الجزائر

افتتاح الملتقى الدولي حول الأمير عبد القادر بوهران



افتتاح الملتقى الدولي حول الأمير عبد القادر بوهران
الفكر والإرث الثقافي للأمير عبد القادر كان محورا للملتقى الدولي التي انطلقت أشغاله أمس بفندق الشيرطون بوهران والذي أشرف على افتتاحه وزير المجاهدين الطيب زيتوني رفقة السلطات المحلية بمشاركة أكثر من مئة باحث وشخصية ثقافية من بلدان مختلفة .وقد جرت مراسم افتتاح الملتقى بحضور والي وهران عبد الغني زعلان الذي ثمن تنظيم هذه التظاهرة العلمية التي تتناول البعد الإنساني لهذه الشخصية الوطنية والتاريخية الفذة.ويشكل موضوع "الأمير عبد القادر الأديب و المتصوف" المحور الرئيسي للقاء الذي نظمته وحدة البحث حول الثقافة والاتصال واللغات والآداب والفنون التابعة للمركز الوطني للبحث في الأنثربولوجيا الاجتماعية والثقافية ،حيث رحب مدير الوحدة الدكتور محمد داود بالحضور وأعطى ملخصا عن مسار مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة الأمير عبد القادر ليترأس الجلسة الصباحية الأولى الدكتور محمد بشير بويجرة وقدم عدة محاضرين مواضيع هامة تصب في عدة جوانب هامة من حياة الأمير حيث قدم الدكتور بومدين بوزيد مدير الثقافة بوزارة الشؤون الدينية مداخلة حول السلطة السياسية والمشيخة الروحية وركز على رمزية المقاومة والقيم الضابطة وأن الإنسان حيوان رمزي ينتج الشكل الثقافي ويعطي الفعل الاجتماعي وربطها بالأزمنة والأماكن التي تردد عليها الأمير عبد القادر و التي ساهمت في نضج شخصيته الفكرية والصوفية التي كانت تدعو للتوحيد ،خاصة توحيد القبائل التي كانت تعيش على التشتت والتعصب إلى جانب تدخلات كل من فيجيان أيوب أوغلو من تركيا التي قدمت عرضا مميزا بعنوان الجهود العلمية للأمير عبد القادر في المنفى وكشفت تاريخ مسيرة هذا الرجل الذي اقترن اسمه بتاريخ الجزائر الحديث وببطولات ومجد الأسلاف الذين قدموا الكثير للبلاد فتغمر ذكراهم الخلف بشعور العظمة والتحدي لمواجهة الصعاب وربح رهانات المستقبل و قدمت صورا عن بورصة و الأماكن التي ذكرها الأمير في قصائده و التي تمجد حبه لأهل بورصة في تركيا . ورئيس مؤسسة الأمير شاميل بوطالب الذي أعطي معلومات قيمة حول علاقة الأمير بشاميل و أكد أن الأمير عبد القادر كان بمثابة الدرع الواقي لأصالة الجزائر ومبعث فخرها ودافعا لمواصلة تقدمها.كما تناولت الجلسة الثانية نقاط أخرى قدمها كل من محمد حيرش بغداد من جامعة وهران وعبد الكريم الماجري من تونس وكاميليا موهوب من جامعة فرنسا التي تطرقت لجوانب شخصيته الفكرية والصوفية والشعرية . وترمي هذه التظاهرة العلمية إلى تسليط الضوء على ثراء الإرث الثقافي لهذه الشخصية التاريخية الجزائرية الكبيرة وفق ما صرح به مدير وحدة البحث المذكورة ومنسق الملتقى محمد داود.ويعرف هذا الحدث مشاركة باحثين وأساتذة جامعيين قدموا من عدة جامعات جزائرية إلى جانب نظرائهم الأجانب من نحو 9 بلدان منها مصر والإمارات العربية المتحدة وفرنسا والأردن والمغرب وتونس وتركيا.وستخصص المحاضرات والورشات المبرمجة اليوم والتي تدخل في هذا الإطار لمناقشة مسائل لها صلة بالثقافة و المعرفة والآداب والجوانب اللسانية - استنادا لما ذكره منسق اللقاء- مشيرا إلى أن "المواضيع تندرج في إطار برامج البحث لوحدة البحث حول الثقافة والاتصال واللغات والآداب والفنون ومخابر شركاء".وسلط المتدخلون الضوء على الجوانب الثقافية والأدبية للأمير عبد القادر والتي أهلته أن يكون شخصية بارزة استطاعت مواجهة التحديات والرهانات آنذاك فالرجل كان حاملا لمشروع إنساني بنظرته العميقة تجاوز الحدود المحلية والجهوية فالأمير عبد القادر حسب بوزيد بومدين لم يكن مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة ومقاوم الاحتلال الفرنسي خلال عدة سنوات فحسب ولكن برز أيضا كشاعر ومفكر عالج عدة قضايا.وقد ترك الأمير عبد القادر أعمال ثرية منها "كتاب المواقف " و"ذكرى العاقل وتنبيه الغافل" المترجم إلى الفرنسية الذي ركز من خلاله على أهمية العلم والعلماء.وكتب أيضا عدة معاهدات وقصائد شعرية مما جعله يتبوأ مكانة مرموقة كشاعر ومتصوف . كما أكد الدكتور محمد بشير بويجرة على أن تقريب الشرق من الغرب وحوار الثقافات والديانات كانت في صلب أفكاره. 
وسيعرف اليوم بمقر وحدة البحث المذكورة (السانيا) تنشيط ورشات للنقاش حول عدة مواضيع منها "اللغة والأدب والشعر" و"التصوف والعرفان" و"الحوار مع الأخر" و"الشعر الشعبي و المقاومة "والخطابات والحجة والهوية". كما ستنتظم ورشة أخرى بكلية العلوم الإنسانية والحضارة الإسلامية ستتناول مسائل مرتبطة بالدين والمعرفة عالجها الأمير عبد القادر خلال مسيرته الفكرية. 
وستحتضن مكتبة العلوم الاجتماعية من جهتها ورشة يشرف عليها مخبر "الفلسفة وتاريخها" ومخبر "الأبعاد القيمية والتحولات الثقافية والسياسية في الجزائر". ورشة بكلية الآداب و اللغات و الفنون لجامعة وهران 1 أحمد بن بلة (قاعة علي بوعمران) لمناقشة قضايا ذات طابع أدبي وشعري وجوانب لغوية. وستقام مراسم اختتام الأشغال بمقر وحدة البحث حول الثقافة والاتصال واللغات والأدب والفنون كما أبرز محمد داود الذي يعد أيضا مدير هذه المؤسسة المنظمة التابعة للمركز الوطني للبحث في الانثربولوجيا الاجتماعية والثقافية الكائن مقرها بوهران.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)