تدل كل المؤشرات الخاصة بالنشاط السياحي، في منطقتي الطاسيلي والهقار، أن المنطقة تتجه نحو استعادة مكانتها في السياحة الصحراوية بسبب التعافي التدريجي من الارتدادات التي تعرضت لها خلال السنوات الماضية، بداية من تسعينيات القرن الماضي إلى اليوم.هذه المؤشرات تؤكدها الأرقام الرسمية المعلنة خلال اللقاء التقييمي للنشاط السياحي المنظم على مستوى عاصمة الطاسيلي جانت نهاية الأسبوع، وترجع السلطات التي قامت بدراسة تحليلية لواقع القطاع بالأرقام، إلى استتباب الأمن بالمنطقة، وغياب أي تهديدات تمس هذا القطاع، الذي يعتبر رغم ذلك، قطاعا هشا، يتأثر سريعا بالأحداث الأمنية، وخاصة عندما نعلم أن عددا من الدول، أهمها فرنسا، تصنف خريطة المناطق الجنوبية للجزائر، ضمن الخانة الحمراء، وفق تصنيف وزارة الخارجية الفرنسية "الكي دورسيه"، الذي يعتبره وفق متابعين مجرد تهويل للوضع، حيث أصبح ملف هذا التصنيف، ضمن أولويات مسؤولي القطاع السياحي في الفترات السابقة، حيث ستتجه الجهود نحو إقناع هذه الدول بضرورة تصنيف موضوعي وواقعي للمنطقة، خاصة وأن المسؤولين والشخصيات المهمة في فرنسا، زارت المنطقة في إطار سياحي، على غرار النجم زين الدين زيدان، فيما يصنف الباقي فئات السياح في خانة المناطق الخطرة.وكان اللقاء المخصص لدراسة وتشخيص قطاع السياحة، فرصة للكشف عن الأرقام الخاصة بالنشاط السياحي بالمنطقة، أين سجل قطاع السياحة بولاية ايليزي، قفزة نوعية في أرقام السياح الوافدين للمنطقة خلال الموسم الحالي، وهو الرقم الذي تجاوز 1100 سائح أجنبي وأكثر من 5000 شخص في إطار السياحة الداخلية، ما يمثل أكثر من 4 أضعاف الرقم المسجل الموسم الماضي، الأمر الذي يعزز الأجواء الإيجابية وسط العاملين في القطاع بتحسن تدريجي لعملية الاستقطاب السياحي بالمنطقة، بينما كان اللقاء فرصة لجميع المتدخلين، خاصة أصحاب الوكالات السياحية، لطرح عدد من النقاط التي تعتبر محورية، ومهمة في تسيير القطاع، بينها مشكلة إجراءات منح التأشيرة، التي كانت تعيق حسبهم، دخول السياح بسبب ما يشتكي منه هؤلاء من البيروقراطية لدى المصالح القنصلية، حيث كشف مدير السياحة والصناعة التقليدية لولاية إيليزي في هذا الخصوص، سمير فيليبو، أن مسألة التأشيرة في الوقت الراهن قد حلت بنسبة تتجاوز 90 بالمائة، بالنسبة لجميع الطلبات المقدمة من طرف الوكالات السياحية، بسبب الربط المباشر للإجراءات بين مديرية السياحة بالولاية مع وزارة الشؤون الخارجية، ومنها نحو التمثيليات الدبلوماسية بالخارج، بينما لا تزال إحدى معوقات الوكالات مطروحة، والمتمثلة في الديون المترتبة على الوكالات جراء الضرائب، الأمر، الذي اتخذت فيها إجراءات لفائدة الوكالات السياحية، من خلال التحفيزات الخاصة بجدولة الديون وإلغاء بعضها وفق ما تسمح به النصوص القانونية، فيما تبقى السياحة الداخلية مرتبطة بشكل وثيق بوسائل النقل، أين أثيرت مشكلة ارتفاع ثمن تذكرة الطيران، حيث اتخذت إجراءات في هذا الجانب والتي تخص تخفيضا ب50 بالمائة من السعر بالنسبة للوفود التي تضم 10 أشخاص على الأقل، فيما يبقى القطاع السياحي، مرتبطا بشكل وثيق بعدد كبير من القطاعات، حيث تعتبر نظافة المدن، وسلاسة الإجراءات، والتواصل بين الهيئات الأمنية والإدارية المتدخلة في مسار السياح، والترويج الداخلي والخارجي، وتعزيز إمكانيات الاستقبال من خلال تذليل إجراءات الاستثمار في هذا الجانب، الذي يجد معوقات على مستوى البنوك، وكذا إعادة بعث نشاط ديوان السياحة بالمنطقة، جوانب أخرى لا تقل أهمية بالنسبة لترقية النشاط السياحي، حينها تصبح السياحة مسألة تهم الجميع، مواطنين ووكالات وهياكل استقبال وهيئات عمومية وخاصة على حد سواء.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 25/04/2017
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : طواهرية
المصدر : www.horizons-dz.com