أنا امرأة أؤدي الكثير من العبادات، ولكن يدي هذه التي أود أن أقطعها تمتد إلى المال أحيانا بالسرقة، حتى ولو معي ما يكفي، وحاولت جاهدة أن أمنع نفسي عن هذه العادة السيئة، ولكن مرة انقطع وعشرات المرات تهوي قدمي لأعود مرة ثانية إلى فعلتي؟.. ماذا أفعل أكاد أجن وأفقد عقلي.. أهو مرض نفسي أو ضعف الإيمان ماذا يجب أن أفعل؟ أريد خطوات محددة لكي أبتعد عن هذا الطريق الخاطئ؟ أحب أولا، قبل الإجابة على هذا السؤال، أن أدعو الله الكريم أن يعينك على هذا البلاء الذي وقعت فيه وعليك بكثرة الدعاء وخاصة في جوف الليل، ثم أقول لك اعلمي أن الله تعالى لم يكلف العباد إلا بما يطيقون سواء كان أمرًا أم نهيا، فأنت مكلفة أولا بالأكل من حلال ومنهية عن أخذ المال الذي لا يحل لك ولو كان من أقرب الناس إليك زوجا أو والدا أو ولدا، فلا تأخذي إلا بالحق الذي شرعه الله تعالى، واعلمي أن العقوبة الدنيوية إن أفلت منها، فإن العقوبة الأخروية أشد وأنكى والواجب عليك التوبة العاجلة.وإن التوبة لها شروط، أولها الندم على الذنب الذي فرط، ثم العزم على عدم العودة إليه. وإن من شروط التوبة النصوح رد المظالم إلى أصحابها فلابد من ردها في الدنيا تحقيقا لصدق التوبة إلى الله تعالى، وأن تطلبي المسامحة ممن ظلمتهم حال ردها لأنك أدخلت عليهم الروع في قلوبهم والحزن على فقدان مالهم، فلهم بذلك عليك حق غير مجرد رد المظالم. فإن لم تستطيعي رد ذلك المال فلابد لك من طلب السماح منهم واعلمي أن النار حامية وأن الله شديد العقاب، وأن الله غيور يغار أن تنتهك محارمه، فإن أخر للعبد انتقامه فإنما ذلك ليتوب العبد وإلا فعذاب شديد والله عزيز ذو انتقام ينتقم من كل من يستخف بمحارمه، وإياك أن تسول لك نفسك أن لك عذرا بسبب كذا وكذا..فالله أنزل الشرع ليتحاكم به الخلق واعلمي أن شرع الله كامل، فلو طبق عليك لقطعت يدك وإن كنت الآن تتمنين ذلك إلا أنك حال تنفيذها ستشعرين بألم فراق هذه الجارحة الهامة عندك، وتبقين بين الناس مفضوحة بقطع اليد، فاتقي الله وخافي عذابه، واعلمي أن الله يراك حال وقوعك في هذا الذنب، ولو أنك أيقنت في ذلك الوقت أن الله عليك مطلع وعليك قادر لدفعك ذلك إلى ترك كل منكر ولزوم الحلال في المال والمطعم والمشرب. نسأل الله لنا ولك ولسائر المسلمين العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 18/05/2010
مضاف من طرف : sofiane
المصدر : www.al-fadjr.com