يحتضن المركز الثقافي الجزائري بالعاصمة باريس، العديد من الأنشطة وذلك إلى غاية بداية شهر جانفي 2015، كما سيستقبل هذا العام الجديد بأنغام موسيقى الصحراء الجزائرية المعبّرة عن الحب والسلام، وتهدف هذه البرمجة إلى تعريف الآخر بالتراث الثقافي والخصوصية الجزائرية المحبّة للجمال والحياة والتعايش.يحتفل المركز بالعام الجديد بحفل موسيقي ساهر ينظم في 27 ديسمبر الجاري، ابتداء من الثامنة والنصف مساء من إحياء فرقة "إمزاد" وذلك بالتعاون مع الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي.تتمتع هذه الفرقة بشهرة واسعة داخل الجزائر وخارجها وذلك بفضل أعضائها المحترفين والمكونين، إذ أن أغلبهم مؤطر ومنذ عشر سنوات من خلال جمعية "أنقذوا الأمزاد" تعمل من أجل الحفاظ على هذه الآلة التي هي رمز من رموز الهوية الثقافية الجزائرية، وهي تراث لامادي إنساني مصنف من منظمة "اليونسكو".الإمزاد آلة احتضنتها المرأة الترقية وحافظت عليها وسلمتها للأجيال المتعاقبة وسلمت معها الهوية والثقافة والتقاليد والقيم التي هي غير قابلة للتقادم، الإمزاد هي أيضا جزء من الصحراء الجزائرية الشاسعة ليس فقط بجغرافيتها بل أيضا بأصالتها واحتضانها منذ الأزل لمعاني السلم والحب.على الرغم من التزام الفرقة بالأصالة لكن ذلك لم يمنعها من وضع لمسة إبداعية خفيفة من العصرنة خاصة وأنها في أغلب عروضها تستهدف جمهور الشباب لجلبه لهذا التراث الوطني الزاخر، وهي تتكون من عشرة أعضاء من بينهم حسان إنسلام، عازف قيثارة ومغن وملحن ومن باي دانا مغن ومؤلف، ومن خوتة خولة راقصة ومغنية كورال.للإشارة فإن الصحراء الجزائرية تجلب العديد من السياح الأجانب خاصة في رأس السنة، فهي في هذا الوقت من السنة تكون أكثر سحرا ومتعة ولذلك فمن يتعذّر عليه زيارتها ستكون له فرصة الاستمتاع بهذا العرض في قلب العاصمة الفرنسية.من جهة أخرى يقيم المركز إلى غاية 9 جانفي القادم، معرضا للصور الفوتوغرافية بعنوان "الجزائر بذراعين مفتوحتين" من توقيع المصورين شونتال فييلار، وفريد حساني، اللذين نقلا من خلال الصور حياة العاصمة الجزائرية التي لا تهدأ بها الحركة، فهي تتحرك باستمرار وتتواصل مع أبنائها ومع الأجانب ذلك لأنها بالنسبة إليهم منبع إلهام وقوة، فبالنسبة للمصورين اللذين أقاما فيها فقد استطاعا نقل زقزقة العصافير وعطر الياسمين والتحايا الحميمية المتبادلة في الشوارع، واحتساء قهوة الصباح الساخنة بفناجينها الجذابة وجرائدها المفتوحة، فلكل مكانه في هذا الزحام اليومي وفي كل مرة تتردد عبارة "سلام آلجيري".بالمقابل يحتضن المركز أيضا معرضا تستمر فعالياته حتى الشهر المقبل بعنوان "شريف وجيزا.. الفن لكائنين" وهو لفنانين يشتركان في نفس التوقيع ويعتمدان في الأساس على التصوير الفوتوغرافي والرسم التصويري، تجمعهما في ذلك نظرة واحدة في نفس الاتجاه مع التزام كل منهما بخصوصيته حتى لا ينصهر في الآخر.يتناول المعرض الفن الحضري بنوع من الالتزام الاجتماعي والسياسي وينقلان مثلا إبداع الشارع من خلال رسومات الحيطان، والتي هي فضاء حر يحتضن المواهب والمواقف والآراء وأيضا اللعب والطرافة، من جهة أخرى يحاول الفنانان تسليط الضوء على الرسومات التي تصف مآسي الراهن بنوع من الجمالية الغريبة.هذان الفنانان حققا شهرة فنية واسعة وأعمالهما ذات التوقيع المشترك موجودة في أشهر أروقة العرض الأوروبية منها أروقة برلين وبروكسل وباريس وروما وغيرها.للتذكير فإن أجندة المركز الثقافي الجزائري بباريس كانت حافلة لسنة 2014، في شتى الفنون والمعارف وذلك ببرمجة الكثير من الفنانين والموسيقيين والسينمائيين والشعراء والمفكرين والضيوف مع الالتزام بإحياء ستينية الثورة التحريرية المجيدة، وكذا التعريف بتراثنا الوطني الجزائري للأجانب ولأبناء الجالية هناك.كما لم يفوت المركز بعض المناسبات الدينية والاجتماعية وعلى رأسها شهر رمضان والعطلة الصيفية من خلال برنامج ثري ومكثف، وسيتم قريبا إعطاء البرنامج المفصل للثلاثي الأول من سنة 2015.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 24/12/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : مريم ن
المصدر : www.el-massa.com