إنجاز عظيم...في انتظار تحقيق ما تبقى غاز المدينة يعم الأحياء السكنية عبر الوطن

من ضمن الانجازات التنموية الهامة التي حقّقتها الجزائر، حجم الاستثمار المخصص لتموين المواطنين بالغاز الطبيعي، حيث بلغت نسبة التغطية بهذه المادة الحيوية عبر كامل التراب الوطني 4 ، 47٪ في نهاية 2011، نسبة قدّرها خبراء في مجال الطاقة بالهامة بالنظر إلى صعوبة المهمة في تحديد المسالك الآمنة لعبور شبكات أنابيب الغاز بطريقة سليمة، وقد ترتفع هذه النسبة إلى 6 ، 52٪ نهاية عام 2014.
وأظهرت آخر الاحصائيات أيضا أن العدد الاجمالي للمناطق التي تمّ تزويدها بالغاز الطبيعي مند الاستقلال ارتفع إلى 1655 منطقة عبر التراب الوطني على شبكة بطول 000 . 60 كلم من شبكات الغاز تزوّد اليوم حوالي 5 ، 3 مليون منزل. ويتوقّع أن يرتفع عدد زبائن مستعملي الغاز الطبيعي إلى أزيد من أربعة ملايين زبون في عام 2014، بتكلفة مالية تقدّر ب 6 ، 211 مليار دينار جزائري.
نموذج يحتذى به
من أجل تحسين الخدمات التي تقدّمها الدولة لتزويد المواطن والاستفادة أكثر من هذه الطاقة الحيوية، تفرّعت عن مؤسسة سونلغاز الأمّ عدة فروع سنة 2006، نذكر منها مديرية توزيع الكهرباء والغاز للعاصمة وكذلك جسر قسنطينة، حيث تسهر هذه الأخيرة على سبيل المثال لا الحصر على تزويد البلديات الاحدى عشرة التابعة لها بالغاز الطبيعي، منها عين النعجة، سيدي موسى، درارية، بابا حسن، خرايسية، سحاولة وبئر توتة.
وفي هذا الصدد، كشفت لنا المكلّفة بالاعلام والاتصال بمديرية توزيع الكهرباء والغاز في جسر قسنطينة السيدة صادقي فتيحة، بأنّ جميع الاستثمارات في مجال التزود بالغاز الطبيعي على مستوى مديريتها تبرز مدى اهتمام المسؤولين القائمين عليها، وكشفت أن ما تمّ إنجازه على سبيل المثال في خرايسية في غاية الأهمية، حيث استفادت 3289 عائلة من الغاز، وبلغ طول الشبكة التي تمّ تموينهم بها 30 كيلومتر مقابل 1688 عائلة في بن طلحة قدّر طول شبكتها ب 80 كلم.
وتأمل السيدة صادقي الاستمرار في إنجاز المشاريع الأخرى بنفس الوثيرة خاصة في ظل وجود عراقيل تحول دون ذلك، تتمثل في أغلب الأحيان في عدم منح مسؤولو البلديات رخص تسمح بإجراء أشغال في المساحات المحددة لذلك، مؤكدة في سياق حديثها أن مثل هذا التعطيل كثيرا ما يساهم في تأخير إنجاز هذه المشاريع وتسليمها في الوقت المحدد لها.
نجاح المشاريع في إعادة تقييمها
رغم الجهود التي تبذلها الدولة لتزويد المواطن بالغاز الطبيعي، إلاّ أنّها لم ترق بعد إلى الحد المطلوب، وهو ما كشفه سوء الأحوال الجوية لموسم الشتاء المنصرم، حيث تسبّب تساقط الثلوج الذي بلغ ارتفاعه في أغلب المدن الداخلية إلى مترين، في ظهور الكثير من العيوب حيث وجد المواطنون القاطنون فيها أنفسهم في عزلة تامة عن العالم الخارجي لمدة وصلت إلى أسبوعين أو أكثر، عاشوا خلالها محرومين من كل ضروريات الحياة خاصة الغذاء والغاز، ومن حالفه الحظ حصل على قارورة من غاز البوتان وبأيّ ثمن؟!
لابد إذن من إعادة النظر في مثل هذه المشاريع الحيوية حتى تستجيب بشكل أفضل لحاجيات المواطنين، خاصة في المدن الداخلية والمناطق المعزولة التي لايزال العديد من قاطنيها محرومين من غاز المدينة، ما يجعل معاناتهم كبيرة، ورحلة البحث عن قارورة الغاز أثناء الأوقات العصيبة رحلة شاقة ومكلّفة.