رغم تقليص عدد العمال بسبب كورونا
*
* سوناطراك مستعدة للتحكيم الدولي بخصوص أسعار الغاز
*ف. زينب*
أكد الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك توفيق حكار بعين أمناس (إليزي) ان كميات الإنتاج البترولي والغازي للمجمع لم تتراجع وحافظت على نفس مستوياتها بالرغم من تقليص عدد العمال حتى على مستوى مراكز الإنتاج كإجراء وقائي ضد تفشي وباء كورونا وكشف حكار من جانب آخر أنه في حالة عدم التوصل إلى توافق مع شركة ناتورجي حول الأسعار قبل نهاية جويلية سوناطراك مستعدة للتحكيم الدولي.
وقال المسؤول في لقاء صحفي عقب نهاية زيارته التفقدية للعديد من المنشآت النفطية والغازية بعين امناس (إليزي) إنه رغم الظروف الصحية الصعبة التي يمر بها العالم بسبب تفشي وباء كورونا وكذلك تقليص عدد العمال كإجراء وقائي لتفادي تفشي الوباء الا ان كميات الإنتاج البترولي والغازي للمجمع لم تتراجع وحافظت على نفس مستوياتها .
وأضاف المسؤول على سبيل المثال ان المنصات النفطية والغازية بعين امناس تواصل انتاجها بنفس الكميات وهذا بتجنيد 35 بالمائة فقط من العمال مشيرا إلى أن هذه الإجراءات تم اتخاذها كذلك على مستوى المديرية العامة وانه تم تنظيم اكثر من 3.000 اجتماع داخلي وخارجي عبر تقنية التحاضرعن بعد وتم الاتفاق والإمضاء على عدة اتفاقيات مع شركاء أجانب بهذه الطريقة.
كما أبرز السيد حكار ان سوناطراك كانت اول مؤسسة في الجزائر انشأت خلية ازمة لمواجهة تحديات وباء كورونا لأن اول حالة كورونا في الجزائر تم تسجيلها لدى رعية أجنبي يعمل لصالح سوناطراك ومنذ ذلك الحين تم اتخاذ الإجراءات اللازمة خصوصا وضع العمال تحت الحجر لمدة 15 يوما قبل الشروع في العمل في أي موقع زيادة على دعمهم بكل وسائل الوقاية.
الوضعية متحكم فيها
وبهذا قال المسؤول إن الوضعية متحكم فيها مشيرا إلى ان عدد الحالات المؤكدة بإصابتها بفيروس كورونا على مستوى سوناطراك وكل فروعها يتراوح بين 100 و150 حالة وهو رقم ضعيف جدا مقارنة بعدد العمال الذي يفوق 140.000 عامل حسبه.
وفي هذا الصدد أضاف السيد حكار ان الزيارة التي قام بها هي زيارة تفقدية للعمال والظروف التي يمارسون فيها مهامهم والتي يتم فيها اتخاذ كل التدابير الصحية لتفادي تفشي وباء كورونا موجها تحيته لكل عمال سوناطراك الذين بفضلهم حافظنا على الإنتاج والديناميكية المعروفة في المجمع .
كما كشف السيد حكار أن مجمع سوناطراك بدأ في التحضير لمرحلة ما بعد كورونا حيث سيتم في المستقبل القريب حسبه الإمضاء على العديد من العقود في الإنتاج والبتروكيمياء والخدمات.
وبخصوص استراتيجية سوناطراك قال السيد حكار ان المجمع توجه من خلال استراتيجيته نحو العالمية حيث يتواجد بتونس وليبيا والمالي والبيرو وكذلك عن طريق شركات تسويق المنتجات البترولية والغازية في أوروبا (إيطاليا واسبانيا وإنجلترا) ومشروع بيتروكيماوي في تركيا مشيرا ان المجمع يستمر في البحث على فرص مربحة للاستثمار على المستوى الدولي.
كل هذا يقول السيد حكار يدخل في اطار استراتيجية سوناطراك التي ترمي إلى التوسع في الداخل والخارج كذلك.
مشاريع بصدد الإنجاز وأخرى قيد الدراسة
وبخصوص المشاريع الأولوية في البيتروكيماويات ذكر محطة التكرير بحاسي مسعود بطاقة 5 مليون طن سنويا والذي تم الإمضاء على اتفاق إنجازها في بداية السنة الجارية مضيفا أن الدارسات التقنية هي حاليا بصدد الإنجاز على ان يتم الشروع في الإنجاز الهيكلي مع بداية السنة المقبلة.
وزيادة على محطة التكرير بحاسي مسعود التي هدفها تحقيق الاكتفاء بالجنوب حسبه سيتم مستقبلا الإنطلاق في مشاريع أخرى مشابهة بتيارت وسكيكدة.
كما يحوز المجمع مشاريع أخرى لتحويل المواد البترولية إلى بلاستيك حيث تم حسب السيد حكار إمضاء مشروع مع شريك أجنبي (توتال) على مستوى ارزيو ويوجد كذلك مشروع ثاني على مستوى تركيا بالشراكة مع الاتراك في نفس الميدان.
