الجزائر

استراتيجيات عسكرية لفرض النفوذ وإعادة تشكيل الخارطة السياسية



أثار المشاركون في ندوة نقاش نظمت بمركز الدراسات الإستراتيجية ل «الشعب» تساؤلات كثيرة أمس حول «الحرب الذكية وإلكترونيك الدفاع» وانعكاساتها خاصة وأن هذه التكنولوجيا عرفت قفزة نوعية من حيث التطور بسرعة متزايدة.وارتبط التطور الذي عرفته تكنولوجيا الأسلحة بالسرعة المتزايدة لاستخدام التحركات في مناطق القتال تطوير الأنظمة الاستطلاعية لتغطية المعلومات المثالية و بشكل فوري على كامل مسرح العدو.
وفي هذا الإطار تساءل صحفي من «ميدي ليبغ» عن جدوى التعريف بمثل هذه الحرب وتكنولوجيا إليكترونيك الدفاع مستغربا عدم التكلم على ما يجري في ليبيا التي استخدمت فيها قوات الناتو التكنولوجيا الجوية.
وأثار نفس المتحدث إشكالية تكييف ما يقترف بتكنولوجيا إلكترونيك الدفاع على البشرية أم أنها تستخدم في إطار ديمقراطي.
و حسب الخبير في إلكترونيك الدفاع عمر بلبش فان الكثير من الناس يجهل معنى هذا المجال الذي أصبح احد أهم المسارح التي يعول عليها في كسب المعارك و ضرب مواقع العدو مشيرا إلى انه لا يهدف إلى الإشهار بهذه التكنولوجيا بل هو بصدد ندوة أكاديمية فقط لا غير.
وحول اختياره لماليزيا كمثال أوضح بلبش انه تطرق إليها بصفتها من الدول الناشئة وأيضا للوقوف على سياسة هذا البلد الذي أدرك أهمية اكتساب هذه التكنولوجيا مقارنة بالبلدان النامية الأخرى.
وأضاف المتحدث أن الحروب لا تخلو من التخريب والدمار والخسائر البشرية ولكن اليوم إلكترونيك الدفاع يعمل على تقليص هذه الكوارث التي تتسبب فيها الأسلحة الكلاسيكية.
من جهتها تطرقت الإعلامية أمينة دباش إمكانية فتح المجال أمام الطلبة للاطلاع على هذا الميدان وتواجدهم بالمحاضرة للاستفادة أكثر منها بدل الصحفيين كما طالبت بشروحات أفضل حول الموضوع خاصة وان الدول العربية أصبحت عرضة لهذه التكنولوجيا في الآونة الأخيرة، وبالتالي نحن بحاجة إلى تكوين مهني حول الدفاع الالكتروني والأساليب المستعملة فيها خاصة بالنسبة للطلبة.
و قال بلبش بهذا الخصوص أن الطلبة المعنيون بهذا التكوين هم العسكريون مشيرا إلى أنهم يتلقون تكوينا جيدا ما يجعلهم مهيئون لاستخدام الوسائل الالكترونية الحديثة إلا انه لا بد من التكوين المستمر في هذا المجال لمدة 5 سنوات على الأقل للقيام بهذه المهام على ارض الواقع .
و في سياق آخر تساءل بعض الإعلاميين حول إمكانية أن تغنينا تكنولوجيا إلكترونيك الدفاع عن الإنسان و هل بإمكانها أن تربحنا حرب مستدلين في ذلك نجاح الفيتناميين والجزائريين في ثوراتهم دون استخدام هذه التكنولوجيا.
و أوضح المحاضر حول التساؤلات المطروحة أن تكنولوجيا إلكترونيك الدفاع لا يمكن أن تعوض الإنسان رغم كل الخدمات الدقيقة التي تقدمها فهي تبقى مجرد أنظمة و وسيلة والقرار الأخير يعود للإنسان فهو من أوجدها ويتولى تسييرها.
وفيما يتعلق بإكسابنا الحروب قال بلبش انه احتمال وارد وغير وارد ولكن يمكن أن نربح حرب دفاع والحصول على معارف تتعلق بالعدو تمكننا من كسب الجولات الأخرى من خلال التجسس الاستطلاع الأهداف المسطرة و غيرها، مشيرا أن اكتساب مثل هذه التكنولوجيا مكلف جدا و يحتاج إلى إمكانيات كبيرة و معقدة بالإضافة إلى الدقة والجدية والصرامة.
من جهته تساءل الإعلامي سلاوي بإذاعة وتلفزة جامعة التكوين المتواصل عن سبب توجه الدول العربية بما فيهم الجزائر إلى تخصيص ميزانية كبيرة لاقتناء الأسلحة الكلاسيكية بدل التوجه إلى اقتناء التكنولوجيا الذكية باعتبارها مستقبل الحروب الإستراتيجية.
وفي هذا الإطار أوضح المحاضر بلبش انه من الصعب أن تسمح الدول المصنعة بتحويل تكنولوجيا الدفاع و صناعة الأسلحة بصفة عامة لأنه عالم و اسع ومليء بالمخاطر، كما أن اقتناءها مربط بمدى حاجة هذه الدول لهذه التكنولوجيا، وأضاف بلبش أن الدولة التي تريد إنتاج مثل هذه التكنولوجيا تحتاج إلى ترخيص من الدولة المصنعة الأم كالبطاقات الالكترونية مثلا هذه الأخيرة تحتاج بدورها إلى رخصة من لجنة مابين الوزارات من اجل تصدير صناعة سلاح حرب.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)