الأزمة الليبية حولت الليبيين إلى سماسرة بالسوق الجزائرية
كشفت مصادر محلية مطلعة لـ”الفجر”، أن ولاية تمنراست أصبحت بوابة السيارات المستعملة، خاصة رباعية الدفع، التي تناسب تضاريس المنطقة الصحراوية بشرائها بأثمان بخسة وإعادة بيعها في أسواق بلدانها بأسعار باهظة، مستفيدين من الأوضاع الأمنية بالمنطقة بعد حادثة اختطاف والي إليزي، سيما الليبيين الذين تحولوا إلى سماسرة للسيارات المستعملة.
وقالت مصادرنا أن أهم أسواق السيارات المستعملة في الجزائر بكل من الاسيهار، برج باجي مختار، بير الخليل أصبحت مقصد تجار بلدان الجوار أكثر من الزبائن لشراء كميات كبيرة منها وإعادة بيعها ببلدانهم الأصلية، أين يكثر الطلب على السيارات المستعملة من ماركات معينة خاصة رباعية الدفع التي تناسب الطبيعة الصحراوية لدول الساحل والتضاريس الصعبة للمنطقة، لحاجتهم الكبيرة في التنقل وعدم قدرتهم على دفع الجديد منها ما يضطرهم إلى شراء الأنواع القديمة بنصف ثمنها الأصلي، وبالنظر إلى صرامة التشريعات الجزائرية التي تفرض على الجزائريين نظاما خاصا على سيارات المغتربين، وجد سكان الدول المجاورة من مالي والنيجر في السوق الجزائرية للسيارات المستعملة مصدرا كبيرا للربح الكبير والمكسب السهل، حيث تحول الكثير منهم سيما الليبيون إلى سماسرة يدخلون في الكثير من الأحيان إلى الولايات الجنوبية بطريقة غير قانونية بعد تشديد الإجراءات الأمنية على الحدود الجزائرية عقب حادثة اختطاف والي اليزي، الذي فر به مسلحون إلى الأراضي الليبية ليتم تحريره هناك على يد قبائل الزنتان بليبيا، حيث يدخل هؤلاء إلى الحدود الجزائرية ويتنقلون بعدها الى أسواق السيارات المستعملة في الجزائر بما فيها أسواق تمنراست التي تنتعش بصورة كبيرة في فصل الشتاء، لسهولة سير السيارة في المسالك الصحراوية في هذا الفصل مقارنة بفصل الصيف، و تعد سوق الاسيهار، برج باجي مختار، بيت الخليل محج الأفارقة الماليين و النيجريين، إضافة إلى الليبيين.
وأضافت مصادرنا أن تمنراست لم تعد تستقطب الزبائن الجزائريين الراغبين في الحصول على سيارات بقدر ما تستقطب تجارا آخرين يعيدون بيع السيارات المشتراة، وأغلب هؤلاء من الليبيين الذين دفعت الظروف الاقتصادية الصعبة التي يتخبطون فيها جراء الأزمة للبحث عن مدخول ليجدوا في تجارة السيارات المستعملة في الجزائر، والقادمة من أوربا منجم ذهب، مستثمرين في صرامة التشريعات الجزائرية من جهة وانصراف سكان باقي الولايات الجزائرية إلى أسواقهم المحلية بالنظر إلى المسافة الكبيرة جدا التي تفصل بينهم وبين تمنراست. وقالت مصادرنا إن عدد الليبيين بهذه الأسواق ارتفع بشكل لافت خلال الأشهر الأخيرة، مؤكدين في حديثهم لسكان عاصمة الأهقار عن ظروفهم الاقتصادية الصعبة، وأن بعض العائلات تضطر لبيع ما تملك للتقوت.
فاطمة الزهراء حمادي
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 19/02/2012
مضاف من طرف : sofiane
المصدر : www.al-fadjr.com