إنَّ الإسلامَ يدعُونَا إلَى اغتنامِ الوقتِ فيمَا يعودُ علينَا بالفائدةِ مِنْ خيْرَيِ الدُّنيَا والآخرةِ لذلكَ جعلَ لكُلِّ عمل وقتاً ولكلِّ عبادة زمناً والمسلمُ مسؤولٌ عَنْ كلِّ عمل يقومُ بهِ وعَنْ كلِّ ساعة يقضِيهَا وعَنْ كلِّ كلمة يتكلَّمُ بِهَا فإذَا اشتغَلَ الْمَرْءُ بِمَا لاَ ينْفعُهُ وأنفَقَ وقتَهُ فِي غيرِ مَا يُرضِي ربَّهُ وتدخَّلَ فِي شؤونِ غيرهِ فقَدْ لَغَا وصرَفَهُ ذلكَ عَنْ أداءِ واجباتِهِ والقيامِ بمسؤولياتِهِ وعرَّضَهُ للسُّؤالِ يومَ القيامةِ عَنْ ضياعِ عمُرِهِ فيمَا لاَ فائدةَ فيهِ وقدْ أقسمَ الحقُّ تباركَ وتعالَى بالعصرِ علَى خسارَةِ مَنْ لَمْ يملأْ عمرَهُ بطاعتِهِ جلَّ فِي علاهُ فقالَ تعالَى: _ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإنْسَانَ لَفِي خُسْر * إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ _. ولأهميةِ الوقتِ فقَدْ أقسَمَ اللهُ تعالَى بأوقات كثيرة كالفجرِ والصبحِ والضحَى والليلِ.وفي هذه الأيام نعيش خير الأوقات التي تسبق رمضان ففي شعبان كنوز عظيمة خاسر وغافل من ضيعها فهاهي الأيام البيض ليلة النصف لا تفصلنا عنها الا سعات قليلة وفيها ترفع الأعمال فاين انتم منها؟
وإنَّ واجبَ الإنسانِ تجاهَ وقتِهِ أنْ يحافظَ عليهِ وأنْ يحرصَ علَى الاستفادةِ منْهُ فيمَا ينفعُهُ فِي سائرِ أحوالِهِ وأمورِهِ فالمسلمُ يُنفِقُ وقتَهُ فِي فرْض يؤدِّيهِ أَوْ حقّ وواجب يقضِيهِ أَوْ فِي تربيةِ أبنائِهِ ورعايةِ أهلِ بيتِهِ أَوْ علم يتعلمُهُ أَوْ خير يفعلُهُ أَوْ مريض يعودُهُ أو رَحِم يصِلُهُ أَوْ صديق يزورُهُ متمثِّلاً أخلاقَ الصَّالِحينَ الَّذينَ أَثْنَى اللهُ سبحانَهُ عليهِمْ بقولِهِ: _ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ _ وأمَّا الطَّالِبُ فيُمضِي وقتَهُ فِي الدِّراسةِ والتحصيلِ العلمِيِّ والتَّحضيرِ الجيِّدِ للامتحاناتِ وبذلكَ يبلُغُ مرادَهُ ويحقِّقُ هدفَهُ وغايتَهُ.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 29/04/2018
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : منتديات الطريق الله
المصدر : www.akhbarelyoum-dz.com