الجزائر

إسماعيل شرقي ل"الخبر"



إسماعيل شرقي ل
أكد السفير إسماعيل شرقي، مفوّض السلم والأمن بالاتحاد الإفريقي، أن الدول الأعضاء في الاتحاد ستتعامل بحزم مع طلب المغرب الانضمام إليه، ولن تتساهل مع أي محاولة لانتهاك القوانين المؤسسة له. وكشف شرقي في مقابلة مع "الخبر" أن الجزائر ستترشح لعهدة ثانية لمنصب مفوّض السلم والأمن.هل تنوي الجزائر الترشح لعهدة ثانية على رأس مجلس السلم والأمن الإفريقي؟ نسجل بارتياح كبير حضور الجزائر القوي في ميادين السلم والأمن في القارة الإفريقية، وتواجد المركز الإفريقي للدراسات والبحوث حول الإرهاب و"أفريبول" (منظمة الشرطة الإفريقية) في الجزائر وإسهاماتهما في حل النزاعات الإفريقية، سواء في إريتيريا وإثيوبيا سابقا، ومالي أخيرا، إلى جانب دعم القوة الجاهزة الإفريقية، مثلما كان الحال مع تمرين نهاية العام الماضي، في جمهورية جنوب إفريقيا، حيث كان للجزائر إسهام على مستوى تسيير كل العملية، وأكبر من ذلك النقل الجوي الإستراتيجية والجيش الوطني الشعبي شارك فيه بقوة. هذه بعض الأمثلة التي تشهد أو تؤسس لدور الجزائر المشهود، بالإضافة إلى جهود التكوين لفائدة أفراد الجيوش الأفارقة. بطبيعة الحال، نية الجزائر لترشيح مفوّض السلم والأمن لعهدة ثانية، نابع من هذه الرغبة لمواصلة هذا الجهد ومد يد المساعدة لإخواننا في إفريقيا. تعيش القارة الإفريقية تحديات ورهانات أمنية كبيرة، كيف تتصورون المخرج منها؟ ليس هناك شك أن الرهانات كبيرة، لكن ربما حتى نكون مفيدين للوضع الحقيقي للقارة التي هي ليست بؤرة للنزاعات والمشاكل فقط، يجب أن ننظر إلى قارتنا على أنها وردة جميلة وليس شوكا فقط. من ذلك تجذر الديمقراطية في أقطارها. وعلى سبيل المثال، من أصل ثمانية انتخابات في غرب إفريقيا، ستة منها قبلت نتائجها بصدر رحب، حدث ذلك في غانا وبوركينافاسو، والبنين. وباستثناء غامبيا، التي قبل رئيسها في بادئ الأمر الاعتراف بالنتائج، غير أنه تراجع، من أجل الحصول على ضمانات. نحن نشتغل من أجل إنهاء هذه الأزمة. ثانيا، الجميع اليوم يعترف للقارة بإسهامها اقتصاديا، فالتنمية كانت خلال العشرية الماضية إيجابية وأكثر من 5 بالمائة، وكان لذلك الأثر الإيجابي على الاقتصاد العالمي. باختصار، أود القول، لدينا في إفريقيا أوراقا رابحة وإيجابية لا يجب تناسيها.أما بخصوص الرهانات التي تفضلت بذكرها، من حسن الحظ لم تعد هناك حروب بين الدول الإفريقية، فهذا العهد ولى إلى الأبد وانقرض. اليوم، ما تعيشه بعض دول القارة، نزاعات داخلية، إما نتيجة نقص الحكامة الديمقراطية أو بسبب تهميش للبعض، ما أدى بهم إلى اللجوء إلى تصرفات غير قانونية. من الأسباب أيضا، طريقة تنظيم الانتخابات ونتائجها، نتمنى أن نجد لها حلولا في أقرب وقت. وتعاني القارة أيضا من ظاهرة الإرهاب، وتتذكرون أن أصول هذه الظاهرة لم تكن إفريقية وإنما راجعة إلى أفغانستان. فلا القاعدة ولدت في إفريقيا، ولا تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" ولا غيرهما، إنما فرضت علينا، ونحن نحاول مقاومتها على مستويين، الأول بناء قدرات الدول، وهنا طبعا، يلعب المركز الإفريقي للدراسات والبحوث حول الإرهاب (الذي مقره الجزائر) دورا هاما، ومنظمة "أفريبول" التي ستعلب دورها