الجزائر - A la une

« احتفاء الجزائريين ب « يناير» دليل على تعلقهم بوطنهم وأرضهم وهويتهم»



أكد الكاتب والشاعر جمال بن عوف، أن الاحتفال بيناير في مختلف ربوع الوطن، دليل على الوحدة والتنوع الثقافي الذي يمتاز به الشعب الجزائري، وأضاف جمال بن عوف، الذي زارنا بمقر «الجمهورية»، بأن الاحتفالات بحلول رأس السنة الأمازيغية، وبهذا الزخم أعاد إلى الأذهان مدى تعلق الجزائري، بوطنه وأرضه وهويته،حيث أنه أثبت للأمم أنه شعب محب للسلام والتعايش ولديه ثقافة غنية، وهو الأمر الذي لا تجده في شعوب أخرى، موضحا بأن الاحتفاء ب«يناير» يحمل عدة معاني وأبعاد، منها الجانب الإنساني، التضامني، وتربوي وحتى عقائدي وثقافي، مضيفا أن إحياء هذه السانحة يعود إلى قرون خلت، وتخلّد كل شعوب منطقة شمال إفريقيا، ولديه طقوس مختلفة، وعادة ما ينطلق من 11 يناير، إلى غاية 31 من نفس الشهر، حيث يؤكد في مغزاه تعلق الإنسان بالأرض والطبيعة، وبالرغم من تشابه الطقوس إلى أن كل منطقة لديها خصوصياتها تنفرد بها عن الأخرى، حيث تشترك في تحضير المأكولات، والتي تعني في مغزاها ارتباط الإنسان الأمازيغي بأرضه، ما يؤكد البعد الإنساني وروح التكافل والتضامن وتوجيه الأبناء الصغار على حب واحترام الآخر، وتحميله المسؤولية منذ نعومة أظافره، حيث تشترك جميع العائلات في تحضير نوعين من المأكولات منها ما هو بارد على غرار المكسرات : كالبلوط والجوز والفول السوداني.. إلخ ومنها الساخنة على غرار تحضير طبق الكسكسي بالدجاج، حيث أن ذبح الدواجن في هذا الشهر، هو وسيلة للتقرب إلى السماء، وصحيا تحضير مثل هذه المأكولات الغنية بالنباتات، فيها جوانب مفيدة لصحة الإنسان، كما أن «يناير» هو مناسبة لتعليم الأطفال الصغار، كيفية الذهاب للأسواق وشراء جميع المستلزمات بمفردهم، لتحميلهم روح المسؤولية منذ صغرهم، دون أن ننسى تعليم الأبناء تنظيف السلاح والرماية. وأشار جمال بن عوف أحد الأعضاء المؤسسين لجمعية
«نوميديا» الثقافية، بأن هذه الاحتفالات ليست وليدة اليوم، بل
يؤكد الكثير من المؤرخين، بأنها تعود إلى فجر التاريخ، مشيدا
بقرار الدولة الجزائرية، التي بادرت بترقية اللغة الأمازيغية، مبرزا أنها هذا الأمر جاء بعد نضال طويل، ودليل على رغبة السلطات العليا في البلاد، تعزيز وحدة الصف الوطني وترسيخ قيم التضامن الإنساني والتربوي بعيدا عن الطابع الفلكلوري الرمزي للمناسبة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)