يكاد الاتفاق يكون واحدا بين كل أطراف الأزمة السورية الذين اقتنعوا أن وقف إطلاق النار يبقى الخطوة الأولى التي يتعين أن يقتنع بها الفرقاء وتكون بداية لمسار طويل على طريق الحل النهائي لحراك شعبي سلمي تحول إلى أشبه بحرب أهلية حصدت أرواح 8 آلاف شخص.
فقد اقتنع العرب، روسيا، الصين وكوفي عنان، الموفد الخاص الأممي والعربي إلى سوريا بحتمية التوصل إلى هذه النقطة بالذات والتي يمكن اعتمادها كأول خطوة توافقية تمهد لخطط حل صاغتها الدول العربية وروسيا ووافقتهم عليها بكين التي تحركت دبلوماسيتها هي الأخرى في مسعى لوضع بصمتها وتسجيل حضورها ضمن سياق حل لا تريد أن يخرج عن إطار تصورها ونظرتها إلى منطقة تعرف تغييرات جيو ـ سياسية جذرية.
ويبدو أن خطة الحل التي توصل إليها وزراء الخارجية العرب ونظيرهم الروسي سيرغي لافروف، في أول لقاء تنسيقي بينهم منذ اندلاع الأزمة، سارت في الاتجاه الذي تراه بكين مواتيا للحل، وهو ما جعلها ترحب بخطة الخمس نقاط التي وضعها العرب والروس وأكدت أنها إيجابية إلى الحد الذي يمكن أن تكون بداية لنهاية نفق مظلم وحمام دم مراق.
لكن المشكلة أن الصيغة التي يمكن بواسطتها البدء في تنفيذ نقاط هذه الخطة، خاصة وقف العنف من كل الجهات تبقى إشكالية الإشكاليات إذا راعينا ما هو جار على أرض الواقع في مختلف المحافظات السورية.
وتكون الدول العربية وروسيا قد رمت بالكرة في معسكرها ويتعين عليها التحرك عاجلا من أجل إقناع الفرقاء بهذه الفكرة التي تبقى فعلا حجر زاوية الحل على اعتبار أن وقف الاقتتال قد يعيد أجواء ثقة مفقودة وضغينة تكرست منذ اندلاع المواجهات قبل عام وبدأت تنذر بحرب أهلية غير معلنة.
ولأجل ذلك فإن روسيا مطالبة بأن تلقي بثقلها الدبلوماسي واستغلال علاقاتها المتميزة مع النظام السوري لإقناعه بهذه الخطوة في الوقت الذي يجب على الدول العربية التي تبنت المعارضة كممثل وحيد للشعب السوري أن تمارس ضغوطها عليها من أجل إقناعها بأن الحل لا يمكن أن يكون إلا سياسيا وعبر طاولة حوار لا مفر منها وبعيدا عن أي تدخل عسكري أجنبي في سوريا.
والقبول بهذه النقطة بالذات يعني أن الدول العربية التي أيدت فكرة إرسال قوات إلى سوريا تكون قد تراجعت عنها بعد أن أبدت العديد من الدول بما فيها الغربية المناوئة للنظام السوري معارضتها لها من منطلق عدم ضمان نتائجها التي قد تكون كارثية على وضع أمني يوشك أن يغرق في متاهة الحرب الأهلية.
وحتى وإن فشل كوفي عنان في أولى اتصالاته مع السلطات السورية من أجل وقف إطلاق النار إلا أنه بدا متشبثا بمسعاه ومواصلته إلى النهاية رغم اعترافه بصعوبة المهمة، لكنه ينتظر سندا من أطراف على صلة بتداعيات هذه الأزمة للضغط أو الإقناع أو حتى النصيحة على اعتبار أن القضية خرجت عن إطارها الداخلي وتحولت إلى أزمة دولية تشعبت المصالح فيها وكثرت الحسابات بشأنها.
وهو ما يفسر محطات جولته التي قادته إلى الدوحة وأنقرة وقبلها إلى القاهرة ولقائه بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في محاولة لتجميع أقصى ما يمكن من المعلومات وترتيب الأولويات قبل الانتهاء إلى خلاصة الحل الذي يراه مناسبا لأزمة استعصى حلها إلى حد الآن.
