إشكالية اقتصــاد المعرفة والتنمية الاقتصاديــة في الجزائـــر

إن التنمية تعتبر من المطالب القديمة وهي عملية متشابكة ومعقدة في نفس الوقت وذلك لما لها من أبعاد اقتصادية واجتماعية وحتى سياسية، فلا يمكن أن نختصرها في بعد واحد محدود ينجم عنه اختلال في البناء والوظائف العامة للمجتمع وبذلك تصبح عملية غير نافعة تساهم إلى حد بعيد في عرقلة التطور المفترض الموجود في أي مجتمع. غير أن المجتمع الجزائري عرف عدة تحولات وعلى مختلف الأصعدة، وفي البداية ارتكزت التنمية على الصناعة بعد الاستقلال مباشرة، وقد اعتمد هذا النموذج لأنه يربط بين التقدم كغاية والتصنيع كقاعدة وكأساس والتكنولوجيا الحديثة كوسيلة والهدف طبعا كان إعادة تشكيل قاعدة اجتماعية تعتمد على النهج الاشتراكي مضادة للاستعمار الرأسمالي وكان من اهتمام الدولة توفير مناصب الشغل والقضاء على الأمية، واليوم ونظرا لتطور التكنولوجي لابد من استخدام المجال العلمي في الميدان الاقتصادي حتى نتدارك الأزمات التي تعيشها مختلف الدول المتخلفة، فلا يمكن أن نعمل في الحقل الاقتصادي دون تكنولوجيا فهي وثيقة الصلة بالعلوم العصرية والبحث العلمي فهي تتطلب احتراما للعلم والمعرفة من جانب المجتمع ومنه الرغبة الصادقة في مواكبة التقدم والتطور العلمي والاهتمام أكثر بالعلم والباحثين الجزائريين حتى ننهض بالجزائر .