في زمن طغت فيه أخبار الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو على ماعداها من أمور في الرياضة بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص، يمر نبأ وفاة أسطورة كرة القدم البرتغالية أوزيبيو مرور الكرام.وفي زمن يشتعل فيه الصراع على جائزة الكرة الذهبية حتى يكاد موعد الثالث عشر من هذا الشهر يضاهي موعد إنطلاق نهائيات كأس العالم المقبلة، فإن غياب نجم بحجم أوزيبيو لا يحتاج سوى لثوان قليلة لييمر بسرعة عبر وسائل الإعلام.من البديهي أن الجيل الحالي ربما لا يعرف الكثير عن ابن الواحد والسبعين عاماً والذي يعتبر واحداً من أهم أعلام الكرة الأوروبية والعالمية إلى جانب نجوم آخرين على سبيل المثال لا الحصر بيليه، ماريو كمبس، يوهان كرويف، ميشال بلاتيني، غيرد مولر، بوبي تشارلتونن ليف ياشين وغيرهم.لا يحتاج أوزيبيو المولود في موزامبيق والتي كانت مستعمر برتغالية، إلى الكثير للحديث عن سنوات كفاحه ونضاله مع عالم المستديرة، حيث شبهه البعض بأنه "مانديلا كرة القدم"، لكن الغريب أن رحيل النجوم الكبار يتم بصمت في الوقت الذي لم يحظى الكثير من هؤلاء بالأضواء على غرار ماهو حاصل الآن بسبب تعدد وسائل الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي.لكن كل ذلك لا يحجب المسيرة الحافلة للنجم الراحل والتي طبعت إسم البرتغال في المحافل الكروية إبان تالقه مع بنفيكا والمنتخب.من الطبيعي أن لكل زمان رجاله ولكل فترة صولاتها وجولاتها، ومن الواضح أن زمن أوزيبيو وبيليه وغيرهما يختلف كلياً عن زمن رونالدو وميسي وفرانك ريبيري وزلاتان إبراهيوفيتش وأنيستا وآخرين.ولا شك أن زمن هؤلاء العظماء كان معنياً بما قدموه على العشب الاخضر، بينما الزمن الحالي يهتم بكل شيء داخل خارج الملعب حتى بنوع منظّف الشعر الذي يستعمله كل لاعب.إلا أن وجود نجوم العصر السابق في ذاك الزمن لا يلغ نجوميتهم، كما أن اللاعبين الحاليون لا ذنب لهم بتواجدهم في زمان تصنع غالبيته وسائل الإعلام المختلفة.من أجل كل ذلك لن يكون لنجوم "الابيض والأسود" إلا الذكرى فقط، التي ستمر فيما بعد على النجوم الحاليين لتتخطاهم إلى آخرين سيحملون لواءً جديداً في عالم كرة القدم العالمية.ويبقى القول إن رحيل أوزيبيو الآن هو خسارة بالجسد بعدما خسرت ملاعب العالم فنه الكروي وإبداعاته على مدار سنوات طويلة كان خلالها رمزاً لكل اللاعبين من ذوي البشرة السمراء.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 06/01/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الخبر
المصدر : www.elkhabar.com