كرّمت ولاية تيزي وزو مؤخّرا الفنان القدير مولود حبيب صاحب رائعة ''أعلجية'' الشهيرة، التي حفظتها مختلف الأجيال المتعاقبة عن ظهر قلب، ولا يزال العديد من الفنانين يؤدونها في مختلف الحفلات والمناسبات، وتوجّهت الأنظار خلال حفل التكريم الذي احتضنته دار الثقافة ''مولود معمر''ي إلى أوّل فنان قبائلي نشّط حفلا فنيا بالعاصمة، حيث مهّد الطريق لباقي الفنانين لإسماع صوتهم خارج منطقة القبائل.
تضمّن برنامج التكريم الذي حضره الفنان وأسرته تنظيم معرض لصور ومقالات تناولت المسيرة الفنية للمحتفى به، تلاه حوار مع الفنان نشّطه الباحث عبد السلام عبد النور وكان فرصة لاكتشاف هذا المبدع وانجازاته الفنية التي ستظلّ خالدة في الذاكرة.
وقال الفنان القبائلي رابح أوفرحاث بالمناسبة، أنّ الفنان مولود حبيب لعب دورا فعّالا في نجاحه، وروى حادثة محاولة أحد الفنانين سرقة أغنيته ''أثالا ايلوغن'' (المنبع الملوّث) واكتشف مولود حبيب القضية، فاتّصل به وحثّه على الإسراع إلى الإذاعة وإثبات أحقيته بها ليتم إلغاء التسجيل وبرمجة حصة مكانها.
كما عبّر الفنانون المشاركون في الحوار عن امتنانهم للفنان حبيب كونه ساعد أغلبيتهم في مشوارهم الفني، حيث اعترف السيد قوليش (منشّط حفلات)، أنّ حبيب مولود كان أوّل مطرب نشّط حفلا باللغة القبائلية بالعاصمة ولقي نجاحا كبيرا، كما حظيت جميع حفلاته بشعبية كبيرة بأدائه لأجمل أغانيه على غرار ''أعلجية''، '' أفروجة''،''أ ثساذيث''، ''ثجمعاث'' و''أمغار''.
وتم بمناسبة حفل التكريم عرض فيلم وثائقي حول مسيرة الفنان التي جمعت من أرشيف التلفزيون الجزائري حول الفنان حبيب مولود، المولود سنة 1950 بقرية عزوزة ببلدية الأربعاء ناث إيراثن، والذي انتقل إلى العاصمة رفقة عائلته في سن مبكرة وهناك اندمج في عالم الفن، وفي 1964 حيث كان عمره لا يتجاوز 13 سنة، انضم إلى مجموعة صوتية أدت الأغنية الثورية ''نكيني ذمجاهذ امشطوح''، كما التقى بالراحل محمد بلحنفي الذي كتب له العديد من الأغاني، وكذا بالفنان كمال حمادي، وفي سنة 1980قرر حبيب مولود اعتزال الفن لأسباب شخصية وكرّس حياته لعائلته، وأكّد بمناسبة تكريمه أنّه رغم تخليه عن الغناء فإنّ حبّه للفن يسيريكالدم في عروقه-.
أبناء الباهية يثمّنون موروثهم
قصد إبراز الموروث الثقافي وتراث مدينة وهران في الماضي، ارتأت شخصيات وهرانية معروفة من مثقفين ورياضيين وهيئات جمعوية، مؤخرا، أن تحيي ذاكرة مدينة وهران بتنظيم حفل بخيمة فندق ''الفينيكس'' ببلدية السانيا حمل شعار ''وهران.. الذاكرة الحية''.
الهدف أيضا من هذه التظاهرة الفنية والثقافية، حسب إحدى المنظمات، السيدة لكباد فتيحة، هو إعادة إحياء الموروث الثقافي غير المادي لعاصمة الغرب الجزائري، من خلال تثمين العادات والتقاليد التي كانت تشتهر بها المنطقة، وقد كان البرنامج المسطّر خلال هذه الأمسية غنيا وثريا شمل معارض للصور حول مدينة وهران، النوادي الرياضية ومعالم وهران التراثية، إلى جانب معرض لصور يبرز اللباس التقليدي الوهراني ومختلف الأطباق والحلويات التقليدية، كما خصّص جناح داخل الخيمة عرضت به مجموعة من المؤلّفات التي تطرّق كتّابها إلى تاريخ وهران المدينة ماضيا وحاضرا.
