ساعات قلائل تفصل الجزائريين على غرار باقي المسلمين في العالم عن موعد عيد الفطر المصادف للفاتح شوّال إذ تجري التحضيرات على جميع المستويات و قد تحولت بيوت العائلات إلى خلايا نحل نظرا للاستعدادات التي صار يفرضها هذا الموعد.بقدر الفرحة بالعيد يكون تخوف المواطنين من انعدام الخدمات الذي تعوّدوا عليه خلال السنوات الماضية رغم تعليمات عديد الوزارات كالتجارة و النقل و الطاقة و كانت وزارة الطاقة قد أكدت خلال الأسبوع الماضي أن خدمات محطات التزود بالبنزين تكون متوفرة أثناء العيد لضمان الاكتفاء لمستعملي المركبات . و الأمر نفسه بالنسبة لمحلات بيع المواد الغذائية و المخابز خاصة في المدن الكبرى حيث يفضل الخبازون و العاملون الذهاب إلى ولاياتهم لقضاء العيد مع ذويهم.شراء ملابس العيد ، تحضير الحلويات ، إخراج زكاة الفطر ، ختم القرآن الكريم ، التصدق ، إطعام المساكين و الفقراء و عديمي الدخل ، تنشيط مطاعم الرحمة ، ختن الأطفال و فسح المجال للنشاط الفني و الفكري و الثقافي كلها خصائص لم يعد شهر رمضان يتخلى عنها في يوميات و ليالي الصائمين الجزائريين عبر جميع الأرجاء.و لم يصنع الشهر الاستثناء في مجال الأسعار خاصة خلال الأسبوع الأول و الثاني رغم الوفرة التي ميّزت الأسواق و فتح مراكز بيع المواد الغذائية التي دأب الإتحاد العام للعمال الجزائريين على رعايتها في كل سنة. و مقابل ذلك تعرف الأسواق تهافت الناس على شراء المواد الغذائية و الخضر تخوفا من انعدام الخدمات و غلق الأواق يومي العيد كما جرت العادة رغم التحذيرات و التهديدات . و رغم توجه الأسر الجزائرية ّإلى تحضير حلويات العيد فالخضر و الفواكه لم تنزل عن عرشها فقد بيع الليمون في سوق لاباستي ب 500 دج خلال العشرة أيام الأخيرة .كما راجت المواد الغذائية التي قاربت نهاية مدة صلاحياتها خاصة المواد الحليبية مثل الأجبان و الزبادي إضافة إلى المشروبات الغازية و قد وجدت إقبالا لدى المستهلكين.التضامن يفك عقدة العوز و الفاقة و في أهبة الاستعداد للعيد غزت النساء بشكل خاص محلات بيع مواد صناعة و تحضير الحلويات و هي الأطباق التي لم يعد ممكنا التفريط فيها من أجل استقبال المهنئين من الأقارب و الأصدقاء و أيضا لإهدائها للفقراء حتى تكون الفرحة بالعيد متقاسمة بين الجميع و هو وجه آخر من أوجه التضامن و التعاون بين أفراد المجتمع الجزائري . و كانت كسوة العيد هاجس الآباء و الأمهات على حد سواء ، و رغم أن هؤلاء قد غزوا المحلات التجارية و مراكز التسوق شهرا قبل حلول رمضان تجنبا لارتفاع الأسعار و حرارة شهري جوان و جويلية إلّا أن المحلات لم تخل من المشتريين طيلة الشهر في النهار كما في الليل ,و في نفس الأثناء فضلت بعض الأسر من ذوي الدخول البسيطة التوجه إلى الملابس البالية و المستعملة المعروضة في المدينة الجديدة بوهران و سيدي البشير و عين الترك و السوق الأسبوعي في مرفال لتقليب المعروض و اقتناء ما يناسب , و قد وجد العديد ضالتهم خاصة أولئك الذين لديهم أطفال كثر , و لم يفوّت الجزائريون على أنفسهم فضائل شهر رمضان من أجل اغتنام فرص المغفرة و العتق من النار فعمرت مساجد البلاد بالمصليين و تفوقت وهران بتنظيم الدورة العاشرة لسلسلة الدروس المحمدية التي تستضيفها الزاوية الهبرية البلقايدية في سيدي معروف لصاحبها الشيخ الجليل سيدي عبد اللطيف بلقايد ، و هي الدروس التي حجّ إليها فطاحل العلم و الشريعة الإسلامية من كل ربوع العالم الإسلامي بمختلف مراجعهم الدينية و الفكرية فكفوا و وفوا بالشرح المستفيض لتعاليم الإسلام و رسالته السامية للبشرية جمعاء . و هوت إلى هذه الدروس أفئدة كثيرة .صور التضامن و مساعدة المحتاجين لم تعد استثناء على أبناء الجزائر بل موعدا سنويا يتراحم فيه أفراد المجتمع بشكل فردي أو جماعي.و من خلال الجمعيات الخيرية و التي كان روادها من الشباب تم فتح مطاعم كثيرة جاءها الصائمون من المعدومين و عابري السبيل و أيضا الذين يشتغلون في قطاعات شتى و حرموا من الصيام مع ذويهم كما كان الحال في عين تموشنت التي استضافت مطاعمها عمال من ولايات مجاورة.الفرحة فرحتانو على ذكر التضامن فقد امتدت أفعال الخير لتشمل الجالية السورية المهاجرة إلى مختلف ولايات الجزائر حيث شملها الإطعام كما كان الشأن في مغنية على سبيل المثال. و استعدادا للعيد أيضا كانت المناسبة سانحة في ليلة القدر من أجل ختان الأطفال الصغار و حديثي الولادة و هي عمليات صارت غالبا ما تسهر عليها جمعيات خيرية و أطباء مختصون. فرحة رمضان و العيد تقاسمها الجزائريون هذه السنة مع ذويهم من المغتربين الذين تصادفت عطلهم السنوية مع شهر الصيام فأتوا من أوربا فكان موعدهم مع " نسمة البلاد" و جو السهر و السمر .و ضمانا للخدمة العمومية تم تمديد ساعات العمل لوسائل النقل العمومية فكان ترام وهران في الموعد و أيضا حافلات مؤسسة النقل الحضري . قفة رمضان ، و رغم اللغط الحاصل بشأنها في جميع ولايات الوطن و تلاعب عديد المسئولين بها و تفويت فرصة ذهابها لمستحقيها فانها أدخلت الفرحة على من تمكنوا من افتكاكها و قد مسحت غبنا على كثيرين بتنوع موادها و قد علّق كثيرون أن ما تبدله الدولة الجزائرية من خلال هذه القفق بامطانه إطعام كل الجزائريين .و حمل شهر رمضان البشرى لتلاميذ الجزائر الذين اجتهدوا فجدوا و و جدوا فعانقوا الفوز بشهادتي الباكالوريا و التعليم المتوسط حيث نشرت النتائج في هذا الشهر
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 16/07/2015
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : ف شمنتل
المصدر : www.eldjoumhouria.dz