السلم مسألة حضارية لكنه صار موضوعا لأطروحات متناقضة، البعض يناصرها باسم الحوار والتعايش والتثاقف، والبعض الآخر يعارضها بحجة التناحر والانغلاق الفكري، ومنهم من حاول تجاوز هذا التجاذب بالتعارف باعتباره أساس العلاقات الإنسانية.لقد كان هاجس المفكر منذ الأكاديمية واللقيون إلى بيت الحكمة إلى حلقات التفلسف الحديثة والمعاصرة مثل: فيينا و فرانكفورت ونادي الميتافيزيقيين وجماعة الفكرأو(أسبري) التي أعلنها إيمانويل مونييه، هو اقتراح مخططات حضارية تهتم بالمجتمع والجنس والإنسانية، وحتى لا يصبح الفكر غريبا عن العالم، وتتحوّل الفلسفة إلى علم يستخلص النتائج التي وصلت إليها العلوم الطبيعية والعلوم التاريخية فقط، فمن واجب المشتغل بالفكر عموما والفلسفة خصوصا التفكير في مشكلة الحضارة لأن قوة الفكر أو الفلسفة تقاس بقدرتهما أو عجزهما أن يتحوّلا إلى فلسفة حيّة للإنسان.
في سنة 2005 نظمت الدولة الجزائرية ملتقى أوغسطين فيلسوف جزائري باعتباره من مواليد سوق أهراس أو تاغشت سابقا، وهذه القراءة لها أهميتها لأن هذه الشخصية مازالت موضوع نقاش بالمقارنة مع الدوناتية التي ناصرت السكان المحليين ضد الغزو الروماني، ولكنها تظل نموذجا للصدق والمسؤولية باعترافها بأخطائها سواء في إنجاب طفل غير شرعي والعناية به أو في إقرارها بالذنب عند سرقة تفاحة أيام شبابها، وفي المقابل وجدنا الدولة التركية تنظم ملتقى دوليا لإحياء ذكرى الغزالي عام1201 الذي صار قديسا لا ينتقد بدليل تكفير المفكر والشاعر والأديب زكي مبارك الذي كتب أطروحة "الأخلاق عند الغزالي" توضح بأن الأخلاق التي يدعو لها ذات طابع اتكالي، وبين الموقفين فرق كبير لأن القديس كان بشرا يعترف بما اقترف من أخطاء، وحجة الإسلام صار ملاكا يقترح علينا خطابا إنقاذيا من الضلال بالرغم حديثه عن النور الذي قذف الله في صدره. فاعترافات القديس أوغسطين درس منهجي لمراجعة الذات، والمنقذ من الضلال رؤية نقدية للمعرفة في درجاتها الحسية والعقلية والحدسية انتهت إلى الإقرار بأن المعرفة نسبية بالرغم روّاج الطابع الإطلاقي لفكره.
جامعة وهران
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 08/07/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : أ صايم عبد الحكيم
المصدر : www.djazairnews.info