الجزائر

"إيشو" فرجة كوريغرافية.. فقط



دخلت مسرحية "إيشو" للمخرج عزوز عبد القادر وإنتاج مسرح بسكرة الجهوي "شباح المكي"، أوّل أمس السبت، منافسة المهرجان ال16 للمسرح المحترف، بالمسرح الوطني "محي الدين بشطارزي" في الجزائر العاصمة، والعمل مستمد من طقس احتفالي لرقصة رجالية تقام بمناسبة عاشوراء في منطقة أدرار، تم نقلها إلى خشبة المسرح ضمن لوحات درامية غير مفهومة.المسرحية التي دامت 75 دقيقة، عن نص لعقباوي الشيخ، مستلهم عن رقصة "إيشو" الرجالية التي تؤدى يوم عاشوراء، لذلك ظهر على العمل في البداية الطابع الاحتفالي من خلال اللوحات الكوريغرافية التي حقّقت الفرجة المسرحية، بل تغلّبت على الفرجة الدرامية المنتظرة، ولكن يبدو أنّها تعثّرت حتى تصل إلى الجمهور، وفي ذلك أسباب عديدة.
فضعف الإلقاء عند بعض الممثلين أثّر صراحة على الإيقاع العام للمسرحية، لم يتمكّن المشاهدون من تتبع الأحداث بشكل جيد، ولم تروِ القصة بصورة جيّدة، ذلك أنّ العمل اعتمد على التعقيد في ربط الأحداث عوضا عن البساطة، وهو الأمر الذي أثّر سلبا في كسب فرجة كاملة شكلا ومضمونا، رغم أنّ فكرة النهل من التراث واستغلال الاحتفالات الدينية، على سبيل المثال، في المسرح، تعدّ فكرة فذّة، وذلك من باب الترويج للثقافة المحلية لمدينة أدرار.
تحقّقت الفرجة في هذه المسرحية على مستوى السينوغرافيا ليوسف عابدي والكوريغرافيا ليوسف مفتاح فقط، فالرقصات التي صاحبت الأداء التمثيلي كانت متناسقة، ما خلق أجواء من الدهشة والتمتّع، كما أنّ الأقنعة والأزياء المستعملة كانت موفقة في أداء وظيفتها الدرامية، وكشفت عن الهوية الإفريقية وتراثها الملوّن.
وبالعودة إلى قصة المسرحية، ظهر وكأنه صراع بين قبيلتين، لم يعرف السبب أو تطرح خلفية هذا الخلاف، ثم تظهر قصتا حبّ أبطالها هما أبناء زعماء القبيلتين المتصارعتين، وبدا وكأنّ هناك علاقة أسرية بينهما، لم يتّضح الأمر، تنتهي المسرحية بجريمة قتل، يليها انتحار، وهم في غمرة الاحتفال والرقص.
وحسب المتتبّع لسيرة المخرج عزوز عبد القادر المسرحية، يلاحظ أنّه لم يستطع التخلّص من الأسلوب الذي يشتغل به، وارتباطه الكبير بما يعرف بالمسرح الطقسي، وتمسّكه بفكرة تكثيف استعمال الفولكلور ورموزها في المسرحية، وقد تجلّت بصورة أخف في هذه المسرحية.
من "ريق الشيطان" و"الجاثوم" وأخيرا "إيشو" يكاد المخرج عزوز عبد القادر يراوح مكانه في طريقة عمله، وبالتالي أثّرت على أداء فريق العمل ولاسيما الممثلين، فالممثلة وهيبة بعلي كان أداؤها مشابها جدا لدورها في مسرحية "الجاثوم"، رغم أنّ هذه الممثلة لها إمكانيات كبيرة في الأداء، ولا سيما في الكوميديا.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)