الجزائر

استيفان داغولو (مهاجم مولودية وهران) لـ''المساء'' :‏سذاجتنا هزمتنا.. وسنعود بقوة قريبا




يُكلَّف المصاب بمرض عقلي خزينة الدولة أموالا باهظة، بحكم أنه يخضع للعلاج لفترة طويلة بالمؤسسات الاستشفائية إلى أن تستقر حاله، وحتى تتم وقايته من خطر الرجوع إلى المرحلة الحادة، حيث يبلغ المرض أشده، أوجدت وزارة الصحة ما يسمى بمراكز الوسيط للصحة العقلية التي بدأت العمل على وقاية المريض ومتابعته سنة ,2004 وعلى الرغم من أهمية هذه المراكز، غير أنها تظل غير كافية، خاصة إذا علمنا بوجود مركز بالعاصمة ومركزين بالبليدة فقط.
حول هذه المراكز، تحدثت ''المساء'' إلى أحمد عنا'، تقني سام في الصحة بمركز الوسيط للصحة العقلية ببوشاوي، حيث قال: ''يتمثل الهدف الأساسي من إنشاء ما يسمى بمراكز الوسيط للصحة العقلية، في وقاية المريض ومتابعته، أي أنها تؤمّن للمصاب بمرض عقلي الحماية حتى لا تتدهور حالته ولا يعود مجددا إلى المؤسسات الاستشفائية، ناهيك عن كونها تقلل من الضغط عن المستشفيات، بحكم أنها تتكفل بما يسمى بالعلاج التكميلي للمريض، أي أنها تتولى مراقبة علاجه على المدى البعيد''.
وحول طريقة العمل المعتمدة بمراكز الوسيط، جاء على لسان محدثنا؛ إن المرض العقلي يعد من الأمراض المزمنة التي يستغرق علاجها مدة طويلة، من أجل هذا، كان لابد من إنشاء مثل هذه المراكز التي تعد بالنسبة للمرضى المتنفس للتعايش مع المرض، وأضاف قائلا: لا يخفى عليكم أن المصاب بمرض عقلي، بعد خروجه من المستشفى نتيجة لاستقرار حالته، لا يمكنه أن يندمج بسهولة في المجتمع، حتى يتسنى له تقبل مرضه، وعليه بزيارة هذه المراكز والمداومة عليها، وفي المقابل، يقوم الفريق الطبي المكون من أطباء وأخصائيين نفسانيين على مساعدته وتلقينه بعض التقنيات التي تمكنه من التكيف مع مرضه، وبالتالي الإندماج في المجتمع، بحيث يتعلم بالمركز حقيقة مرضه بطريقة علمية، وكذا أعراضه التي تصور له أن يعيش في عالم خاص به، وأنه يسمع أصواتا، ويرى أشياء، ولعل أهم نقطة نركز عليها، يستطرد محدثنا، هي التأكيد على ضرورة مواصلته العلاج وعدم التوقف لمجرد أنه يشعر بالتحسن. فبحكم تجربتي التي تزيد عن 26 سنة مع المرضى، وقفت على عدد كبير من الحالات التي توقفت عن العلاج لمجرد أنها أحست بالتحسن، فكانت النتيجة أن تأزمت حالتها، واضطررنا بالمقابل إدخالها للمستشفيات لإعادة العلاج من جديد، وكأننا نبدأ من نقطة الصفر، لهذا نحاول جاهدين إقناع المرضى الذين يترددون على المراكز بضرورة احترام العلاج وعدم التوقف عن تناول الأدوية''.