فاتحة هده الفعاليات كانت مداخلة الكاتبة بن سعدون شريف أمينة، التي تطرّقت إلى ذاكرة وهران المحكية عبر العصور من خلال اللباس التقليدي الوهراني والعادات والتقاليد التي اشتهرت بها وهران في العصور الماضية، وكان الزي الوهراني الأصيل حاضرا من خلال عرض للأزياء التقليدية وعلى رأسها ''البلوزة'' الوهرانية والحايك الذي كان رمزا يعكس الحياء والحشمة كما كانت هناك فسحة خصّصت للعرس التقليدي الوهراني وعادات الزواج القديمة التي اندثر العديد منها تحت حجة العصرنة والتطوّر.
من جهتها، تطرّقت المجاهدة فتيحة زموشي نجلة مؤسّس مدرسة ''الفلاح'' الإسلامية الشيخ السعيد الزموشي، إلى تاريخ المدرسة ودورها المحوري إبّان الاستعمار في الحفاظ على الهوية الإسلامية الجزائرية، فيما تناولت السيدة بصول أمينة مسيرة أشهر النوادي الرياضية التي كانت تنشط إبّان الاستعمار الفرنسي، فيما عاد الباحث تشيكو بوحسون بالحضور إلى تاريخ الأغنية الوهرانية، وتوقف الإعلامي والكاتب المسرحي بوزيان بن عاشور عند أشهر المسرحيين الذين ساهموا في تأسيس الحركة المسرحية بالباهية.
الجدير بالذكر أنّ هذه الوقفة عبّر فيها مثقفو وهران ومحبوها عن غيرتهم على هذه المدينة التي شهد لجمالها وروعتها كبار الشخصيات ممن توافدوا عليها.
رجل من طينة طيبة... قلبه ينبض حبّا بالجزائر ولها، رغم كل الإمكانيات المتوفرة لديه للعمل في كبريات المستشفيات الفرنسية والعالمية أيضا، إلا أنه اختار البقاء في الجزائر لعلاج بني جلدته من مختلف الطبقات الاجتماعية، تاركا وراءه الغالي والنفيس، إنه الجراح الجزائري بشير الحاج يحي صاحب عيادة النخيل بغرداية، أخصائي في الجراحة بالمنظار، وحاصل على دبلوم تكميلي في داء السرطان... يطمح لإدخال تقنية العلاج بالربوتيك الرائدة عالميا للجزائر لامتصاص آلام المرضى، خاصة في الجنوب الجزائري الشاسع والأماكن النائية، ''المساء'' التقت الجراح ونقلت لكم هذا الحوار الصادق المميز.
- ''المساء'': جراحنا بشير الحاج يحي... القارئ الجزائري يود التعرف عليك؟
* الجراح بشير الحاج يحي: جزائري يعشق الجزائر حد النخاع، حصلت على شهادة البكالوريا سنة ,1977 درست الطب العام في جامعة وهران، وسنتين جراحة بتلمسان، ثم انتقلت إلى باريس، حيث واصلت دراستي وتحصلت على دبلوم الجراحة سنة 1990 من جامعة '' مونبولي'' بباريس، ولما ظهرت الجراحة بالمنظار، كنت أنتقل إلى مدينة ''نيس'' لإكمال تكويني في هذا المجال الخصب والمميز، حيث تحصلت على الدبلوم سنة ,1992 وأظنه أول دبلوم لجزائري ، حصلت على دبلوم تكميلي في داء السرطان لمدة 3 سنوات، ثم دبلوم في التصوير الإيكوغرافي، عملت في العديد من المستشفيات الفرنسية، حيث كنت أقيم هناك رفقة عائلتي، إلا أنني اخترت الجزائر، حيث تركت الغالي والنفيس؛ ''زوجتي وأولادي بباريس''، وفتحت عيادة في قلب مدينة غرداية ليستفيد أهل بلدي مما أتاني الله من العلم، حاولت قصار جهدي إدخال الجراحة بالمنظار للجزائر سنة 1992 لتكون ضمن الدول المتقدمة في هذا المجال، إلا أن العراقيل الإدارية حالت دون ذلك.
