الجزائر

استحداث دورية "أس.أو.أس تسوّل"



أقرت السلطة التنفيذية ببومرداس استحداث دورية خاصة لمحاربة ظاهرة التسول، أطلقت عليها تسمية "أس.أو.أس تسوّل"، بالتنسيق مع مختلف الفاعلين، تجوب أنحاء الولاية، لتقف على كل المتسولين، ثم تحوّلهم إلى الجهات المختصة لفتح ملفات خاصة بكل متسوّل، بغية التكفل بالحالات الاجتماعية منها، وإيقاف الانتهازيين المُتحايلين.التزم الوالي عبد الرحمان مدني فواتيح بتطهير ولاية بومرداس من المتسولين "المحتالين" ممن وصف انتشارهم الكبير ب "المقلق الواجب التصدي له". وقال خلال مناقشة ملف التضامن الاجتماعي بالمجلس الولائي مؤخرا، إن رحابة صدر الدولة وتخصيصها أغلفة مالية معتبرة للتضامن الاجتماعي مع كل الفئات الهشة، تجعله يتساءل عن سبب توجه الكثيرين إلى استجداء الحسنة من الغير بالرغم من توفر آليات كثيرة للتضامن. وتساءل إن كان بلغ تقصير السلطات مع بعض مواطني الولاية لجعلهم يطلبون الحسنة من الغير، مبرزا أن استفحال التسول ومغالاة المتسولين في طلب الصدقة عنوة إلى حد الاعتداء على الغير، يحتّم على السلطات التصدي لهذه الظاهرة؛ "إقرارا للنظام العام، وأنا مسؤول عنه"، يقول الوالي، موضحا أن براعة المتسولين في طلب الحسنة بلغ بهم حد استئجار الرضّع والأطفال لاستعطاف الناس واستمالة جيوبهم، خاصة أمام المطاعم والمساجد؛ بلجوء نساء إلى وضع الستار على وجوههن حتى لا يُعرفن، والمغالاة في استجداء الحسنة بالبكاء أحيانا أخرى، إلى جانب تفنن بعض المتسولين من الرجال في طلب الصدقة بالتظاهر بالإعاقة. كما أن الواقع يشير إلى أنّ هذه الظاهرة لم تعد حكرا على الجزائريين بعد أن تعدتها إلى بعض المهاجرين من سوريا أو من دول إفريقية ممن يلجأ الكثير منهم إلى توسط الطرق السيّارة لاستجداء مستعملي الطرق.
هذه الظاهرة جعلت المسؤول الأول يقرر إنشاء دورية خاصة متعدّدة القطاعات، وعلى رأسها مصالح النشاط الاجتماعي وممثلو الأمن، أطلق عليها تسمية "أس.أو.أس تسول"، والتزم بتوفير كافة أشكال الدعم للدورية لتقوم بالعمل الموكل لها، في أن تجوب كامل إقليم الولاية، وتحصي مواقع المتسولين، ثم رفع هؤلاء "ولو عنوة إن تطلّب الأمر"، يقول الوالي، مبرزا أنّ الهدف من هذه الدورية هو تطهير الولاية من المتسولين المحتالين، مؤكدا أن هذا العمل من شأنه الوقوف تحديدا على المحتاجين حقا من ضمن المتسولين؛ بغية مساعدتهم وقطع الطريق أمام الانتهازيين، خاصة أنّ رمضان الفضيل بات وشيكا، وهو الشهر الذي يسجل انتشارا رهيبا للمتسولين.
وسيُعهد لدورية "أس.أو.أس تسوّل" رفع كل متسول وإحالته على الجهات المعنية؛ حتى تشكل له ملفا خاصا به؛ أي بتحديد جنسه وسنه وولايته وسبب امتهانه التسول، على اعتبار أن مصالح النشاط الاجتماعي قد سبق لها أن أحصت العديد من المتشردين ممن قصدوا الولاية لاحتراف التسول قادمين من ولايات مختلفة، ورفضوا تحويلهم إلى المركز الخاص بإيواء الأشخاص بدون مأوى، مفضلين التشرد من أجل التسول.
❊ حنان. س
للنأي بالمراهقين والشباب عن مخاطرها ... أيام توعوية ضد الجرائم الإلكترونية ببومرداس
عرفت مدينة بومرداس خلال الأسبوع المنصرم، تنظيم أيام توعوية حول مخاطر الأنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، من تنظيم ديوان مؤسسات الشباب ورابطة الإعلام والاتصال للشباب المستحدثة مؤخرا، شارك ضمنها ممثلو الأمن الوطني، وتفاعل معها المواطنون في انتظار تنظيم أيام تحسيسية أخرى دوريا؛ للنأي بالمراهقين والشباب عن مخاطر كل أشكال الآفات الاجتماعية.