ولعل من بين الخدمات الإيجابية التي تؤمنها مراكز الوسط للصحة العقلية، أنها تؤهل المرضى ليتمكنوا من استعادة حياتهم الطبيعية، فهؤلاء المرضى يصبحون عاجزين عن القيام ببعض الأعمال اليومية البسيطة؛ كالاستحمام، تغيير الثياب، العناية بالذات، ممارسة بعض الأنشطة الرياضية وغيرها، في مثل هذه الحالة، تتدخل المختصة في المداومة بالعلاج، التي تساعد المريض على استعادة هذه السلوكيات وممارستها، إذ نملك على مستوى المركز مكتبة نحاول من خلالها تحفيز المريض على القراءة أو الكتابة أو حتى الرسم، ناهيك عن قاعة مخصصة للطبخ تحفز المريض على القيام ببعض الأشغال المنزلية كالطبخ أو غسل الثياب، لمساعدته على التكيف، ناهيك عن قاعة رياضية مجهزة تساعد المريض على إعادة تأهيل بدنه، إلى جانب هذا، نحاول كذلك التواصل مع المريض لتمكينه من متابعة حالته المرضية، وقت زيارته لطبيبه وكيفية تناوله لدوائه، هذه الأمور غاية في الأهمية بالنسبة لهذا المريض، حتى يتمكن من الاعتماد على نفسه ورعاية حالته الصحية بنفسه، وهو الهدف الذي ننشده من خلال هذه المراكز التي تعد همزة وصل بين المريض والمجتمع، يقول عنا'.
وعن بعض المشاكل أو العراقيل التي تواجهها هذه المراكز، قال ذات المصدر إنه على الرغم من أهمية هذه الأخيرة ودورها الفعال في استكمال علاج المرضى وإعادة إدماجهم بالمجتمع، غير أن عددها يظل غير كافٍ، ويقول: باستثناء مركز الوسيط للصحة العقلية ببوشاوي ومركزين آخرين بالبليدة، لا وجود لمراكز أخرى تنشط على أرض الواقع بطاقم طبقي متخصص في هذا النوع من المرض، وإنما هناك مراكز تقوم فقط بالفحص لا غير، لذا نناشد الوزارة المعنية بالعمل على فتح مراكز أخرى على مستوى كامل التراب الوطني، ليتسنى للمرضى استكمال علاجهم واستئناف حياتهم بصورة شبه طبيعية.

يزخر المغرب العربي بأقلامه الضاربة في الأدب وأعلامه التي اتسمت بالروح الإنسانية المبدعة، ولا يخلو قطر من أقطار المغرب العربي، بما فيه الأندلس، بشخصية علمية جليلة تركت بصماتها واضحة على المساحات الثقافية والصوفية التي كانت أكثر حضورا وتجليا في مغربنا العربي، ومن الشخصيات الفذة؛ تلميذ الشيخ سيدي بومدين أبو جعفر الخزاعي الذي ترك مصنفه الموسوم بـ''الشهاب موعظة لأولى الألباب''، وقد طفت هذه الشخصية الصوفية وتلمسان تعيش سنة تتويجها عاصمة للثقافة الإسلامية.
أبو جعفر أحمد بن سيد بونة الخزاعي، أندلسي المولد بقرية زناتة الواقعة بشرق الأندلس غير بعيد عن البحر الأبيض المتوسط، وكان مولده سنة 524 هـ، وأصله من بونة ''عنابة''، واستوطن سلفه بالأندلس.
وقد ظهرت على أبي أحمد شيخ المريدين، البركات والكرامات، ويذكر ابن الخطيب في كتابه ''الاحاطة'' أنه أحد الأعلام منقطعي القرين في كتاب الله، وأولي الهداية الحقة، فذ شهير، شائع الخلة، كثير الأتباع...''.
نشأ أبو جعفر أحمد في زناته ودرس بها عن خاله الشيخ الحاج المقرئ، ورحل أبو أحمد إلى بلنسية، أين أخذ فيها القراءات عن المقرئ أبي الحسن علي بن هذيل، وأخذ أيضا عن الإمام أبي الحسن علي بن محمد بن النعمة، ويقول ابن الخطيب، إنه كان يحفظ نصف المدونة وكان يؤثر الحديث والتفسير والفقه عن بقية العلوم الأخرى.
