أكّدت مديرة المتحف الوطني للآثار القديمة والفنون الإسلامية حورية شريد، في حديث مع "الشعب"، أنّ نسبة إقبال الجزائريين على المتحف مرتفعة مقارنة بالسياح، مشيرة إلى أنّ المتحف نادرا ما يستضيف وفودا أجنبية، بالرغم من أهمية الزيارة للتعرف على الإرث الثقافي والحضاري للجزائروشدّدت حورية شريد على أهمية زيارة السياح للمتاحف، والتي ستزيد حسبها من نسبة إقبال الجزائريين عليها، رغبة منهم في اكتشاف الآثار التي جعلت من الأجانب يتوافدون عليها وبكثرة.وقالت شريد إنه بالرغم من غياب الوفود الأجنبية، إلاّ أنّ المتاحف الجزائرية لم تفشل وما تزال تستقبل المواطنين الجزائريين، حيث أنّ نسبة زيارة المتحف الوطني للآثار القديمة والفنون الإسلامية تتراوح ما بين 5 آلاف إلى 6 آلاف زائر سنويا من مختلف الشرائح والأعمار، مبرزة بأنه قد يكون العدد قليلا مقارنة بالمتاحف العالمية التي تقدّر بالملايين، إلاّ أنّ هناك متاحف أخرى في الجزائر حسب المتحدثة تستقطب عددا كبيرا جدا من الزوار من بينهم متحفي المجاهد والجيش، وهذا راجع لطبيعة المحتويات التي تحتضنها والمتعلقة بفترة الثورة التحريرية والاستقلال الوطني، وقالت: "إنّ الدولة ساهمت في إرساء هذه الثقافة حتى لا ننسى ونبقى مرتبطين بالذّاكرة التّاريخية".«يجب أن يكون هناك تواصل مستمر مع بعض مؤسّسات الحكومة"وترى حورية شريد بضرورة العمل على غرس حب زيارة المتاحف لدى جميع المواطنين بصفتها حلقة تاريخية مهمة لا يجب التغاضي عنها، وأن يكون هناك تواصل مستمر مع بعض مؤسسات الحكومة، مؤكدة على ضرورة التعاون مع وزارتي السياحة والثقافة، ووزارتي التعليم العالي والبحث العلمي والتربية الوطنية، والتي تبقى جهودهم غير مستمرة، تقول المتحدثة.وعلى مستوى المتحف ولأجل جلب الزوار، أكدت شريد بأنهم يقومون بتنظيم معارض والإعلان عنها إعلاميا أو عن طريق اللافتات، مضيفة بأنهم انتقلوا إلى المواطن الجزائري من خلال تظاهرة "متحف في الشارع" في محاولة منهم لترسيخ ثقافة زيارة المتاحف والتعريف بما يحتويه من آثار، وعرفت الفعالية حسب المديرة مشاركة مختلف المتاحف من ولايات الوطن، كما تمّ نقل الورشات إلى الشارع لممارسة النشاطات الثقافية، والتي عرفت إقبالا معتبرا للزوار واهتمامهم بالمعروضات.وقالت شريد إنّ المتحف يقوم بتقديم برنامجه العام بعد تسطيره من قبل المجلس التوجيهي الذي يتوفر عليه كل متحف، مشيرة بأنّ المجلس يتكون من ممثلي وزارات الثقافة، المالية، الداخلية، المجاهدين، التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي، ووزارة الشباب والرياضة، حيث "نقترح على ممثلي الوزارات أن يكونوا شريكا لنا".وفي الآونة الأخيرة تضيف قام مدير التربية لشرق الجزائر، بتوجيه تعليمات لكل من مديري المؤسسات الواقعة شرق الجزائر لجلب الأطفال إلى المتاحف، وفعلا تلك السنة كان لها الصدى، وتؤكّد حورية شريد أنّه "بمشاركة ممثلي الوزارات المعنية يمكن الوصول إلى حل وتفعيل المتاحف وزيادة الزوار، شرط أن يكون الممثلين فعالين، ورجال ميدان".من جهة أخرى، دعت مديرة المتحف حورية شريد لترقية المتاحف الجزائرية، عن طريق بناء مطاعم ومقاهي، وتهيئة مرافق للاستراحة، حظيرة للسيارات بهدف توفير للزائر مختلف سبل الراحة، وأن يكون للمتحف دور تثقيفي وترفيهي في آن واحد.وتقول شريد بأنّ هناك مشروع جديد يتمثل في تفعيل الزيارة الموجهة، حيث لن يكون الزائر بحاجة إلى مرشد، وسيجد أمامه مختلف الشروحات التي تساعده على فهم الآثار المعروضة. "200 دج ليست حافزا لغياب جمهور المتحف"وعن عدم مجانية الدخول إلى المتاحف وإجبار الزائر على دفع 200 دج، وقد يكون ذلك سببا وراء تراجع المواطن الجزائري على زيارة المتاحف، أكّدت حورية شريد أنّ هذا المبلغ ليس حافزا لغياب الزوار، مشيرة إلى أنه لم يكن هناك جمهور أيضا، حين كان الدخول إلى المتحف ب 20 دج، متسائلة في ذات السياق كيف لمواطن أن يدفع أكثر من 2000 دج لمشاهدة مباراة، ولا يدفع 200 دج للتعرف على تاريخ بلده، "نحن لا نطالبه بزيارة يومية، ولكن على الأقل مرة كل 06 أشهر".وأضافت شريد بأنّ الدولة اليوم تقوم بدعم المتاحف الجزائرية، لكن إلى متى ستبقى تموّلها؟على المتاحف تقول شريد أن تجد السبل التي تمكنها من النهوض بنفسها، ف 200 دج هو مبلغ رمزي، مع العلم أن دخول الأطفال من 00 إلى 06 سنوات مجاني، إلى جانب الشيوخ، والطلبة بنصف التسعيرة، مشددة في سياق حديثها على أن الدفع لا يعد دافعا لغياب الجمهور عن المتاحف.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 22/02/2015
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : هدى بوعطيح
المصدر : www.ech-chaab.net