الجزائر

إنشاء ديوان وطني لتجميع وتسويق العسل



إنشاء ديوان وطني لتجميع وتسويق العسل
عبر عدد من النحالين تحدثت إليهم «المساء»، عن ارتياحهم لانتشار ثقافة استهلاك العسل لدى أفراد المجتمع، بفضل المعارض التي لعبت دورا كبيرا في تقريب مربي النحل من المستهلك، غير أن ترسيخ قاعدة تناوله كغذاء وليس دواء حسبهم للأسف لا تزال ضعيفة بسبب ارتباطها بالقدرة الشرائية من جهة، وغلاء هذا الشراب المعجزة من جهة أخرى.لدى احتكاكنا بمربي النحل من المشاركين في معرض العسل الذي احتضن فعالياته المركز الثقافي بالأبيار في طبعته الرابعة، من تنظيم جمعية مربي النحل لولاية الجزائر، بالتنسيق مع مصالح البلدية، أكد كل من تحدثنا إليهم أن هناك تراجعا في إنتاج بعض الأنواع نتيجة العوامل الطبيعة التي أضحت في السنوات الأخيرة تؤثر على الإزهار، الأمر الذي يجعل النحلة عاجزة عن إيجاد موارد غذائية لإنتاج العسل. وحسب المربي عبد القادر باي، فإن سوق العسل هذه السنة عرف نقصا في بعض الأنواع، الأمر الذي ألهب أسعارها، ومنها عسل الزعتر والسدرة، فيما توفرت أخرى، على غرار عسل إكليل الجبل، الكاليتوس والشوكيات، أما فيما يخص الأسعار، فيؤكد محدثنا بأنها عرفت ارتفاعا طفيفا، بالنظر إلى نقص بعض الأنواع نتيجة عدم وفرة الإنتاج بالمقارنة مع السنة الماضية.لم يفوت مربي النحل عبد القادر فرصة الحديث عن بعض الانشغالات التي يعانيها المربي، والممثلة في لجوء الفلاحين إلى استعمال الأدوية التي تتسبب في هلاك عدد كبير من النحل، محملا المسؤولية للغرفة الفلاحية التي لم تتحرك من أجل توعية الفلاحين بأهمية الحد من استعمال بعض أنواع الأدوية التي تضر بالنحل، مشيرا إلى أنهم كنحالين، يتوقعون أن يكون الموسم الخاص بإنتاج العسل صعبا بالنظر إلى برودة المناخ وقلة الأمطار».من جهته مربي السيد ندير بطاطة، أكد أن النحالين يشعرون بالرضا نتيجة الثقة التي أصبح المستهلك يضعها في العسل الذي ينتجونه، وهذا راجع إلى المعارض التي مكنت المربي من الاحتكاك مباشرة مع المستهلك، مشيرا إلى أن الإشكال الذي لا يزال مطروحا فيما يخص إنتاج العسل هو الغلاء، بسبب قلة الإنتاج الراجع إلى عدة أسباب، أهمها التقلبات المناخية، فمثلا يقول «سعر عسل السدرة ارتفع نوعا ما، حيث يقدر سعر الكيلوغرام الواحد ب4400 دج، وفي المقابل تراجع سعر عسل الشوكيات، في حين يتراوح العسل الجبلي بين 3200 إلى 3600 دج».وحول مدى إقبال المواطنين على اقتناء هذا المحلول الغذائي والطبي، أكد محدثنا أن الإقبال محتشم، بالنظر إلى ضعف القدرة الشرائية، مشيرا إلى أن أغلب من يشتري العسل يكون الغرض منه العلاج، الأمر الذي يجعل إنتاجنا موجها إلى فئة معينة من المستهلكين الباحثين عن الخصائص العلاجية في العسل.العوامل الطبيعية أثرت على إنتاج العسلعدد النحال ورئيس جمعية مربي النحل لولاية تيبازة كمال قجور، أنواع العسل المتوفرة في السوق والممثلة في عسل الزهور والجبلي واللبينة وعسل البرتقال، الشوكيات، الكاليتوس، الحرمل وعسل السدرة، مشيرا إلى أن أسعارها على اختلاف أنواعها، مرتفعة بالمقارنة مع السنة الماضية نتيجة البرد وقلة الأمطار التي جعلت النحل، عاجزا عن إيجاد الأزهار التي يتغذى عليها لإنتاج العسل، مشيرا إلى أن الإقبال بالنسبة له يضل ضعيفا، بالرغم من أن ثقافة تناول العسل كغذاء وليس دواء أصبحت متوفر لدى أفراد المجتمع، غير أن المشكل العالق هو ارتفاع الأسعار، من أجل هذا يقول: «نحن نناشد الجهات المعنية من أجل التدخل وحل جملة الانشغالات التي يعاني منها النحال والتي جعلته غير قادر على تحقيق الوفرة التي تنعكس طبعا على الأسعار».من أهم الانشغالات التي اعتبرها مربي النحل كمال مهمة وتستدعي التدخل السريع لحلها، هي مشكلة التسويق، حيث اقترحنا يقول، على وزارة الفلاحة بعض الحلول التي من شأنها أن تساعد مربي النحل على أداء عملهم والممثلة في إنشاء ديوان وطني لتجميع وتسويق العسل، أو إنشاء تعاونيات جهوية الغرض منها تجميع العسل من مربي النحل وتعبئته، ومنه تسويقه حتى يتفرغ مربي النحل للإنتاج فقط، مشيرا إلى أنه في حال ما إذا تحقق هذا المطلب فإن الإنتاج أكيد سيكون متوفرا والأسعار ستنخفض ويتمكن معها المستهلك من اقتناء هذا الشراب كغذاء يومي لا كعلاج مؤقت.من جملة الاقتراحات التي يرى رئيس جمعية تيبازة أن من شأنها أن تحل مشاكل مربي النحل، اقتراح إنشاء مراع خاصة بالنباتات العسلية، مشيرا إلى أنه في هذا الإطار هناك مساع لإعادة تجديد السد الأخضر، وهي الفرصة التي يعتبرها مناسبة من أجل زراعة النباتات التي يمكن للنحل أن يرعى عليها، مثل أشجار الكاليتوس على اختلاف أنواعها، هذه الأخيرة التي تؤمن للنحل إمكانية الرعي على مدار السنة، كونها من الأشجار المزهرة والمقاومة للجفاف، لأن الاعتماد على إنشاء مراع تحوي على أشجار مزهرة على مدار السنة من التجارب الناجحة التي اعتمدتها بعض الدول، مثل الأردن، والتي جعلت مادة العسل متوفرة وبأسعار معقولة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)