الجزائر

إهتدت للمقاطعة كحل لعدم قدرتها على التأثير في‮ ‬الشارع



يرتكز دعاة مقاطعة الرئاسيات المقبلة في‮ ‬خطابهم على خرافة وجود ظرف‮ ‬غير عادي‮ ‬في‮ ‬الجزائر،‮ ‬وهو أمر بدده استدعاء رئيس الجمهورية،‮ ‬عبد العزيز بوتفليقة،‮ ‬للهيئة الناخبة في‮ ‬الآجال القانونية،‮ ‬فضلا عن الرسائل الأخيرة للمؤسسة العسكرية،‮ ‬ما جعل مراقبين كثر‮ ‬يشككون في‮ ‬مواقف الأحزاب المقاطعة،‮ ‬لحد الآن،‮ ‬على‮ ‬غرار الأفافاس،‮ ‬الذي‮ ‬فقد مكانته في‮ ‬الساحة السياسية برحيل زعيمه آيت أحمد أو حزب الوزير الأسبق محمد السعيد،‮ ‬الذي‮ ‬تاه بين المعارضة والموالاة،‮ ‬ويؤكدون أن المقاطعة،‮ ‬بصفتها انحرافا عن المسار الديمقراطي،‮ ‬لا تقدم شيئا للمواطن الجزائري‮ ‬الذي‮ ‬يتطلع إلى شخصيات وازنة قادرة ببرامجها السياسية الثقيلة والثرية على تحقيق آمال‮ ‬43‮ ‬مليون جزائري‮. ‬وبعد أسبوع من استدعاء الهيئة الناخبة للرئاسيات المقبلة وفتح المجال أمام سحب استمارات الترشح،‮ ‬يبدو صوت المقاطعين خافتا،‮ ‬وسط مشاركة مكثفة للأحزاب والشخصيات في‮ ‬الاستعداد للاستحقاق من خلال الشروع في‮ ‬حشد المواطنين وجمع التوقيعات اللازمة لدخول‮ ‬غمار المنافسة على كرسي‮ ‬الرئاسة‮. ‬فلحد الآن،‮ ‬قرر أكثر من‮ ‬120‮ ‬شخصية الترشح للرئاسيات المقبلة،‮ ‬منهم‮ ‬13‮ ‬رئيس حزب من مختلف التوجهات،‮ ‬بينما أعلن حزب جبهة القوى الاشتراكية،‮ ‬عدم المشاركة في‮ ‬الانتخابات الرئاسية،‮ ‬شأنه شأن حزب الحرية والعدالة الذي‮ ‬قال أنه‮ ‬غير معني‮ ‬بتقديم مرشح في‮ ‬الانتخابات الرئاسية‮. ‬وبرز في‮ ‬بيانات الحزبين المقاطعين حديث عن وجود ظروف‮ ‬غير عادية في‮ ‬الجزائر،‮ ‬ومزاعم بأن شروط تنظيم انتخابات ديمقراطية وحرة ونزيهة وشفافة‮ ‬غير متوفرة،‮ ‬وهو الأمر الذي‮ ‬بدده،‮ ‬بحسب مراقبين،‮ ‬استدعاء رئيس الجمهورية،‮ ‬عبد العزيز بوتفليقة،‮ ‬للهيئة الناخبة في‮ ‬الآجال القانونية،‮ ‬فضلا عن الرسائل الأخيرة للمؤسسة العسكرية التي‮ ‬أكدت استعدادها لتأمين الرئاسيات المقبلة،مع التزام وزارة الداخلية بتوفير الظروف الملائمة لإنجاحها،‮ ‬علما بأن الرئاسيات ستجري‮ ‬لأول مرة تحت إمرة اللجنة المستقلة لمراقبة الانتخابات برئاسة عبد الوهاب دربال،‮ ‬وبمشاركة عدد كبير من قضاة الجمهورية‮. ‬وأمام هذه الشواهد،‮ ‬يؤكد محللون للشأن السياسي‮ ‬بأن أسباب المقاطعة‮ ‬غير متوفرة بتاتا،‮ ‬ما جعلهم‮ ‬يشككون في‮ ‬مواقف الداعين إليها والذين لا‮ ‬يملكون القدرة على خطب ود الجزائريين ببرامجهم الانتخابية،‮ ‬ولذلك‮ ‬يسوقون للمقاطعة من أجل البحث عن انتصار مزعوم لا‮ ‬يقدم أي‮ ‬شيء للبلاد،‮ ‬بل‮ ‬يزيد من حدة عزوف المواطنين على العملية السياسية برمتها،‮ ‬على حد تعبيرهم‮. ‬واستغرب مراقبون آخرون مشاركة الافافاس في‮ ‬التشريعيات والمحليات الماضية والتجديد النصفي‮ ‬لمجلس الأمة في‮ ‬نفس الظروف التي‮ ‬تدعو فيها الى مقاطعة الرئاسيات المقبلة‮!. ‬ وعاشت أحزاب المعارضة في‮ ‬الاستحقاقات السابقة أسوأ أيامها بسبب الشرخ الذي‮ ‬أحدثته الانتخابات التشريعية والمحلية السابقة في‮ ‬صفوفها‮. ‬وكانت ملاسنة حادة وقعت بين مسؤولي‮ ‬أحزاب رافضة دخول المعترك ومسؤولي‮ ‬أحزاب معارضة أخرى شاركت في‮ ‬السباق،‮ ‬وهنا برز للجميع تركيز بعض التشكيلات السياسية على مصالحهم الضيقة بعيدا عن طموحات وآمال الشعب الجزائري‮. ‬


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)