- كيف تقيّم سنوات عملك في مستشفيات باريس؟
* عملت في العديد من المستشفيات، على غرار مستشفى''فيتشي''، ''أرل'' و''أ'ينيون''، تحصلت على الكثير من الشهادات، فرضت ذاتي بقوة كجزائري كفء وصاحب مهارات وسط العديد من الأطباء الفرنسيين والأجانب العاملين هناك، إلا أنني رفضت البقاء تحت إدارة طبيب فرنسي، وفضّلت العودة إلى وطني مستثمرا بأموالي الخاصة ومعارفي الفكرية، والحمد لله.
- أنت رائد في الجراحة بالمنظار، حدثنا عن هذا النوع من العمليات الجراحية العصرية؟
* الجراحة بالمنظار ثورة في عالم الجراحة، استطاعت أن توفر الراحة النفسية والجسدية للمريض، فبعدما كانت العمليات الجراحية في السابق تستدعي شق جدار البطن، أصبح من الممكن الآن وضع شق صغير جدا لدخول الآلة المستعملة للجراحة على مستوى السرة، وهي ذات فوائد كثيرة؛ من بينها أن آلام ما بعد الجراحة قليلة جدا، الحاجة للبقاء في المستشفى أقل بكثير من الجراحة التقليدية، إذ يكفي المكوث بضع ساعات أقصاها يومان في المستشفى بدل 8 أيام، سرعة العودة للنشاطات الطبيعية. ومن الناحية التجميلية، تكون الندبة أصغر بكثير، ومن الناحية الاقتصادية، تعتبر هذه العمليات أقل تكلفة للبلاد. كما أنني أول من أحضر الجراح الفرنسي الشهير هوبير ماناس، حيث قام بعملية جراحة المسالك البولية لدى سيدة على المباشر.
- ماهي العمليات التي تشرف عليها بالمنظار؟
* الجراحة بالمنظار متشعبة والحمد لله، أجري العديد من العمليات الحساسة والبسيطة؛ منها استئصال الحويصلة الصفراوية -المرارة-، الزائدة الدودية، علاج العقم لدى الجنسين، جراحة القولون والتفتقات، وجراحة الكبد.
- وماذا عن دبلوم الطب التكميلي في مرض السرطان، هل عملت به؟
* نعم، عملت على توسيع معارفي، مارست هذا الاختصاص بباريس وقمت بالبحث العلمي في هذا المجال، حيث اشتغلت في معهد ''سانت كاترين'' بجنوب فرنسا، وكانت لي فرصة البحث في سرطان الثدي، الرحم والمبيض، وعملت في هذه التخصصات.
- هل تقوم بالعمليات بمفردك؟
* هناك فريق طبي أنا متعاقد معه، ولكلٍّ اختصاصه؛ حيث نجد مختصين في؛ أمراض النساء والتوليد، جراحة الأطفال، وغيرها من العمليات الجراحية.
- كيف تقيّم العمليات الجراحية بالجزائر ماديا؟
* سؤال في محله، لقد قمنا بعقد ندوة دولية تحت إشراف وزارة الصحة سنة ,2010 بحضور أخصائيين وجرّاحين عالميين، وكانت لي فرصة الحديث إلى جراح من إحدى مستشفيات الأردن، حيث اقترح عليّ التعاقد معه لإرسال المريض الجزائري للعلاج هناك، حيث قدم لي ورقة أسعار العمليات وهناك -أقسم بالله- أنني تراجعت للخلف وكدت أسقط أرضا مغشى عليّ من هول الأسعار، فعملية استئصال الحويصلة الصفراوية- المرارة- بالمنظار، والتي يشرف عليها مختصون في الجزائر سعر جدّ معقول، تجرى في هذا المستشفى مقابل 500,5 دولار، وهنا، أود الإشارة إلى أنه لو كنا نملك الإمكانيات المادية والعتاد الطبي الموجود بالمستشفيات الأردنية والتونسية، لحققنا المستحيل، كما لديّ رجاء، وهو لو أن الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي يعوض المريض نصف ثمن العملية، لكانت الظروف أحسن بكثير.
