تحاول الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا منذ التوقيع على اتفاق لافروف كيري حول الترسانة الكيماوية السورية، عدم ترك روسيا تشعر وكأنها حققت انتصارا دبلوماسيا في الملف الأمني السوري. وعقد وزراء خارجية البلدان الثلاثة اجتماعا تنسيقيا أمس بالعاصمة الفرنسية باريس، لتمرير مثل هذه الرسالة باتجاه موسكو، والتأكيد على أن الاتفاق لا يعني أبدا أن النظام السوري أصبح في منأى عن أي تهديد عسكري متى استدعت الضرورة ذلك.وفهم لافروف الرسالة، وعرف كيف يفك شفرتها في حينها عندما أكد أن مثل هذه التهديدات قد تنسف اتفاق جنيف بينه وبين كيري، وربما يعيد الأزمة السورية إلى نقطة الصفر مع كل التبعات التي يمكن أن تنجم عن ذلك.
وتسعى الدول الثلاث لإظهار موقف موحَّد بينها، يتم استغلاله خلال اجتماع أعضاء مجلس الأمن الدولي، الذي سيخصَّص لمناقشة نص لائحة أممية حول ملف الأسلحة الكيماوية السورية لتمرير نص لائحة جاد وصارم باتجاه السلطات السورية في حال عدم التزامها بتعهداتها الجديدة، وهي القناعة التي انتهى إليها الوزراء الثلاثة في أعقاب اجتماع باريس، وأكدوا على أهمية التوصل إلى لائحة قوية وملزمة تحتَّم على دمشق وفق رزنامة محددة، لتقديم جرد لترسانتها وفتح موقع تواجدها أمام المفتشين الدوليين؛ تمهيدا لتدميرها قبل منتصف العام القادم.
ويُنتظر أن تبدأ أولى مناقشات مشروع اللائحة الجديدة بداية الأسبوع القادم على هذا الأساس.
ولم ينتظر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للرد على مثل هذه الرغبة، وقال إنه "يتعين على الولايات المتحدة أن تلتزم بمضمون نص اتفاق جنيف وعدم الذهاب إلى أبعد من ذلك". وأضاف بلهجة فيها الكثير من التحذير: "إذا كان هناك من يحاول التهديد والبحث عن ذرائع لاستخدام القوة، فسيكون لها انعكاس سلبي على إمكانية عقد ندوة جنيف الثانية". وقال إن الاتفاق الذي توصّل إليه مع نظيره الأمريكي، "لم يتضمن أبدا الإشارة إلى إمكانية اللجوء إلى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، الذي يبيح استخدام القوة العسكرية"، وهو التأكيد الذي ذهب إلى نقيض القراءة التي وضعها جون كيري، الذي أكد، من جهته، أن الاتفاق يحتّم على الولايات المتحدة وروسيا فرض إجراءات الفصل المذكور في حال عدم تطبيق بنوده.
ويأتي الوعيد الغربي باتجاه سوريا في نفس الوقت الذي أبدت دمشق ليونة في موقفها، وأكدت استعدادها للتعاون التام مع المجموعة الدولية وفق نص اتفاق لافروف كيري.
واعتبر وزير الإعلام السوري عمران الزعبي الاتفاق بمثابة انتصار لبلاده، مؤكدا، في نفس السياق، أن دمشق بدأت فعلا في إعداد قائمة بعدد وأنواع الأسلحة والغازات التي تضمها الترسانة الكيماوية السورية دون مضيعة للوقت.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 16/09/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : م مرشدي
المصدر : www.el-massa.com