اقتربت «المساء» من منظمي التظاهرة الإعلامية للتقصي حول أهدافها، فتحدثت إلى الملازم الأول للشرطة عمر قرباب، عن أهم الجهود المبذولة من طرف أمن ولاية بومرداس في مجال تحسيس الشبيبة بأهمية الابتعاد عن كل أشكال الإدمان، فقال إن خلية الاتصال سطرت برنامجا متنوعا يخص التحسيس بمختلف الآفات الاجتماعية، مبرزا أنه إلى وقت قريب، كانت الجهود منصبّة حول التوعية ضد مخاطر إدمان المخدرات بكل أصنافها، إلا أن العولمة والتقدم التكنولوجي فرضا بديهية أخرى، تقتضي بموجبها كل المصالح الحيطة والحذر، ومنها التحسيس بجرائم الأنترنت ومخاطر استعماله السيئ وشبكات التواصل الاجتماعي.
ودعا المتحدث، بالمقابل، الأولياء إلى ربط قنوات التواصل مع أبنائهم لإبعادهم عن كل المخاطر، ممثلا بفتاة تعرفت على أحدهم وأخذت تتواصل معه عبر «فايسبوك»، وكان هو يسجل الأحاديث والصور، إلى أن ظهر يوما على حقيقته، وأخذ يبتز الفتاة بنشر صورها والأحاديث المسجلة على نطاق واسع. وخوفا من الفضيحة رضخت الفتاة لطلبات مبتزها بإيفاده بالملايين.. حيث وصل المبلغ الإجمالي إلى مليار سنتيم سلمته على مراحل. ولما أحست بالثقل على كاهلها تقدمت بشكوى إلى فرقة مكافحة الإجرام بأمن ولاية بومرداس، التي باشرت تحقيقاتها، التي توصلت في غضون خمسة أيام فقط، إلى إلقاء القبض على سبعة شباب من بينهم قاصر، كلهم حاليا وراء القضبان في انتظار محاكمتهم، «لكن نحن هنا نريد ترسيخ مبدأ التعامل الذكي مع التكنولوجيا»، يقول الملازم أول، موضحا أن «التكنولوجيا الرقمية أضحت واقعا لا مفر منه، والأنترنت تزداد الحاجة إلى استعمالها يوما تلو الآخر»، لذلك فإن أحسن حل للتعايش مع الواقع هو التعامل الإيجابي مع هذه التكنولوجيا. كما أوصي أبناءنا إنه ما إذا وجدوا أنفسهم في مواجهة أحدهم يبتزّهم، مباشرة يتقدمون من مصالح الشرطة لإيداع شكوى، ونحن سنتكفل بإيقاف المبتزين». وأبرز محدث «المساء» أن الأمن الولائي عالج خلال 2017، ما يصل إلى 70 قضية تتعلق بالجرائم الإلكترونية، توبع فيها 54 شخصا منهم 4 إناث وقاصران، بينما لم تتعد في 2016 مجموع 52 قضية. وأرجع سبب ارتفاع هذه القضايا تحديدا إلى انتشار الوعي بين فئات المجتمع للتبليغ عن المبتزين أو المشهرين بهم عبر الأنترنت. كما أفاد بأن جرائم القذف والتشهير تأتي في الطليعة، بعدها جرائم الدخول والبقاء عن طريق الغش في منظومة معالجة المعطيات (أي القرصنة)، ثم جرائم النصب والاحتيار، ثم انتحال هوية الغير. كما أرجع محدثنا الفضل في انتشار الوعي بين أفراد المجتمع للتبليغ، إلى التحسيس المستمر بالأرقام الخضراء للشرطة، مفيدا بأن مصالح الأمن الولائي سجلت السنة الماضية، ما مجموعه 80.849 مكالمة، وسجل الثلاثي الأول للسنة الجارية 25.621 مكالمة، قائلا إن حملات التوعية والتحسيس التي تشمل مختلف المواضيع وضد كل الآفات الاجتماعية، متواصلة.
من جهتها، قالت منسقة خلية الاتصال بديوان مؤسسات الشباب أمال كلاش على هامش إطلاق القافلة التوعوية، إنّ العمل التحسيسي حول كل أشكال الآفات الاجتماعية متواصل، ليشمل أكبر عدد ممكن من أبناء بومرداس بالتنسيق مع كل الفاعلين من أمن ودرك وطنيين، إلى جانب رابطة الإعلام والاتصال للشباب، بغية النأي بالقصّر والشباب عن كل المخاطر التي قد تعصف بمستقبلهم في لحظة طيش.
كما قال موسى بلحسن، رئيس رابطة الإعلام والاتصال للشباب، بأن برنامجا آخر يرمي دائما إلى تحسيس الشباب بمخاطر الآفات الاجتماعية، يعنى بتكوين 35 منشطا بدور الشباب في تقنيات السمعي البصري، عملا على فتح تربصات في هذه التقنية لفائدة كل الشباب الطامحين لذلك. كما اعترف المتحدث بأن مخاطر لعبة «الحوت الأزرق» التي انتشرت مؤخرا بمجتمعنا، «قد أعطتنا دافعا قويا للبحث في سبل ترقية طرق التواصل مع الشباب، لإبعادهم عن كل أشكال الجريمة الإلكترونية والآفات الاجتماعية».
حنان. س


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)