أُسدل الستار، مساء أمس، على فعاليات الدورة السادسة عشرة لصالون الجزائر الدولي للكتاب، وسط إجماع من الناشرين على انخفاض أعداد الزوّار وتراجع مبيعات الكتب، مقارنة بالدورات السابقة، وهو ما ربطه البعض بتزامن المعرض مع الدخول المدرسي، وتأثيره على القدرة الشرائية للمواطن.
أكّدت مسؤولة منشورات ميم ، آسيا علي موسى، أن جناحها لم يشهد إقبالا كبيرا، رغم توافد الزوّار الذين كانوا يجوبون أروقة المعرض دون أن يبدو أنهم كانوا يشترون الكتب، مرجّحة أن يكون موقع جناحها المنزوي سببا في احتشام الإقبال عليه.
بينما ربط مسؤول دار البرزخ سفيان حجاج وممثّلة منشورات ألفا مليكة، التراجع في زيارة الصالون وشراء الكتب، بتنظيم المعرض بعد أيام قلائل من الدخول المدرسي وعيد الفطر، وهما المناسبتان اللتان تكونان قد كلّفتا المواطن الجزائري مصاريف كثيرة، تجعل من اقتناء الكتاب أمرا صعبا.
اللبنانيون: لم نشعر أننا ضيوف شرف
أجمع الناشرون اللبنانيون على أن المشاركة المصرية القوية سرقت جزءا كبيرا من جمهور الكتاب اللبناني، ودعا آخرون إلى رفع الضرائب عن الكتاب.
وانتقد مندوب دار الساقي ، جبران أبو جودة، الأعباء المفروضة على الكتاب، خاصّة ضرائب الشحن والنقل، داعيا وزارة الثقافة وإدارة المعرض إلى تحمّل جزء من هذه الرسوم، على غرار ما هو معمول به في كثير من المعارض بالعالم العربي، خدمة للقارئ الجزائري، لأنه إذا لم تُتّخذ تسهيلات في الكتاب، فإن القارئ هو من سيتحمّل الأعباء في النهاية .
وشدّد المتحدّث على أن هدف دار الساقي من مشاركتها في الصالون ليس تحقيق الربح، وإنما تسويق الكتاب لبيعه خارجه، لكنه أضاف أن الحضور الكثيف والمميّز للزوار لا يعكس حركة البيع، وهو ما ربطه بالقدرة الشرائية للمواطن الجزائري.
بيد أن أبو جودة رفض وصف أسعار كتبه بـ الخيالية ، مؤكّدا أن الدار تمتلك نوعية معيّنة من القرّاء الذين يقصدونها وهم يعرفون ما يريدون اقتناءه من كتب، في مجالات الثقافة والفكر والأدب والسياسة.
من جهتها سجّلت رنا إدريس، مسؤولة دار الأدب ، تراجع المبيعات بالنسبة للدورات الماضية، قائلة إن المشاركة المصرية أخذت حيّزا من الجمهور، بالنظر إلى أن الكتب المصرية أرخص وأقل جودة .
وأشارت إدريس إلى غياب المؤسّسات الثقافية والتربوية عن اقتناء الكتاب، واقتصاره على الأفراد، واصفة ذلك بـ الظاهرة الخطيرة ، قبل أن توضّح: الصالون فرصة ذهبية للمؤسّسات والمكتبات لشراء الكتاب، لكنني لم ألحظ حضور المكتبة الوطنية ولا المكتبات الخاصة.. عدم بيع الكتاب بالجملة ووضعه شروطا قاسية لاستيرادها سيؤثّر على القارئ الجزائري، وعلى عملية القراءة بالإجمال ، لكنها أضافت: إنما الذي يُعوّض كل هذه النقائص هو القارئ نفسه، الذي وبمبادرة فردية يطوّر نفسه ويهتم بالكتاب الإبداعي .
