاودة الزيارة التي جاءت بدعوة الوكالة الجزائرية للاشعاع الثقافي، ولإقامتها التي ستمتد لاثني عشر يوما، والتي استهلكت منها ثلاثة أيام، ولحسن استقبال المنظمين وعلى راسهم مريم آيت الحارة رئيسة قسم الفنون البصرية والتراث بالوكالة، وهي هنا لإتمام وإبراز عملها وللحديث عن الجزائر .في العام الماضي قامت "رو" بتصوير الفيديو الذي تم عرضه خلال معرضها هذا.شمل المعرض ثلاث قاعات، خصصت القاعة الأولى لعرض سمي "جرد" وهو عبارة عن "تنصيب" متكون من "معدات للهدم" ولوحات ضوئية ، وجملة مكتوبة تمر باستمرار تقول "عن طريق الكاميرا لا أستطيع إلا تسجيل الأنقاض التي توحدنا حقا". هي هنا في هذه التنصيبة تظهر رؤية الآخر، المشاهد القادم من بعيد ليتحدث في مكان القاطن المحلي، هي تتحدث من خلال ذلك عن الظروف الأخلاقية، وهي أيضا تتحدث عن القصبة من جهة اخرى التي تراها تتهاوى وتتمنى أن تكون مصانة جيدا، لكنها تشير أيضا الى الانا والاخر، الهجرة ، وإلى الدول التي تحجب فضاءاتها ولا تقبل الاخر، هي تطرح مشكلا انسانيا تفاقم في السنين الاخيرة في العالم "الهجرة".في القاعة الثانية "النظام الممزق" هو فيديو من 5 دقائق من دون صوت وهي عبارة عن كلمات مكتوبة بالابيض على خلفية سوداء، وهي تتحدث عن اللغة التي تخلق مسارات وعمليات التبعية، والفيديو يسعى لكسر الخصوصية اللغوية وتصرف الفرد للرد بطريقة معينة على العوامل الخارجية.معرض الصور يضم 15 صورة تم التقاطها هذه السنة خلال إقامتها، حيث تجولت"رو كمينال" في الجزائر العاصمة وفي القصبة تحديدا، وهي تمثل مداخل وعتبات منازل القصبة، أبوابا ونوافذ، وفضاءات بينية في القصبة بين الدور، أطفالا يلعبون كرة القدم في مسكن تهاوى ولا تزال أثاره العتيقة، حبل الغسيل، حلاق، مقهى، شيخ يحتسي كأس شاي، صور للحياة اليومية العادية في بساطتها وجمالها.تضم إحدى الصور المعروضة عبارة "بين الأسطورة والواقع لا يوجد سوى حجاب من العوائق المقلقة الواجب تمزيقها". لم تستعمل ريو الفلاش في صورها لتحافظ على الاضاءة الأصلية، لذلك تظهر الصور أقل إضاءة وهنا يكمن جمالها. القصبة التي تمثل حرب التحرير ضد المستعمر، وكذا العشرية السوداء، وخلال مرورها بالقصبة وضمن تسجيلاتها قامت بمحاورة بعض الاسماء مثل سمير تومي وحفيظة بوحيرد وشخصيات تسكن القصبة. وهي تتجول في القصبة، تدرك " رو" كما حدثتنا، أنها في مكان جد خاص، القصبة تحيل إلى الزمن بمطلقه، ليست الماضي التليد فقط، ولا الحاضر المعاش، بل هي المستقبل وهي الجزائر القديمة، المركز والأصل.القاعة الثالثة تضم تسجيلا عنوانه "لو سرقت منك البحر"، وهو عبارة عن فيديو في 15 دقيقة، يحكي القصبة والاحتلال الفرنسي الذي غير واجهتها البحرية وغير من طابعها، وقد اختارت "ريو" تصوير الجانب البحري لتبرز أن الواجهة البحرية سرقت وغيرت بدخول الاحتلال، البحر، لأن له علاقة مع الآخر، القادم، الأجنبي، ومن هنا جاءت الفكرة، وانطلق المشروع الذي يرمز إلى الاستغلال المادي الفيزيائي والعاطفي للاحتلال والاستعمار، انطلاقا من التغيير القصري لميناء الجزائر في بداية الاحتلال ، وومع ذلك، وأكثر من غيرها تبقى المدينة القديمة "القصبة" أكثر تمثيلا "للغيرية"، من خلال طرقها وازقتها الملتوية، والتي ترى كأنها دهاليز بإمكان الاجنبي ان يتيه فيها، وهي احتمائية لأهلها، خوفا من القادم من الآخر.في الفيلم حوارية وسردية قصصية ثنائية نسجتها رو كامينال رفقة الموسيقي الجزائري أحمد شعبي مكونين بذلك ثنائية سردية ترسم صورة حوارية، لمشاعر خاصة، أسطورية وتاريخية للمكان. الحوارية هي تكوينة شعرية عن الهيمنة والحذر، وعن كل ما نريد معرفته في العمق، لكن لا يمكننا فهمه وادراكه كاملا، وعمّا كانت تمثله القصبة قديما، وما تمثله اليوم ، اساطيرها وحقائقها، و غدها المرتهن وغير الاكيد الذي نتقاسمه تحت تهديد العولمة.روزي أو رو كامينال، كما يحلو لها أن ينادونها، هي فنانة متخرجة من مدارس الفنون الجميلة ومتخصصة في الانثروبولوجيا وهي تطور ممارستها الفنية باستكشاف عوالم "التمثلات" وإعادة العرض، تمثيل الواقع من خلال الصورة، عن طريق التهجين والمزواجة بين المجالين الفن الجميلي وعلم الإنسان، في رصيدها عديد المشاركات في معارض داخل وخارج بلدها، فردية خاصة وجماعية. شاركت في العديد من المعارض الجماعية، بينالي "بويبلا" الدولي للفيديو. بالمكسيك، معرض فن الفيديو الدولي لمتحف تايوان الوطني "تايوان"، "المرأة هي من تشاهد" بقصر كينو بعاصمة الارجنتين بيونس إيرس، "فن الضياع في المدينة" جدران بالإسكندرية بمصر، وبينالي الدولي الأول بعاصمة نجيريا لاجوس. وقد أقامت معارض فردية في "إل ليفانتي"روزاريو ، الأرجنتين، ومعرض فنون جديد يانغون ، ميانمار، وفي رواق "أرتلوى" في القاهرة بمصر، وبرواق إثيوبي "سان لويس" بالسنغال، ريال إلى ريال، غاليريا سيكار "فيلافرانكا" غراي (تاراغونا). تم عرض أفلامها المنجزة في مهرجانات مثل ""كينوتيكا ويان" ومهرجان أفلام المهاجرين " لبيجيانا" و أفلام الهجرة في برشلونة. تحصلت في 2013 "كوتكستدور" و "سي أ " تراغونا" ومنحة دعم لإنتاج "هانغار" في 2016، والعديد من جوائز الإنتاج والإقامات الفنية، كما حصلت على جائزة "سيوتات" في فالس 2015، وبينال "غواش كورنتني" وأعمالها ممثلة في مجموعات متحف"فالس"، في مقتنيات الفن المعاصر بكتالونيا ببلدها.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 07/10/2018
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الجزائر الجديدة
المصدر : www.eldjazaireldjadida.dz