قررت روما بعد انتصارها في الحرب البونية الثالثة (149 ق.م- 146 ق.م) التي انتهت بتخريب مدينة قرطاجة، تأسيس أول مقاطعة رومانية في بلاد المغرب " مقاطعة إفريقيا الرومانية"، و بذلك أصبحت جميع ممتلكات الدولة البونية التي كانت لا تزال تحت سيادة قرطاجة و المدن التابعة لها قبل الحرب، ملكا للدولة الرومانية أي مجلس الشيوخ و الشعب الروماني و صارت مجالا مفتوحا للاستعمار، و قد تم تأجير أغلب الأراضي الزراعية الخصبة إلى مواطنين رومان من الطبقة الأرستقراطية و خاصة أعضاء مجلس الشيوخ.
و عندما انتخب كايوس جاراكوس نقيبا شعبيا سنة 124 ق.م، أصدر قرارا بتأسيس مستعمرة رومانية في نفس المكان الذي كانت فيه قرطاجة البونية، و الذي زرع بالملح بعد تخريبها و أعلن منطقة ملعونة حرم البناء فيها، فوزع الأراضي الزراعية على ستة آلاف (6.000) مواطن روماني، كانت حصة كل واحد منهم حوالي مائتي يوجيرا ( 50 هكتارا)، لكن خطة إعادة بناء المدينة لم تنجح و تمت تصفية إصلاحات كايوس جاراكوس الزراعية بعد معارضة مجلس الشيوخ و قتل سنة 122 ق.م، و بعد ذلك صدر قانون سمح للذين حصلوا على عقود ببيع أراضيهم، فوجد الكثير من الأغنياء الرومان فرصة لاستثمار أموالهم في شراء الأراضي الزراعية الإفريقية الخصبة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 19/04/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - عبد القادر بوعزم
المصدر : مجلة الحضارة الإسلامية Volume 13, Numéro 17, Pages 39-62 2012-11-01