وبعد أن استوعب العلوم بالأندلس، رحل إلى بجاية لأخذ علم الباطن على يد سيدي بومدين الغوث، ويقول عن هذه الرحلة محمد بن الحجاج المشهور بالطباق: ''استنشق زهرة شجرة التصوف فتبع أرج عرفها ولمح موردات التلطف، فعمل على جني لطفها، فجذبه الحق إليه ودله به عليه، فركب البحر قاصدا مدينة بجاية بنية القراءة على الشيخ أبي مدين شعيب، فلما نزل بساحل بجاية، تلقاه رجل فقال له: أنت أبو أحمد جعفر بن عبد الله بن سيد بونة، فقال له: نعم، ومن عرفك بي؟ فقال: الذي عرفني أنك جئت بنية القراءة على الشيخ أبي مدين، أوليس كذلك؟ قال: بلى! قال: أنا أبو العباس الخضر، آمرك أن تلازمني وتقرأ عليّ، فقرأ عليه مدة وأذن له في الاجتماع إذ ذاك مع الشيخ أبي مدين والقراءة عليه''.
لازم أبو أحمد الشيخ أبي مدين مدة يأتمر بأمره وينتهي بنهيه، وحين جاء إلى أبي مدين قال له: يا سيدي بأي شيء تأمرني؟ قال له أبو مدين: ''تقيم الزاوية وتسوق الماء وتعجن الخبز وتطحن''، فقال سمعا وطاعة، وامتثل ما أمر به شيخه.. ومما يروى أنه جاء يوما لأبي مدين وقال له: ''يا سيدي اختمر الخبز وحمى التنور'' وكان الشيخ أبو مدين إذ ذاك يتحدث مع رجل أتاه زائرا فلم يجبه، فأعاد عليه ثانية فلم يجبه لاشتغاله بالحديث مع زائره، فوقف أبو أحمد هنيهة، ثم أعاد عليه، فجرى على لسان الشيخ أبي مدين أن قال له: انطلق فادخل فيه، فامتثل أمره ومضى فدخل في التنور، فلما أتم الشيخ حديثه مع من كان يتحدث معه قال: أين أبو أحمد؟ فقال له بعض أصحابه: ألم تأمره بدخول التنور؟ فقال: أدركوه، فذهبوا إليه فوجدوه قد دخله والتنور يلتهب نارا، وهي لا تضره، فقالوا له: الشيخ يأمرك بالخروج، فقال لهم: هو أمرني بالدخول وهو يخرجني بنفسه، فرجعوا إلى الشيخ فأخبروه بذلك، فقام بنفسه وأتاه، فلما رآه في بيت النار قال: قد وصلت يا أبا أحمد وأمره بالخروج فخرج، بعد هذه الحادثة اكتملت تربية أبي أحمد على يد الشيخ أبي مدين، حيث طلب منه المغادرة وقتها وأن يبني زاوية في بلده وأن يدعو إلى الله.
من مدينة بجاية يرحل أبو أحمد نحو الحجاز لأداء فريضة الحج، فيلتقى هناك بالشيخ أبي العباس أحمد الرفاعي، فلبس منه الخرقة.
بعد أدائه لفريضة الحج، قفل ابن سيد بونة إلى بجاية مرة أخرى، حيث التقى بشيخه أبي مدين فقام معه زمانا حتى قدم قوم لزيارة أبي مدين، مستفسرين عن مسائل حصلت لهم.. فطلب منهم الشيخ أن يتربصوا عليه ثلاثة أيام: ''اليوم الأول أنظر في كتبي، واليوم الثاني أستفتي قلبي، واليوم الثالث أنتظر ما يرد علي من الفتح الرباني''، فلما انقضت المدة التي حددها، عاد القوم للظفر بجواب أسئلتهم، فأمر أبو مدين أبا أحمد أن يقعد على سجادته وأن يجيب عن المسائل المطروحة.. فعند ذلك قال الشيخ أبو مدين: ''جئتنا لتعرف الله بنا فعرفناه بك، وقد بلغت رتبة الشياخة، فارحل إلى وطنك يهدي الله أهله على يديك''.
وتوفي أبو أحمد وهو يناهز من العمر مائة سنة ببلدته زناتة عام 624 هـ.
هذه بعض المقتطفات عن هذا العلم المغاربي الكبير وعن حياته وزهده وتقواه وعلمه وكراماته وغير ذلك مما أنعم الله به عليه، أردنا من خلالها نفض الغبار عن هذه الشخصية الفذة وتقديمها كعَلَم من أعلامنا.