- بحكم خبرتكم في الميدان، كيف يمكن المساهمة في تقديم خدمات أحسن للمريض؟
* سؤال وجيه، فالتخصص والممارسة والتّمرس، أمور ضرورية لقيادة القافلة الطبية الجزائرية بأسس سليمة، فالطبيب المبتدئ بحاجة لبروفيسور يؤطره ويحضره لدخول عالم العمليات، كما يساعده على اتخاذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب، لأن عامل الوقت في الجراحة جد دقيق، حيث يكفل وجود المختص المتمرس مواجهة المشاكل، خاصة أن الخطأ من طبيب قليل الخبرة يمكن أن يحدث تعقيدات؛ كتأخر مكوث المريض بالمستشفى، وهذا يثقل كاهل الدولة، ومن الضروري أن يكون في كل مستشفى مختصون لتكوين الشباب الذي اختار الطب، فالتكوين التطبيقي يضمن نجاح العمليات، ومنه الحفاظ على الأرواح والعتاد أيضا، فالدولة الجزائرية تصرف ملايير الدولارات لقاء اقتناء مختلف العتاد الطبي في مختلف الاختصاصات.
- الطب العصري عرف تطورا كبيرا خاصة في عالم الآلات، هل من تعليق لديكم حول هذا الجانب؟
* نقطة كنت أود الإشارة إليها، وهي أن العلاج بالمنظار ضمان اقتصادي وصحي، ويعرف العلم الحديث حاليا ما يطلق عليه اسم العلاج بالربوتيك، وهو من آخر ما جادت به التكنولوجيا في العمليات الجراحية، كما أنه أيضا مضمون واقتصادي، إذ يمكن للجراح أن يباشر عمليته الجراحية من ولاية ومريضه في ولاية أخرى عن طريق الكمبيوتر، هي تقنية جد متطورة، لكن للأسف، ظروفي المادية لا تسمح لي قطعا باقتنائها، خاصة أنه يوجد 700 ربوتيك فقط في العالم بأسره، وأتمنى أن تحصل الجزائر على ثلاثة منها، حتى يتسنى لأهل الجنوب الإستفادة من خدماتها الطبية، وفي هذا الجانب، كان لي حديث مطول مع السيد الأمين العام لوزارة الصحة، وقدمت الاقتراح، وقدم لي بدوره تطمينات.
- لماذا الصحراء بالذات؟
* للأسف، لأن المرضى في الصحراء الجزائرية بحاجة لمثل هذه الآلات التكنولوجية التي تريحهم من عناء التنقل، علاوة على مشكل عدم رغبة الأطباء في التنقل للجنوب... فالكل يحب العمل في الشمال، حيث ظروف الحياة أسهل.
- هل تظن أن الربوتيك الجراح سيحل كل المشاكل الصحية؟
* لا.. لا يمكن أن يحل كل المشاكل، لكنه يكفل الكشف المبكر، ويضمن عدم تنقل المريض لمسافات طويلة وإصابته بالإجهاد وغيرها من الأمور التي تعد لصالحه، كما يتسنى للبروفيسور شخصيا متابعة حالة المرضى، وهذا أمر جد إيجابي صحيا واقتصاديا.
- ماهي النصيحة التي تقدمها للمرأة الجزائرية من مختلف الأعمار؟
* أود القول، يا بنيّتي وأختي، ألا تهملي الجانب الصحي في حياتك، واحرصي على متابعة التغيرات المختلفة التي تحدث في جسدك، ولا تغفلي عن أي شيء حتى وإن بدا لك بسيطا، تعلمي عملية الفحص الذاتي للأثداء بعد كل دورة شهرية، واحرصي على نظافة مهبلك ومعاينة المختص في حالة وجود تعقيدات أو إفرازات أو تأخر متكرر وملحوظ في الدورة، اِحذري البكتيريا التي قد تتسبب لك في العقم، كما أن الإسلام دين النظافة والطهر، فالإلتزام ببعض القواعد الصحية ضمان للصحة العامة.
- ماهو الأمر الذي يشعرك بالألم؟
* قدوم مريض للعيادة يتخبط في آلامه، يقول لي؛ إنه لا يملك ثمن العلاج، ويطلب مني المساعدة، فلكم أن تتصوروا ثقل الأمر، خاصة أنني لا أقوم بالعملية بمفردي، لكن مع هذا، أسعى لمساعدة بني جلدتي، وفي كل سنة أجري عمليات جراحية مجانية حسب ظروف المريض، ففي النهاية مهنة الطب من أشرف المهن على الإطلاق.
- كيف ترى العمل في مجال الصحة؟
* إنه مجال مميز، فالمعايير الاقتصادية في مجال الطب مختلفة عن المعايير التجارية، لأنه بكل بساطة استثمار في الصحة التي تعد كنزا وهبنا إياه الله تعالى، وفي هذا الشق، أتمنى أن تكون لدينا أجهزة الكشف المبكر لعلاج الداء في وقته وليس بعد فوات الأوان.
- ماذا تظن أن الجزائر بحاجة إليه الآن في مجال الطب؟
* نفس الأمر الذي نحتاجه في مجالات مختلفة من الحياة، وهو الكفاح العلمي، التكنولوجي والاقتصادي، فالدول المتطورة أبرزت تقدما لا نظير له في هذه المجالات التي تعتبر عصب الحياة، لهذا يستوجب علينا العمل بها وعليها كل من موقعه وإن كان بسيطا، وأقصد هنا الأسرة التي لابد أن تحرص على تعليم أبنائها.
- حلم يراودك دوما؟
* أن أرى وطني الجزائر دوما في الأعالي، وأن نواصل ثورة البناء والتشييد التي بدأها الأجداد، فلا وطن لنا غيره، وأنا شخصيا لا أستطيع التنفس سوى في الجزائر، رغم أنني أعيش في شقة رائعة في ''فيتشي'' بباريس، أين تقيم زوجتي وأولادي، إلا أنني تركت الغالي فداء للجزائر. فهي الوطن، الأم والحب... ومن أحبها لابد أن يحب فخامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، لأنه أخرجها من غرفة الإنعاش للوئام المدني، وأنا كطبيب، أعتبره طبيب السياسة والمجتمع، فقد استطاع أن يثبت وجودها في المحافل الدولية.
-أمنية؟
* أن أتمكن من علاج المرضى عن بعد -بواسطة الربوتيك-، حيث أصبح من الممكن علميا علاج المريض على بعد مسافات من خلال الكمبيوتر وآلة الربوتيك التي تخدم الطرفيين، علاوة على الوقت الذي يخصصه الجراح لإتمام العملية على أحسن وجه، وريادة الجزائر في هذا المجال أي
فرض مزيان إيغيل مدرّب اتحاد الجزائر قواعد انضباطية صارمة على لاعبيه، حين منحهم إشارة واضحة بأنه لا يعترف بالعناصر الأساسية والاحتياطية، حين أدرج عبد القادر العيفاوي المدافع الدولي احتياطيا في مباراة الكأس وأشرك بدلا عنه اللاّعب الدولي للمنتخب الأولمبي شافعي.
وحسب مصدر من الفريق، فإن المدرّب إيغيل حرص على التأكيد لعناصر الفريق أن المناصب غالية في الاتحاد. مؤكدا بأنه سيمنح لكل لاعب فرصته حتى ولو كان عنصرا شابا، وهي السياسة التي يريد من خلالها الضرب بيد من حديد في ظل الصراعات التي عاشها الاتحاد مع المدرب الفرنسي السابق أولي ديديي نيكول الذي فشل في ترويض نجوم الفريق. كما طالب المدرّب إيغيل بضرورة التركيز على البطولة والكأس. مؤكدا لعناصره أن بلوغ ربع النهائي يفتح الباب على مصراعيه للتتويج. مشيرا الى أن المهمة ستكون صعبة ''بوجود سبعة أندية من أندية النخبة من بين ثمانية بلغت ربع النهائي."
ويراهن إيغيل أيضا على تقليص الفارق عن الرائد وفاق سطيف من أجل التتويج بالبطولة. مشدّدا على أن الاتحاد يضم تعدادا أفضل من كل الأندية، وهو ما يجعل فريقه أكثر قدرة على انتزاع لقب الموسم الجاري.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 13/03/2012
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : مهدي عبد الصمد
المصدر : www.el-massa.com