يتحول الشهر الفضيل في أحيان كثيرة إلى حلبة للصراع الزوجي.. بعيدا عن شبح القفة وملئها والشروط التعجيزية التي تضعها الزوجات حول عملية انتقاء الخضر والفواكه واللحوم التي تقحم الزوج في دوامة البحث المستميت تجنبا للمشاكل.. يطفو على السطح مشكل آخر يعكر صفو اليوميات الرمضانية أن المرأة تجعل من المطبخ مملكة لها مكتوب أعلاها «ممنوع على الرجال» ولكن آن لهذا أن يمتنع عن رفع الغطاء عن القدور وكشف المستور؟؟… هناك أزواج يزاحمون زوجاتهم في المطبخ بل ويفرضون لائحة الطعام وطريقة التقديم و.و.و. وتكثر الواوات المثيرة لغضب حواء والتي تنذر بأن الحرب قد بدأت ايضا
مع ولوج المرأة عالم الشغل ومشاركتها الرجل في تحمل مصاريف البيت لم يعد أغلب الرجال يجدون حرجا في مساعدة زوجاتهم في المطبخ وفي غسل الصحون أو نشر الغسيل أو ترتيب غرف النوم، بل ويتحول المطبخ في حياتهم إلى هاجس خصوصا خلال الشهر الفضيل، حيث لا يجد الأغلبية بدا من ولوج مملكة المرأة رافعين مطالبهم تارة ومراقبين لسير الوضع في المطبخ تارة اخرى دون أن ننسى الانتقادات الموجهة والتي تثير حفيظة الزوجات في أحيان كثيرة.
احذر.. مطبخ ممنوع الدخول
السيدة زكية مثلا صرحت أنها ترفض تماما السماح لزوجها بدخول المطبخ، مضيفة أن دخول الرجل للمطبخ يربك الزوجة دائما، لذلك أرفض تماما السماح لزوجي بإعداد الطعام، رغم أني امرأة عاملة ولا أملك متسعا من الوقت. أعتقد أن دخول الرجل للمطبخ لا يقلل من رجولته في شيء، إلا أني لا أفضل ذلك، لأننا نشأنا في مجتمعنا الذكوري المبني اساسا على أن المرأة هي التي تقوم بخدمة الرجل منذ صغرها. وعندما تكبر وتصبح زوجة تخدم زوجها، مما رسخ لدينا الاعتقاد بأن دخول الرجل للمطبخ إهانة له وحط من كرامته وتشبه بالنساء. تضيف وحدث أن وقع خلاف كبير بيني وبين زوجي في شهر رمضان سببه تدخله في شؤون المطبخ فهو لا يكتفي بأن يقحم زنفه في انتقاء لائحة الطعام، رغم أنه لايحس بعذابي خصوصا مع ارتفاع درجات الحرارة، إذ لا يجد بدا من إكثار الطلبات التي تجدني انفذها رغما عني خوفا من موجة غضب عارمة قد تعصف بي وبالمطبخ وبالمائدة. مرة وصل إلى البيت متأخرا وكان قد بقي على الإفطار ساعة نصف، إلا أنه طلب مني أن أطهو السمك الذي أحضره وحين رفضت، بحجة ان الوقت غير كاف نهرني وسبني متهما إياي بالكسل وأن غيري «تحضرن الطعام بالكتب بينما أنا عجزت عن تحضير السمك مضيفا «نديه لامراة اخرى تطيبلي» تتنهد «إنهم لا يعذرون»
دخول الزوج المطبخ إيذان بحرب رمضانية
أما حياة ربة بيت فأكدت أنها لا تستطيع مطالبة زوجها بدخول المطبخ لأنه من اختصاص المرأة وأنا أعتبر المطبخ جزءا من مملكتي الخاصة، لذلك أفضل ألا يشاركني فيه أحد وخاصة رجل، لذلك لن أترك زوجي يساعدني في المطبخ ليس لأن الرجل لا يستطيع العمل في المطبخ دون إحداث فوضى ولكن لإيماني بأنه من اختصاص المرأة، عليه أن يركن للراحة وأن يجنبني مشقة الرد على استفزازاته ومطالبه المتكررة وأن يجنبني ثورة غضب رمضانية قد تكون بركانا جارفا تفوق ثورة غضبه
زوجي يدخل المطبخ فقط لغسيل الأواني
نسيمة أكدت أنها تتقاسم الأدوار مع زوجها في المطبخ مضيفة «أقسم أنه لو كان يحسن الطبخ لتركت له الجمل بما حمل وانصرفت للنوم بدل الوقوف على قدم وساق في المطبخ»، مستغربة من مواقف ربات البيوت اللواتي ترفضن المساعدة من أزواجهن. واعتبرت أن زوجها لا يدخل المطبخ إلا بعد الإفطار لغسيل الأواني وتحضير القهوة. سالناها عن موقفها من الرجال الذين يزاحمون زوجاتهم في ما اعتبر مملكة النساء فقالت: لو حدث ذلك لكان أمرا جميلا، وسيسعدني كثيرا لأن دخول الرجل للمطبخ من وقت لآخر مع زوجته يوطد العلاقة بينهما، أعتبر مساعدة الزوج للمرأة أمرا ريجابيا. لكن المهم أن يكون بإرادته، كأن يساعدها في تقديم الوجبات أو تحضيرها دون أن يمن على زوجته بذلك. مساعدة الرجل لزوجته لا تنتقص من رجولته في شيء، لا أطيق فكرة أن تختزل المرأة نفسها في المطبخ، وتضيع الساعات الكثيرة في إعداد الوجبات، فأنا بصراحة أكره الطبخ، وقد حاولت أمي كثيرا أن تجعلني أحبه لكنها فشلت، كما فشلت في ربط علاقة صداقة بيني وبين المطبخ، لهذا لا أخفي إعجابي بالرجل الذي يجيد فنون الطبخ، وسأعمل على تلقين زوجي فنونه حتى أتفرغ للتلفاز في رمضان.
هي مقاربات عديدة بطلتها نساء تبحثن عن قوانين تضح حدودا لمملكتها المطبخية ورجال مهوسون بسياسة رفع الغطاء عن القدور وكشف المستور وحشر أنوفهم في لائحة الطعام الرمضانية. وإلى ان نوفق في تقنين هذه المقاربة الرمضانية، رمضان مبارك.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 24/07/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : عبري حفيظة
المصدر : www.elbilad.net