الجزائر

إعلام الصراصير؟ǃ



إعلام الصراصير؟ǃ
العزيز سعد لا جدال في أنك وأنا من شهود مرحلة تاريخية، واجبنا أن نستعرضها مع أجيال لم تعرفها.. ولكن نظرا لاختلاف موقع الرؤية، قد تكون هناك بعض الاختلافات في التفاصيل، ومصداقية التاريخ تكمن في تكامل الشهادات وتصحيح ما يكون قد فات على أحد الشهود النزهاء.. ومن هنا، فإن شهادتك حول انتقام صحفي مني حرمته من لقاء الرئيس الشاذلي بن جديد، فادعى أنني قلت له: إنني أعطي دروسا في العربية للرئيس، هو أمر نشر فعلا، ولكن في مجلتي “جون أفريك” و”الوطن العربي”، وأنا لا أخفي شيئا عن أي رئيس عملت معه.. وعندما جاءتني الطلبات في بداية الثمانينات، وبدعم من عناصر “جزائرية”، أعطيت رأيي للرئيس بعدم إعطاء أي حديث للمجلتين المشبوهتين، في رأيي.. وأثار هذا بعض أصدقائهم هنا، وهو ما أدركه الرئيس بذكائه عندما قدمت له في اليوم الثاني ما نشرته المجلتان، وقلت له إن “أهل الخير” بدأوا يحاولون الإيقاع بيننا، ونفيت بالطبع أن يكون صدر عني أي تصريح يتعلق بعملي في رئاسة الجمهورية، وكان رد الرئيس الرائع: “خليك منهم يا محيي الدين، على بالي الكلام هذا خرج من زيروت”، (انتهى).وللعلم، فقد نشرت هذا في كتابي “أنا وهو وهم”، الذي أهديت نسخته الأولى للرئيس الشاذلي عن طريق عبد العزيز بوباكير، وكان تعليقه إيجابيا حول كل ما أوردته.ولا أعتقد أن هذه القضية كانت سبب تصفيتي في 1984، التي كان وراءها ما تعرف ومن تعرف، وأيضا بوشايات أدرك الرئيس كذبها بعد أحداث أكتوبر، فاستدعاني ليرسلني سفيرا إلى باكستان، وكانت ترضية كريمة.تحياتي.. وواصل في كشف الجوانب الغامضة في مسيرتناالدكتور محيي الدين عميمور أشكرك يا دكتور على التصحيح المهم، فقد بدأ الزهايمر يفتك بخلايا مخي.. لكن الأكيد أن الإعلام العربي تحديدا بدأ التأثير في القرارات الوطنية منذ هذه الحقبة، وليس من الصدفة أن “جون أفريك” التي يديرها التونسي بن محمد، و”الوطن العربي” التي كان يديرها آنذاك وليد أبو ظهر.. والاثنان لهما باع طويل في حكاية الابتزاز الإعلامي، والكل يتذكر كيف باع وليد الوطن العربي للسعودية، بعد أن ابتز ما شاء له الابتزاز من الرئيس صدامǃإذا كان هذا يمكن أن نتفهّمه في ذلك الوقت، فالغريب هو أن نعيش اليوم مثله وأسوأ منه في الجزائر وفي عهد الانفتاح وعهد الانترنت والفايسبوك.. وغيرها.المؤسف أن البلاد مازالت عرضة للابتزاز والاختراق من الذي يسوى والذي لا يسوى.. ووزيرنا الهمام يغني على الحرية الإعلامية مثل الصرصور في فصل الصيف.[email protected]




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)