وعن الكتب الأكثر مبيعا في الدورة، أوضحت المتحدّثة أن ثمة اهتماما كبيرا بالرواية، حيث مازالت روايات أحلام مستغانمي تتصدّر المبيعات، إضافة إلى رواية الذروة لربيعة جلطي و رقصة في الهواء الطلق لمرزاق بفطاش، إلى جانب روايات واسيني لعرج وياسمينة صالح وإبراهيم سعدي وبن هدوفة، مضيفة أن العمود الفقري لدار الآداب هو قاموس المنهل الذي يُباع بشكل مذهل في الجزائر وشمال إفريقيا .
أما مدير التوزيع في دار نجيب الريس ، محمد جُعيد، ففضّل عدم الحديث عن السلبيات، قائلا إنها كانت موجودة، لكن ليس بدرجة كبيرة، مضيفا أن داره فضّلت المشاركة في الصالون بشكل مباشر، بمجموعة من العنوانين المتنوّعة في الأدب والفكر والسير، موضّحا أن الإقبال كان على الدراسات والتاريخ والسياسة والشعر، بينما تصدّرت دواوين محمود درويش الكتب الأكثر مبيعا.
وبدا جعيد غير مهتم بالدعوة التي أطلقها وزيرا ثقافة الجزائر ولبنان، اللذان دعيا خلال افتتاح الصالون إلى تفعيل النشر المشترك، قائلا إن دار نجيب الريّس لا تهتمّ بالنشر المشترك، اقتناعا منها بخصوصية تجربتها .
المصريون: استعدنا سوقا مهمّة في مجال الكتاب
أثنى مندوب المبيعات في دار الشروق المصرية، محمد خضر، على ظروف مشاركة الناشرين المصريين في الصالون: حظينا بترحاب كبير، ولم نشعر بوجود فرق بيننا وبين الجزائريين ، مضيفا أن الكتاب المصري عاد إلى الجزائر بعد الغياب الذي تسبّبت به أحداث مؤسفة في كرة القدم، التي لا ينبغي أن تمنع التواصل بين أقطار الوطن العربي .
لكن خضر أكّد أن المبيعات لم تكن بالصورة المأمولة، حيث سجّل تراجعا في شراء الكتب، رغم قوة الإصدارات الحديثة التي شاركت بها دار الشروق ، مضيفا أن التوافد على الأجنحة من الزوّار كان كبيرا، لكنه لم يعكس إقبالهم على اقتناء الكتاب.
وعن قضيّة النشر المشترك بين الجزائر ومصر، أشار المتحدّث إلى رغبة وزيرة الثقافة خليدة تومي المتمثّلة في رؤية دار الشروق المصرية الجزائرية ، مؤكّدا أن الدار اتّخذت خطوات عملية في هذا المجال، وتحدّثت مع دور نشر جزائرية لبحث سبل تحقيق هذه الأمنية.
وبدوره، قال ممثّل المكتبة العصرية ، إبراهيم السيد، إن الدورة السادسة عشرة لصالون الكتاب، كان فرصة ثمينة لإعادة العلاقات الثقافية بين الجزائر ومصر، خاصّة أن القارئ الجزائري افتقد الكتاب المصري في الدورة السابقة، وأنت تعرف أهمية الكتاب المصري في كل المعارض العربية .
واعترف السيّد بأن غياب الناشر المصري عن الصالون الجزائري كلّفه خسائر مادية كبيرة، لكنه عوّضها بالعودة القوية هذه السنة.
وأضاف المتحدّث: الناشرون المصريون راضون عن مشاركتهم، فقد توفّرت لهم كل أسباب الراحة.. أعجبنا الاستقبال والإجراءات الميسّرة؛ فقد وجدنا كتبنا في الأجنحة.. الإقبال جيّد، وأعتقد أن المعرض ناجح جدا، والسّلبية الوحيدة تتمثّل في غياب التكييف .
أما ممثّل دار العين التي تشارك للمرّة الأولى فأكّد، من جهته، أن إقبال الجزائريين على الكتاب المصري كان مقبولا، مشيرا إلى اهتمام القارئ الجزائري بالكتب القانونية والفكرية والسياسية والتاريخية والأدبية والعلاقات الدولية.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 02/10/2011
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : الجزائر : علاوة حاجي
المصدر : www.elkhabar.com