أثارت التصريحات النارية التي أدلى بها مدير جهاز المخابرات المصري السابق ومرشح الرئاسيات القادمة اللواء عمر سليمان ضد الإخوان المسلمين جدلا حادا في مصر بعد أن اتهمهم باستغلال الأوضاع العامة في البلاد من أجل بسط سيطرتهم على هيئات الدولة المصرية.
وقال آخر قادة جهاز المخابرات المصرية في عهد الرئيس السابق حسني مبارك مباشرة بعد تأكيد ترشحه للانتخابات الرئاسة القادمة أن ''الإسلاميين فقدوا ثقة المواطنين وهم الآن يحاولون التهجم علي وتوجيه تهديدات باتجاهي''.
وجاءت تصريحات عمر سليمان الذي لعب دورا محوريا في خلال ثورة 25 جانفي من العام الماضي وقد ثار حول شخصه جدل واتهامه بانه شخصية مستنسخة من نظام الرئيس المطاح به وقد ترشح من اجل إعادة بعث الروح في هذا النظام المتهالك رغم انه احتفظ بقيادة المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية في إدارة الشأن العام المصري.
ويبدو أن اول خرجة إعلامية للواء عمر سليمان أرادها بهذه الحدة بنقله لغة الهجوم باتجاه الإسلاميين لاستعادة ثقة مفقودة من قبل عامة المصريين الذين يصرون في كل مسيراتهم الاحتجاجية على ضرورة رحيل كل رموز النظام المنهار.
وبالنظر إلى خبرته واطلاعه على ملفات جد حساسة تخص الشأن العام المصري بحكم طبيعة مهامه السابقة فان عمر سليمان اقتنع أن الإسلاميين ربما سيبتسم لهم الحظ للظفر برئاسة البلاد تماما كما حصل خلال الانتخابات العامة حيث حصدوا أغلبية مقاعد مجلسي الشعب والشورى.
ولكن ذلك لم يؤثر على قناعة عمر سليمان الرجل القوي في نظام مبارك وقال أن الإخوان ورغم نجاحاتهم فإن الوهج الشعبي الذي اكتسبوه بدأ يضمحل بالتدريج لدى الرأي العام المصري الذي تأكد من حقيقة نواياهم وممارساتهم الرامية إلى بسط سيطرتهم على كل مقاليد السلطة في البلاد.
ورغم أن سليمان معروف عنه مواقفه التقليدية المعادية للإسلاميين إلا أن انتقاداته هذه المرة لها علاقة مباشرة بحملة انتخابية مسبقة عندما أكد أن إسلاميين حذروه من مغبة الترشح لموعد يومي 23 و24 ماي القادم الذي سيكون تاريخا مفصليا في مسيرة الثورة المصرية ولكنه أكد أنهم ''واهمون أن أتراجع عن قراري''.
وسبق لسليمان أن أكد ساعات قبل انتهاء مهلة إيداع ملفات الترشح انه لن يخوض السباق لاعتلاء كرسي قصر عابدين ولكنه فاجأ المتتبعين ساعات أخرى بترشحه بمبرر تلبية نداءات آلاف المصريين طالبوه بدخول السباق ''لإنقاذ مصر'' في اشارة إلى قبضة الإسلاميين التي أكد على وجودها.
ولاستعادة ثقة الناخبين المصريين الذين ثاروا بالملايين على النظام السابق في شخصه نفى عمر سليمان كل صلة به رغم توليه قيادة جهاز المخابرات المصرية وشغله منصب نائب الرئيس وكان عقدة الحل في أعلى هرم هذا النظام.
وقال إذا كنت قد شغلت منصب مدير جهاز المخابرات ونائبا للرئيس لعدة أيام أثناء الثورة فان ذلك لا يعني أنني كنت طرفا في النظام المنهار الذي ثار الشعب المصري ضده نافيا في نفس الوقت أن يكون ترشحه رغبة منه لعودة هذا النظام أو أن يكون مرشحا للمجلس الأعلى للقوات المسلحة.