ويوجد كذلك حسبه مشاريع أخرى قيد الدراسة مثل مشروع ضخم لتحويل الغاز والنفط إلى مواد بلاستيكية ذات قيمة مضافة على مستوى ولاية سكيكدة وهو الان في مرحلة المشاورات مع شريك اجنبي بقيمية 6 مليار دولار وكذا مشروع آخر للميتانول ومشتقات الميتانول وهو مشروع ضخم بحوالي 6 مليار دولار هو قيد الدراسة والمشاورات مع شريك ثاني .
كما ذكر المسؤول مشروع ثالث تابع لوزارة الصناعة لكن ستشارك فيه سوناطراك وهو مشروع استخراج الفوسفات وتحويليه بقيمية 6 مليار دولار والذي هو قيد الدراسة وسيتم قبل نهاية السنة الإمضاء مع شريك لمباشرة إنجازه .
من جهة أخرى ولدى تفقده لوحدتي انتاج النفط ونقل الغاز بعين امناس حث السيد حكار المسؤولين على الرفع من نسبة الغاز المسترجع من 25 بالمائة إلى 40 بالمائة باستعمال التكنولوجيات الحديثة مشددا كذلك على ضرورة التقليص من نفقات الاستثمار خصوصا في تجديد الوحدات وباللجوء إلى التقنيات الحديثة التي تسمح باستثمار اقل واستغلال امثل للإمكانيات المتاحة.
من جهته قال الأمين العام للنقابة الوطنية لمجمع سوناطراك جرود خلاف لدى تدخله خلال الزيارة امام العمال ان المجمع يمر بظروف صعبة يجب التجند من اجلها وان الحوار هو السبيل الأمثل لإزالة كل العراقيل مذكرا ان إدارة المجمع كانت قد جندت كل الوسائل المادية والبشرية لاجتياز مرحلة وباء كورونا .
من جهة أخرى قام مجمع سوناطراك عن طريق السيد حكار بتقديم هبة لسكان المنطقة تحوي مختلف أدوات الوقاية من وباء كورونا تسلمها كل من مدير الصحة لولاية اليزي زناتي احمد وهبة أخرى من نفس المواد تسلمتها مديرة المؤسسة الصحية الجوارية لعين امناس حورية بن عزوز.
سوناطراك مستعدة للتحكيم الدولي
أشار الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك إلى أن مجمعه بصدد التفاوض مع الشركة الاسبانية ناتورجي حول أسعار الغاز مؤكدا أن سوناطراك مستعدة للتحكيم الدولي اذا لم يتم التوصل إلى توافق قبل نهاية جويلية المقبل.
وأوضح السيد حكار في رده على سؤال صحفي بخصوص النزاع حول اسعار الغاز بين سوناطراك وناتورجي أنه في حال ما لم نتوصل لاتفاق عند نهاية المفاوضات مع شريكنا الاسباني حول اسعار الغاز فإننا لا نخشى اللجوء للتحكيم الدولي .
وذكر الرئيس المدير العام بالعلاقات التي تربط المجمع الوطني بالشركات الاسبانية في مجال تسويق الغاز والتي تزيد عن 50 سنة مشيرا إلى أن البنود التعاقدية بين الطرفين تسمح بمراجعة دورية للأسعار حسب تطور سوق الطاقة .
وأضاف في ذات السياق أن هناك بنودا أخرى تسمح بإيجاد حلول للنزاعات من خلال المفاوضات بين الطرفين واللجوء للتحكيم الدولي في حال لم يتم التوصل إلى توافق بين الطرفين قبل نهاية الآجال المحددة للمفاوضات مؤكدا أن التحكيم الدولي ليس حتمية .
واعتبر في هذا الاطار أن الأمر يتعلق بواحد من الحلول المكرسة في العقود والتي من شأنها تسوية النزاع .
وقال السيد حكار أنه في حالة اللجوء إلى التحكيم الدولي سيكون نا ما نقوله وسنقدم كل أوراقنا لضمان حقوقنا مشيرا إلى أن سوناطراك قد ربحت في الماضي العديد من القضايا من خلال هذا الاجراء وانها لا تخشى هذا الاجراء الذي ستلجأ اليه من موضع القوة .
وذكر ذات المسؤول ان هذا النوع من العقود يتم التوقيع عليه لمدة قد تصل إلى 30 سنة لكنه يتميز بنوع من المرونة تسمح بمراجعة الكميات الموفرة والاسعار موضحا انه يتم مراجعة البنود بصفة تلقائية كل سنتين او ثلاثة سنوات من اجل السماح للاطراف بالتكيف مع المعطيات الجديدة للسوق وكذا بالدفاع عن مصالحها الاقتصادية ومكتسباتها .
وحرص على التذكير بان ناتورجي هي شريك لسوناطراك في مشروع ميدغاز (أنبوب الغاز الرابط بين الجزائر وإسبانيا) وان سوناطراك استطاعت إعادة شراء حصص لهذه الشركة الاسبانية في هذا المشروع مما يبرز إرادة الطرفين في الحفاظ على علاقتهما الجيدة .
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 14/06/2020
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : أخبار اليوم
المصدر : www.akhbarelyoum-dz.com