تقول المقولة الفرنسية الشهيرة ''ابحثوا عن المرأة، فمنها يأتي الخير والشر''. وقد ارتفعت حمى الانتخابات في فرنسا منذ أعلنت الاشتراكية سيغولان رويال عن طموحها في الترشح. قالتها بذكاء ''إني أرى ستروسكان على رأس حكومة كبيرة''. وستروسكان هذا يتصدر عمليات سبر الآراء الفرنسية بدون منافس ويترأس اليوم صندوق النقد الدولي. لكنه ينتمي عضويا إلى الحزب الاشتراكي. لو كان محسوبا على اليمين لكان أمره أهون. وتقول مقولة أمريكية أخرى إن من يسبق في بداية السباق لا يفلح دائما في الوصول قبل الآخرين. ذلك ما أدركته رويال، قبل غيرها، بعد الوفاق الذي تم بينها وبين رئيسة الحزب مرتين أوبري ودومنيك ستروسكان، في تفادي إحداث الشرخ في التصفيات داخل الحزب الذي يمتلك قدرات كبيرة في انتزاع قصر الإيليزي من أيدي اليمنيين الذين لم يسعفهم الحظ في توجيه قاطرة فرنسا في الاتجاه السليم. فإعلان رويال أعطى إشارة انطلاق السباق ستة أشهر قبل موعده. وكان من المرتقب أن يُفصح عن النوايا والترّشحات في جوان القادم، لكن رويال التي نافست ساركوزي في الدور الثاني للانتخابات السابقة، وأخذت تجربة كبيرة في المباريات النهائية، امتلكت الثقة الكافية لإعادة التجربة، عكس الآخرين -أوبري وستروسكان- اللذين لم يجربا المعركة قدم بقدم في ساحة الوغى. وأعلن الرئيس ساركوزي بدوره عن نيته في الترشح، حيث قال أمام شلة من برلمانيي حزبه إنه سوف يكتفي بـ''عهدتين''، لا أكثـر ولا أقل. بالند للند إذن، يكون قدم جواب الألغاز لرويال وفي نفس الوقت يعلن عن ترشه. لكن الشيء يبقى بديهيا لأن الدستور الذي عدله جاك شيراك لا يسمح بأكثـر من عهدتين متتاليتين. وساركوزي يعاني أيضا من تواجد منافسين على يمينه، هما وزيره الأول فرانسوا فيون، الذي صعد في عداد سبر الآراء، ودومنيك دوفيلبان، عدوه الحميم، الذي حلف بأكل لحمه. ثم يأتي الآخرون مثل مرين لوبان، ابنة زعيم اليمين المتطرف، والوسط والخضر والحمر، لكنهم لا يؤثـرون على حديث الصناديق حين تنطق. المبارزة سوف تكون بين مرشحي اليمين واليسار وكلاهما يمتلكان مبارزين من الوزن الثقيل. مبارزة قد يدخلها العالم النقابي بكل ثقله، وقد اكتشف أن الحكم الحالي لم يسمع وقع الأذية التي جابت الشوارع شهرا لإبطال مشروع قانون التقاعد، دون جدوى. فسيثأرون لأنفسهم عبر صناديق الاقتراع بانتهاج التصويت العقابي لشلة ساركوزي.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 02/12/2010
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : الجزائر: عبد القادر حريشان
المصدر : www.elkhabar.com