ولكنها تبريرات لم ترق لإقناع الإسلاميين الذين صبوا جام غضبهم على سليمان وقرار ترشحه وأكدوا أنه يريد ''سرقة ثورة الشعب المصري وان المصريين لم يقدموا كل تلك التضحيات من اجل عودة مدير جهاز المخابرات السابق الذي أهان الثورة والذين قادوا شراراتها''.
وقال خيرت الشاطر مرشح حركة الإخوان المصريين لانتخابات الرئاسة أن ''التنظيم يرفض إعادة استنساخ النظام السابق بنسخة معدلة'' وذهب إلى حد التهديد بالخروج إلى الشارع للتنديد بهذا الترشح.
تستضيف هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة مساء اليوم الشاعر الجزائري عز الدين ميهوبي بالمسرح الوطني في ''شهادة وقراءات''، بغرض الإطلالة على الشعر في المغرب العربي الذي يحلم بتجربة إبداعية لها خصوصيتها السياقية التي تكسبها تميزها الإبداعي.
وأفادت مصادر إعلامية أنّ النشاط يندرج في إطار مجموعة من الندوات والمحاضرات والأمسيات الشعرية التي انطلق بها الموسم الثقافي بهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة خلال شهري أفريل وماي ,2012 حيث ينزل الشاعر عز الدين ميهوبي للحديث عن تجربته التي برزت ليس فقط في الجزائر، بل تعدّت الحدود ووصلت إلى مختلف أرجاء الوطن العربي.
ويعدّ عز الدين ميهوبي من أبرز الأصوات الشعرية المتألّقة، اتّسمت تجربته الإبداعية بالثراء والتنوّع، فارتاد أشكالا إبداعية عديدة، من الشعر إلى الدراما في تنوّعها، إلى الإعلام في وسائطه المختلفة، وسيتمكّن ضيوف ''شهادة وقراءات'' من الاقتراب من هذه التجربة الاستثنائية في الثقافة الجزائرية.
وبالإضافة إلى عز الدين ميهوبي سيكون البرنامج ثريا بإقامة مجموعة من الندوات والمحاضرات، إذ يرتقب يوم 18 أفريل الجاري أن يحاضر الدكتور معجب العدواني أستاذ النقد والنظرية بجامعة الملك سعود بالرياض عن ''الآخر في الرواية الخليجية، إدراك الذات في نص التعدّد''، وتحلّ الدكتورة يمنى العيد الأستاذة بالجامعة اللبنانية ضيفة على الهيئة مساء الأربعاء 25 أفريل الجاري لتتحدّث عن الرواية الأنثوية وسؤال الهوية في قاعة المحاضرات بالمسرح الوطني، متسائلة ''هل استطاعت المرأة العربية أن تؤسّس نسقها السردي المختلف؟".
أما الدكتور يوسف ناوري أستاذ التعليم العالي في جامعة ''محمد بن عبد الله'' بطنجة ومسؤول الأنشطة الثقافية ببيت الشعر المغربي فيحاضر يوم 9 ماي المقبل عن ''بيوتات الشعر .. هل حلّت أزمة الشعر؟''، وفي 16 ماي يستعرض المفكر السعودي إبراهيم البليهي (عضو مجلس الشورى السعودي) مطارحة فكرية بعنوان ''كيف يكون للجهل علم؟''، متسائلا هل يمكن للجهل أن يصبح موضوعا قابلا للدراسة والتحليل، حيث يتم قياسه وتوصيف طبيعته وتحديد منابعه ومعرفة آليات عمله واكتشاف أسبابه.
وعودة إلى الشهادات والقراءات حيث تستضيف الهيئة يوم 23 ماي الشاعر الإماراتي الدكتور طلال الجنيبي بقاعة المحاضرات بالمسرح الوطني الذي يشارك في إضاءة الساحة الشعرية الإماراتية المتميزة بتجارب شعرية عديدة.
حطّ معرض ''النوبة'' بقصر الثقافة ''مالك حداد'' بقسنطينة قادما إليها من قصر الثقافة ''مفدي زكريا'' بالعاصمة وقبله من عاصمة الزيانيين التي توّجت عاصمة للثقافة الإسلامية عام ,2011 فكان جسرا ثقافيا وطريقا موازيا للطريق السريع شرق-غرب، ربط بين عاصمة الشرق الجزائري وجوهرة الغرب الجزائري.
نقل المعرض الحضور من مثقفين وفنانين عبر بوابة الزمن في رحلة أخذت بعدين، بعد زماني وآخر مكاني مختلفين عن الذي نعيش فيه وحاكت عصرا غير الذي نحن فيه، فعاش زوّار ''النوبة'' حالة من الهيام اختلط فيها الطابع الغرناطي مع الصنعة والمالوف داخل قالب واحد هو الأندلسي، ورفرفت أرواح شيوخ هذا الفن المتأصّل الموروث من الأندلس بلد الحضارة والعصر الإسلامي الذهبي، عبر أجنحة المعرض بلونها الأزرق المميز وبساطها الأحمر وفق توزيع ضوئي أضفى لمسة جمالية رائعة أثارت إعجاب كلّ الحضور.
وشمل المعرض صورا وسيرا ذاتية لشيوخ هذا الفن المتأصل، من الذين غادروا هذا العالم ومن الذين لا يزالون على قيد الحياة يحملون معهم ذاكرة مثقلة بالذكريات الجميلة في بحر الأندلسي عبر فروعه الثلاثة من الغرب والوسط والشرق، حيث تأخذك الصور الكبيرة المعلّقة في زوايا المعرض والتي تقابلها سيرة ذاتية لكلّ شيخ من الشيوخ وعمالقة هذا الفن بدءا من مدرسة الغرناطي مع العديد من الوجوه المعروفة على غرار عائلة بن ساري من تلمسان والشيخ الغافور من ندرومة إلى مدرسة الصنعة التي تعود جذورها إلى مدينة قرطبة مع عائلة الفخارجية، الباشطارزية وبن عاشور والبجاوي إلى مدرسة المالوف الممتدة من مدينة اشبيلية وعائلة الرقاني المدعو الفرقاني من حمو إلى محمد الطاهر وسليم وعائلة بن كرطوسة إلى الشيخ التومي والدرسوني.
ويهدف معرض ''النوبة'' الذي زار تلمسان ومن بعدها الجزائر العاصمة ثم قسنطينة والذي تشرف عليه دائرة التراث والكوريغرافيا بمحافظة تظاهرة ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية''، للحفاظ على هذا الموروث الثقافي الذي يعود إلى زمن زرياب ونقله إلى الأجيال اللاحقة ـ حسب تأكيد السيدة بن شيخ زهية ـ التي تشرف على هذا النشاط الثقافي الذي سيمتد طيلة شهر كامل.
وسيكون هذا المعرض المعزّز ببث مقاطع موسيقية أندلسية عريقة وأشرطة فيديو، فرصة للجمهور القسنطيني العاشق لهذا الفن للتعرّف على أبرز المراحل في تاريخ الموسيقى الأندلسية مع التعريف بالآلات الموسيقية على غرار العود، الكمان والجوق والتي استعملت ولا تزال تستعمل إضافة إلى أهم آلات التسجيل التي نقلت هذا الموروث الثقافي والفني والوثائق التي يضمها الأرشيف الموسيقي الأندلسي الجزائري.
للإشارة، قد تميزت هذه التظاهرة الثقافية بسهرة فنية أندلسية برمجت بالمسرح الجهوي أحيتها فرقة الفنان مراد العايب من ولاية قسنطينة، على أن تعرف التظاهرة العديد من النشاطات الفنية والمحاضرات الموازية.
