استعراضات شعبية بالأزقة والشوارع

يحتفل رجال و نساء قبائل بني سنوس بتظاهرة « الناير»، أو ما يعرف ب« بأيراد» الذي يبدأ ليلة ال11 من جانفي كل سنة، ويتواصل إلى تاريخ ال13 من نفس الشهر ،حيث تم تجهيز الفواكه الجافة التي تم جنيها هذه السنة من جوز و لوز و تين وسفيزف، لإهدائها للصغار و الكبار على حد السواء في أكياس صغيرة يطلق عليها « بومخلط « ، أو « المقرقشة» ، والتي توزع مباشرة بعد مرور الكرنفال بالشوارع من طرف مجموعة من الشباب ، متقمّصين فيها شكل الأسد وأتباعه والمدافعين على حرمة القرى.حيث تم جلب نباتات « البوص» و« البصيلة « من الغابة لحملها كمشعل في أيديهم عند غروب الشمس، متنقلين من بيت إلى آخر لتفقد الفقراء الذين ليس لهم الفواكه الجافة ، وهي عادة تعود إلى أمد بعيد يحتفظ بها الأهالي ويتمسكون بها في يد واحدة تعبيرا عن التضامن والتآزر بين الأفراد، إذ لا يزال الأهالي، وحتى شيوخ قرية « بني زيداز» يتداولون اللهجة الأمازيغية ، ويدعون دوما الشباب إلى الابتعاد عما هو دخيل حتى لا تزول مراحل اللعبة الشعبية ل « أيراد» التي كانت تُتخذ وسيلة لمساعدة المساكين و جمع المال ، وكذا شراء أغراض المساجد من أفرشة وشموع في وقت لم تكن هناك الطاقة الكهربائية .
و مع اقتراب موعد الاحتفالات تجد كل بيت في بني سنوس يتهيأ لاستقبال «أيراد»، الذي تتجدّد معه الخيرات و صفاء القلوب ، فالجميع يتأهّبون وينتظرون موعد إنارة المشاعل بجميع النواحي قبل الزيارة الفجائية للسبع وهو رئيس المجموعة التي سرعان ما تُردد «تشاب لالا» أعطيني تشيشة باش نعيش»، « إيراد إيراد»، بشكل متناسق يجسد قصة قتل الأسد بعد مشادّاة معه في حرب، وهو استعراض يُترجم بأزقة بني عشير ولخميس أمام زوار البلدتين القادمين من تلمسان و وهران، وكذا العاصمة التي تقطنها نسبة هامة من السنونسيين ، بالإضافة إلى المغتربين . وتجدر الإشارة إلى أنه تم أول أمس تنظيم استعراض شعبي كبير بمناسبة « يناير» بالقرب من البريد المركزي وصولا إلى دار الثقافة عبد القادر علولة بتلمسان، كما قدم أبناء بني سنوس بالقاعة الكبرى بذات المؤسسة الثقافية رقصة « ايراد ، مع عرض فيلم وثائقي حول كيفية الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة .