خْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ، قَالَ ثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُهَاجِرٍ ، ثنا هَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الأَيْلِيُّ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنِ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : “ إِذَا أَدَّيْتَ زَكَاةَ مَالِكَ فَقَدْ أَذْهَبْتَ عَنْكَ شَرَّهُ“ هكَذَا رَوَاهُ ابْنُ وَهْبٍ بِهَذَا الإِسْنَادِ مَرْفُوعًا وَكَذَلِكَ رَوَاهُ يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَ ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ ، وَرَوَاهُ عِيسَى بْنُ مَثْرُودٍ ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ ، مِنْ قَوْلِ أَبِي الزُّبَيْرِ. رواه الطبراني والحاكم وابن خزيمة.يقول الدكتور عبد الله شحاتة في شرح الحديث : للمال سطوة ، ويغري صاحبه ،قال “ص” مِنْ حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ بِلَفْظِ : “ مَا مِنْ صَاحِبِ إبِلٍ وَلا بَقَرٍ وَلا غَنَمٍ لا يُؤَدِّي زَكَاتَهَا إلا جَاءَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْظَمَ مَا كَانَتْ وَأَسْمَنَهُ تَنْطَحُهُ بِقُرُونِهَا ، وَتَطَؤُهُ بِأَظْلافِهَا كُلَّمَا نَفِدَتْ أُخْرَاهَا عَادَتْ عَلَيْهِ أُولاهَا حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ “.(حديث مرفوع)إذا جمعت المال والفضة والذهب وكنزت ولم تؤدي الزكاة ، تحول النار يوم القيامة إلي نار تكوي صاحبها مصداقا لقوله تعالي (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ)” والكنز ما لم تؤدي زكاته إذا أديت زكاته فليس بكنز ولا شر من ورائه لأنك إذا أخرجت زكاة مالك أبعدت عنك الشر لأن الله جعل الزكاة طهارة للمال والنفس الفقراء والمجتمع ككل.فهي طهارة للمال لأنك تؤدي مالك الحلال وتعطيه للفقير وطهارة للفقير لأنه يحس أنه ليس بجاحد، جاء ثعلبة إلي النبي “ص” وقال يا رسول الله أدعو الله أن يرزقني مالا” فقال يا ثعلبة “ قليل تؤدي حقه خير من كثير لا تطيبه” فقال يا رسول الله “والذي بعثك بالحق لأن دعوت الله أن يرزقني مالا لأتصدقن ولأحجن ولأفعلن ولأفعلن “ فرفع النبي يديه إلي السماء وقال “اللهم اعط ثعلبة مالا” فكانت له غنم ملئت شوارع المدينة وشغل عن صلاة الجماعة فنزل قوله تعالي “ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ. فأرسل النبي “ص” إلي ثعلبة كتابا ليدفع الزكاة فقال لمن جاءه “أريني الخطاب” فقال مكررا” ما هذه إلا جزية ، ما هذه إلا أخت الجزية انطلقا حتى أفكر وأشاور نفسي فذهب إلي عبد الله السليمي من بني السليم فقام فاختار أحسن المال فقدمه له قالوا لا نريد الأحسن ولا الأقل نريد الوسط قال إنا أريد أن أقدم لله أحسن ما عندي، فذهبا للنبي صلي الله عليه وسلم فلما رآهما قال “ ياويح ثعلبة ...يا ويح ثعلبة .. يا ويح ثعلبة ، اللهم أعط عبد الله بن السليم، فاني عنه راض”أما في شأن ثعلبة أنزل الله تعالي قوله “وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ “ أيها المؤمن لا تترك مالك لأولادك وتذهب تحسب عليه في قبرك وفي يوم القيامة أدي زكاة هذا المال والزكاة تكون من مالك بنسبة 2.5% منه أي ربع العشر، وإن كان تجارة فقوم هذه التجارة واخرج منها مجملة 2.5%، وإن كان زراعة ففيه 5% إذا سقيت بآلة و10% إذا سقيت سيحا والزكاة أيضا تنطبق علي المواشي وقد لخص الله تعالي أحوال الزكاة ومستحقيها في الآية “ إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ. [التوبة:60]وهذا ما اقره الحديث من أن المال أن أديت زكاته فقد باعدت عنك شره وانتفعت به ونفعت غيرك وأديت ما عليك نحو الله تعالي فحق علي الله أن يبارك لك فيه وييسر عليك الرزق والنعم.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 03/07/2015
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الفجر
المصدر : www.al-fadjr.com