في المستقبل. بالإضافة إلى ما أسلفت، لدينا ما يسمى بمسار نواكشوط، الذي يضم 11 بلدا عضوا من منطقة الساحل، وهناك مسار جيبوتي، الذي يضم بلدان شرق إفريقيا، والجميع يستفيد من دعم الاتحاد الإفريقي ومجلس السلم والأمن، من أجل التعاطي مع ظاهرة الإرهاب. من الجهود المبذولة في بناء القدرات للدول، تخصيص أكبر قوة إفريقية مشتركة في الصومال قوامها 22 ألف فرد، وقمنا بخطوات إيجابية هناك، لتحرير منطقتي جوبا السفلى وشمال شرقي الصومال، من الإرهابيين. المهم نحن ندفع الدم أكثر من أي قوات أخرى. عندنا قوة أخرى ضد جماعة "جيش الرب"، في أوغندا وجنوب السودان وغرب جمهورية إفريقيا الوسطى، وتقوم بأعمال وحشية لا يمكن تصورها. تقدمنا كثيرا هناك أيضا وسننتهي من العملية عما قريب. كما نحن ندعم قوة ضد جماعة "بوكو حرام"، ونقوم بدور الوسيط بين المانحين الذين يساعدوننا بالعتاد وأجهزة الاتصالات. كما نأمل في بعث قوة عسكرية إلى شمال مالي لوقف انتشار الأعمال الإرهابية في مالي وخارجها. صرحتم مؤخرا بأن مقاتلي "داعش" في سوريا والعراق وليبيا يفرون إلى القرن الإفريقي والساحل، ماذا يمثل هذا المعطى بالنسبة لكم؟ هذا تهديد خطير ويجب أخذه على محمل الجد. طبعا، الوضع في ليبيا تسبب في قلاقل لدول الجوار والمتوسط، إذ باتت العلاقة بين الاقتصاد الإجرامي (عصابات السلاح والمخدرات) والإرهاب مؤكدة. وبالتالي، هؤلاء الإرهابيون سيخرجون من مدينة "سرت"، وقد سينطلقون إلى جنوب ليبيا ثم إلى الساحل. الأرقام تشير إلى أن عدد إرهابيي "داعش" في حدود 5000 عنصر، فرضا أن نصفهم قتل، فإن النصف الآخر سيبحثون عن ملاذ لهم وهو الصومال والساحل. أستطيع القول إن أعدادا من هؤلاء وصلوا فعليا إلى الصومال عبر اليمن، ولا أستبعد وصول آخرين عبر طرق أخرى. زرت مؤخرا إيران وروسيا، لبحث التنسيق الأمني مع مجلس الأمن والسلم.. زرت طهران وموسكو وتباحثت مع المسؤولين هناك، فهما تحاربان "داعش" في العراق وسوريا، نتمنى التوصل إلى تعاون فعلي بين أجهزة الأمن للتصدي للظاهرة. قمة للاتحاد الإفريقي على الأبواب، وينتظر النظر في طلب المغرب الانضمام إليه.. كيف تتوقعون النتيجة؟ أظن أن قوة الاتحاد الإفريقي في الوثائق المؤسسة له، وعلى هذا الأساس، فإن الأمور واضحة. لا يمكن اعتبار طلب المغرب عودة بل انضمام إلى منظمة جديدة أنشئت في سنة 2000، وأي دولة تريد الانضمام للاتحاد، عليها الاطلاع جيدا على اللوائح التأسيسية والتنظيمية وعلى القانون الدولي. في مثل هذه الظروف، لا يسمح لأي طالب انضمام وضع أي شروط. الأكيد أن الاتحاد وإفريقيا في حاجة ماسة للبقاء بمنأى عن أي زوبعة يراد إثارتها للتقليل من عملها وإنجازاتها لمصلحة إفريقيا. على كل من يريد الانضمام للاتحاد الالتزام بلوائحه الواضحة، وبلا أي شروط ويتصرف كأي دولة بنفس الحقوق والواجبات. مراقبون متشائمون من انضمام المغرب كونه يخطط لتعطيل الاتحاد الإفريقي، ما مدى مصداقية هذه المخاوف؟ هناك حزم كبير لدى الدول الأعضاء في الاتحاد. في مالابو انسحبت دولة واحدة فقط من القمة العربية الإفريقية، ثم استدركت واستأنفت الحضور. نحن نعمل من أجل أن يتفهم الجميع هذه الحيثيات والرهانات وبضرورة لمّ الشمل.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)