الالتفات إلى تراثنا الثقافي وكنوزنا العلمية، من الأعمال الرائعة التي نحفظ من خلالها هذا الموروث العظيم، وهذه المخطوطات التي تزخر بها منطقة أدرار ليست محصورة في علم الكلام والتصوف والفقه والعلوم الدينية الأخرى، بل تدبّرت الكون ونظرت إليه بنظرة علمية، وأنتجت لنا علم الفلك، فمنطقة توات أدرار في حد ذاتها، تعد مرصدا فلكيا طبيعيا، حيث صفاء السماء وانفتاح الصحراء والاهتداء بالنجوم والاستدلال بها، وهذا ما جعل أسلافنا يتركون لنا كنوزا معتبرة من ملاحظاتهم ودراساتهم، فتركوا لنا المخطوطات، ومن جملتها المخطوط الذي حققه الأستاذ مولاي عبد الله سماعيلي ''روض الزهر اليانع على مشروع المقنع في علم كان لأبي مقرع'' لمؤلفه محمد المحفوظ بن سيدي عبد الحميد القسطني الدلدولي، الكتاب صدر مؤخرا عن دار مقامات للنشر والتوزيع على نفقة دار الثقافة لولاية أدرار.
محقق الكتاب الأستاذ مولاي عبد الله سماعيلي، متخصص في علم المخطوط وتحقيق النصوص، وهو جامعي حاصل على الماجستير من معهد البحوث والدراسات العربية بالقاهرة.
قسّم دراسته هذه ''روض الزهر اليانع...'' إلى قسمين؛ القسم الأول يتعلق بدراسة المخطوط ووزّعه على ثلاثة فصول، تناول في الفصل الأول مدخلا إلى علم الفلك، تناول فيه نشأته، تطوره ومساهمة العلماء المسلمين في تطويره، أما الفصل الثاني، فقد خصصه المحقق لدراسة بعض الخزائن الموجودة بتوات، فيما خص في الفصل الثالث، البحث في المخطوط فيما يخص النسخ من حيث الجمع والترتيب وحياة المؤلف وعصره، أما القسم الثاني من التحقيق، فقد تناول فيه بالبحث والدراسة المخطوط، واضعا له تمهيدا ومقدمة وفصلين، بارزة فيهما العناوين التي وضعها المؤلف.
يقول الأستاذ مولاي عبد الله سماعيلي في مقدمة بحثه، ''إن التراث العلمي ـ بصفة خاصة ـ الضخم المنتشر في أنحاء العالم، والذي لا يزال في حاجة إلى بحث عميق، وتأصيل هذا التراث الذي استمد الفكر الإنساني منه بعض مقوماته، وشكل دعامة أساسية في بناء الحضارة الإنسانية ـ جدير بأن نقف أمامه وقفة علمية صحيحة''.
ويضيف المحقق: ''احتوى التحقيق كذلك على بوادر الحركة العلمية والثقافية لمنطقة توات بالجزائر، وما للطرق التجارية من أهمية في ذلك بين بلدان شمال إفريقيا وماوراء الصحراء من حواضر، مثل حاضرة تمبكتو، وكذلك نزول بعض العلماء في توات من الحواضر الكبرى من المغرب العربي، ثم أبرزت ما ظهر من زوايا العلم بتوات خلال القرنين الثاني والثالث للهجرة، والتي ازدحمت فيها العلوم والعلماء''.
الكتاب يعد مكسبا ثمينا للمكتبة الجزائرية، من حيث أنه كشف للقراء والباحثين الكثير من الزوايا المجهولة من تراثنا، وسلط الضوء على الكنوز التي تزخر بها منطقة توات، ومن جملتها هذا الكتاب، وفي ذات الوقت، أضاف للسجل الكبير لقوائم المخطوطات رقما جديدا، بعثه للنور المحقق وأعطاه الحياة من جديد.
الكتاب من القطع العادي ويتوزع على 284 صفحة، بما فيها المصادر والمراجع.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 10/04/2012
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : ابن تريعة
المصدر : www.el-massa.com