استقالة وزير تونسي تعمّق التصدّع وسط الائتلاف الحاكم قال إن رئيس الحكومة استحوذ على صلاحياته

توالت الاستقالات في هرم السلطة التونسية، فبعد استقالة المستشار الإعلامي للرئيس المرزوقي، أول أمس، أعلن وزير الإصلاح الإداري، محمد عبو، أمس، استقالته من منصبه احتجاجا ''على استحواذ رئيس الحكومة على صلاحياته''.
تأتي استقالة الوزير، وهو الأمين العام لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية الذي ترأسه المرزوقي قبل توليه منصب الرئاسة، في ظل خلافات حادة تعيشها السلطة في تونس بسبب قضية تسليم البغدادي المحمودي إلى ليبيا.
وأعلن محمد عبو، وزير الإصلاح الإداري في مؤتمر صحفي أن ''السبب الرئيسي للاستقالة هو أن الحكومة رفضت القيام بدور الرقابة على الإدارات ورفضت التغيير بينما ''أنا أرى أن الإدارة التونسية في حاجة إلى التغيير باعتبارها مليئة بالفساد''. وأضاف عبو، وهو مناضل حقوقي عرف بمعارضته الشرسة للرئيس السابق زين العابدين بن علي أن رئيس الحكومة لم يعطه الصلاحيات لإحداث الإصلاحات، مضيفا أنه غير قادر على فتح ملفات الفساد الكبرى. وتأتي استقالة عبو وسط خلافات تعصف بالائتلاف الحكومي بعد احتجاج رئيس الجمهورية المنصف المرزوقي على تسليم الحكومة للبغدادي المحمودي رئيس وزراء ليبيا السابق إلى بلاده دون علمه. ورفض عبو ربط استقالته بتسليم المحمودي، وقال إنها تتعلق بمحدودية صلاحياته فقط. وكان أيوب المسعودي، المستشار الإعلامي الأول للرئيس التونسي المؤقت، منصف المرزوقي، قد أعلن، أول أمس، عن استقالته، ليكون بذلك المستشار الثالث للرئيس الذي يستقيل من منصبه.
وقال المسعودي في رسالة نشرها على مدونته الشخصية في الأنترنت حملت عنوان ''وأخيرا أسترد حريتي''، وجاء فيها أنه يعلن استقالته من منصب المستشار الأول للرئيس المكلف بالإعلام، ولم يذكر المسعودي سبب استقالته من منصبه، لكنه وعد بأن يكشف في وقت لاحق عن أسباب أخرى دفعته إلى الاستقالة. على صعيد آخر أعلنت وزارة الدفاع التونسي أن ''المثلث الصحراوي'' جنوب البلاد هو ''منطقة عسكرية مغلقة'' يتوجب على كل من يرغب في دخولها ''الحصول على بطاقة تجول خاصة''، وقالت إن وحدات الجيش تمكنت من القضاء على مخيم لتنظيم القاعدة ودمرت سياراتهم فيما فر ستة منهم إلى ليبيا. وأوضح الناطق الرسمي لوزارة الدفاع، العميد مختار بن نصر، أن البطاقة الخاصة تسلم أساسا للعاملين في الصحراء والسيّاح الأجانب، ويتولى الجيش ''مراقبتهم وحمايتهم من الضياع''. وكان الجيش التونسي قصف يوم 20 جوان موكبا لسيارات رباعية الدفع محملة بالسلاح لمجموعة من إرهابيي تنظيم القاعدة في عمق صحراء محافظة تطاوين الجنوبية على الحدود مع ليبيا والجزائر.