يرى استيفان داغولو مهاجم مولودية وهران، أن سوء تعامل فريقه مع ظروف الدقائق الأخيرة لمباراة تلمسان، كلفته هزيمة قاسية على معنويات لاعبيه لكنه يؤكد أن المولودية ستعود بقوة في الجولات القادمة...
س: بعدما هدأت الأعصاب، أي تعليق يليق بهزيمة فريقك في تلمسان؟
ج: الحقيقة، كانت هزيمة قاسية جدا، بالنظر الى ما قدمانه من مردود طيب، خاصة في الشوط الثاني حيث وفقنا في العودة في النتيجة، لكن يجب الاعتراف أننا لم نستغل تفوقنا العددي حتى نعود بالنقاط الثلاث، وكنا قادرين على إنجاز ذلك.
س: وفي النهاية لم تتمكنوا من ذلك وعدتم بخفي حنين من ملعب تلمسان، فهل كنت تتوقع هذه الهزيمة العريضة؟
ج: صراحة لا، رغم إدراكنا أن وداد تلمسان سيخرج كل ما جعبته في مواجهة مولودية وهران، وكان كذلك في الشوط الأول، لكن وفقنا في تقليص الفارق، وعدنا بقوة في الشوط الثاني، حتى أننا أدخلنا الشك في خصمنا ولم نستغل هذه الفرصة للتقدم في النتيجة، لنعاقب بقسوة من طرف الوداد الذي استغل الفراغات في دفاعنا ليوقع علينا هدفين قاتلين.
س: مدربكم حنكوش قال أن سذاجتكم هي التي هزمتكم، فهل توافقه؟
ج: نعم، ما قاله مدربنا صحيح، حيث لم نحسن التعاطي مع ظروف الدقائق الأخيرة التي كانت حاسمة، وفيها انهار فريقنا، ويجب أن أعترف أنا الوداد كان محفزا جدا، حيث مارس علينا ضغطا شديدا، خاصة في الشوط الأول، ما سمح له بأخذ أسبقية هدفين علينا في الدقائق الأولى من اللقاء، وبالتالي تحرر لاعبوه من ضغط الأنصار.
س: هل توافق رأي البعض الذين يقولون انه ما كان لبحاري أن يخرج وهشام شريف أساسيا؟
ج: ولو أن الأمر ليس من اختصاصي، إلا أنه وحسب رأيي كان يجب تدعيم خط الوسط بعد تعديلنا للنتيجة، لصد خطر التلمسانيين ومنعهم من الاستمرار في إقلاقنا عن طريق الهجمات المعاكسة.
س: هل ترى أن هذه الهزيمة ستؤثر كثيرا على فريقك؟
ج: شيء طبيعي أن تؤثر هزيمة بمثل هذه النتيجة على معنوياتنا، لأنها جاءت بعد سلسلة من الانتصارات كنا نتمنى أن لا تنقطع، على أية حال مدربنا يحاول رفع معنوياتنا تحسبا للمقابلات القادمة، وهذا ما يجب فعله، وعلينا من جانبنا نسيان هذه الخسارة والتركيز على ما هو قادم، وهذا ما يكرره لنا مدربنا.
س: تنتظركم مواجهتان متتاليتان في العلمة وقسنطينة، كيف تنظر إليهما؟
ج: مباراتان صعبتان ولا يجب أن نضيعهما مهما كان الحال، وعلينا نيل أكبر عدد ممكن من النقاط فيهما كما قال لنا مدربنا، وأنا أشاطره الرأي حتى لا يعود الشك إلينا، ثم نحن مطالبون برد الاعتبار لأنفسنا، وأرى انه بإمكاننا تجديد العهد مع النتائج الإيجابية سريعا.
س: في الأخير، ماذا تقول لأنصار المولودية بعد هذه الخيبة؟
ج: أطلب منهم أن يبقوا دائما مساندين لنا، لأنهم فعلا رائعون، وقد اكتشفت ذلك منذ قدومي إلى مولودية وهران، فقليلة هي الفرق التي تتوفر على جماهير تساند بقوة فرقها وهي في ذيل الترتيب، وأطمأنهم وأقول لهم أنا متأكد أننا سنعود بقوة في الجولات القادمة.



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)