الجزائر

احتفاء الفاشلين بالفشل؟!



احتفاء الفاشلين بالفشل؟!
نجحت السلطة في الجزائر في إقصاء الشعب الجزائري من الاحتفال بالذكرى الخمسين للاستقلال، فالألعاب النارية هي المظهر الوحيد للاحتفال بالذكرى تمت في المحمية السلطوية في سيدي فرج، بعيدا عن أعين شباب باب الوادي، القصبة، بن جراح والحراش، فكانت ألعابا نارية خاصة للخاصة من سكان إقامة الدولة في سيدي فرج وضواحيها!
السلطة ''الكاركة'' و''الباركة'' في سيدي فرج ونادي الصنوبر، أمتعها ''كراكلا'' بما يليق بها من هزال وضحالة استعراضية، تمثل بالفعل ''كرنفال'' في عيد ثورة.! وعيد ميلاد دولة؟!
الاستعراضات العسكرية في الذكرى الخمسين ألغيت لأنها أصبحت غير مناسبة، لأن شارع جيش التحرير أصبح، بعد غرس نخيل بسكرة به، لا يصلح لاستعراض الدبابات.! ويصلح فقط لاستعراض الحاويات الذاهبة والعائدة من الميناء! ولماذا الاستعراض العسكري وأمن البلاد لم يعد يضمنه الجيش، بل تضمنه أنشطة الحاويات مع الدول التي يتولى جيشها حماية أمن الجزائر..! نعم، نحن نعيش في عالم جديد، لا مكان فيه للقوة العسكرية الخاصة إلا القوة الكونية الواحدة، هي الناتو، وما عداها من جيوش مجرد قوات شرطة للمشاركة في حفظ الأمن والسلم الدوليين، بصبغة الجيوش المحلية!
والاحتفالات الشعبية أيضا غير واردة وغير مستساغة، ولهذا لم يتم اللجوء إليها.! هل يمكن أن تجرؤ السلطة التي قاطع الشعب انتخاباتها وتنظم احتفالات شعبية بعيد الاستقلال الخمسين؟!
لهذا، كانت السلطة صادقة مع نفسها، ونظمت احتفالات خاصة للخاصة، في منطقة يمنع حتى على أبناء الشعب الاقتراب منها، فما بالك بالمشاركة في الاحتفاء بها وبألعابها النارية؟!
صورة أخرى من صور بؤس الاحتفال بهذه الذكرى، هي أن السلطة العاجزة حتى على تشكيل حكومة هزيلة، لا يمكنها أن تحتفل بعرس الجزائر الخمسين بنجاح.! ولهذا لم يحضر احتفالات الجزائر أي ضيف أجنبي، كبير أو صغير.. وهو ما جعلنا نستمتع برؤية الضيوف ''الكبار''، مثل الطاهر الزبيري والسيدة بيطاط؟!
في 2005 شاهدت احتفالات بنغلاديش بعيد استقلالها الوطني عن باكستان (30 سنة)، وقد كان غاية في الروعة وفي الفرحة الشعبية.! وهذا البلد استقل بعدنا بأكثر من 10 سنوات.!
وفي 1997 حضرت احتفالات باكستان بعيد استقلالها الخمسين عن الهند، ورأيت الاحتفالات الشعبية والعسكرية التي لا يمكن تصورها.! وهذا البلد استقل قبلنا بأكثر من 15 سنة فقط.. ودخل إلى قلب الذرة.. لأنه البلد الذي يصنع فرحته، ولا يستورد الفرح بالاستقلال من ''كراكلا'' في دولة سمعتها ''تتكركر'' في الحضيض! وتحاول تلميعها بشرائها السمعة بالدولار.! إنني تعبت!


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)