الجزائر

إريك كانتيه يتحدى ساركوزي بفيلم عن “حراقة” يبنون فرنسا



إريك كانتيه يتحدى ساركوزي بفيلم عن “حراقة” يبنون فرنسا
إريك كانتيه، ليس سينمائيا نخبويا ومخمليا كزملائه الذين مشوا على بساط مهرجان “كان” الأحمر، قبل تسلم السعفة الذهبية. ولهذا السبب؛ أشبهه بالرئيس الإيراني أحمدي نجاد، البسيط بهندامه الأقرب إلى حلة “ماسّو” يصر على ارتداء جاكيتة يظهر بها على منبر الأمم المتحدة أوعند زيارة محطة نووية تُخرج البيت الأبيض من عقله  أو بمناسبة الرد على أسئلة صحفي شهير في استديو محطة تلفزيونية أشهر.   كانتيه، المبدع الجديد، الذي رد الاعتبار للسينما الفرنسية بفيلمه الرائع المرجعي “بين الجدران”، زاد من حدة خطابه مساء يوم الإثنين، بمناسبة عرض فيلمه الجديد في سينماتيك باريس “هنا نعمل.. هنا نعيش” على المهاجرين الذين يبنون فرنسا ويستغلون جهرا حتى عندما يطالبون بتسوية أوضاع إقامتهم غير القانونية. ومن بين السينمائيين العالميين الذين جاءوا لمساندة كانتيه في تحديه الرئيس ساركوزي، نذكر كوستا غفراس المخرج العالمي الفرنسي اليوناني، صاحب رائعة زاد السينمائية، إلى جانب مخرجين وسينمائيين ونواب ومسؤولي جمعيات مدنية جاءوا لمساندة مخرج يوظف سمعته الفنية الفرنسية والعالمية لمساعدة ممثلي الأصقاع السفلى، على حد تعبير المسرحي المصري الملتزم الكبير نعمان عاشور.   قال كانتيه لممثلي وسائل الإعلام الفرنسية والعربية والعالمية، ومن بينهم كاتب هذه السطور، إن فيلمه ليس مفاجاة لمن يعرفون مساره الفني منذ أن برز بفيلم عن النضال النقابي، وحتى فيلمه “بين الجدران” الذي أصبح مرجعية سينمائية وبيداغوجية عن علاقة المعلم بتلميذه من منظور سوسيولوجي شامل لا يخرج عن تصوره العميق لمقاربة سينمائية يحاول صاحبها التوفيق بين الالتزام والإبداع، بعيدا عن كل تقليد أعمى لهذا الاتجاه أو ذاك. عبر فيلمه عن المهاجرين المضربين منذ أكتوبر الماضي؛ بهدف تسوية حالات إقامتهم غير القانونية.. يندد مثل المخرج والممثل ماتيو امالريك، بنفاق الدولة التي تقبل بدفعهم الضرائب واستغلالهم بعضهم في “ماتنيو” مقر الحكومة؛ كما يتبين ذلك في الفيلم، ويكشف أن هذا الموقف ليس جديدا وقوانين وزير الداخلية باسكوا المتخذة عام 1977؛ لا تختلف في جوهرها عن ما هو قائم اليوم مع الرئيس ساركوزي..”وإذا كانت الحكومات المتعاقبة حاولت أن تحجب وجودهم فإن فيلمي يعد مساهمة في اخراج هذه القضية إلى النور على نطاق أوسع”.   ردا على أسئلة صحفية أخرى، أضاف كانتيه أن الوقوف مع المهاجرين المستغلين ليس مهمة النقابات والجمعيات فقط، والسينمائي ليس فنانا محايدا، ولا يمكن أن يعمل خارج رؤيته لما يحيط به وطنيا وعالميا، “وفي فيلمي الوثائقي أبين على لسان المهاجرين كيف تفضل الكثير من المؤسسات الكبيرة العمال غير الشرعيين لاستغلالهم ببشاعة وكيف يشيد البعض الآخر بالفرنسيين الذين تبنوا مطلبهم الشرعي، خلافا للدولة التي تكتفي بشعار الأخوة.. المساواة.. الحرية”. فيلم كانتيه سيخرج إلى الجمهور العام يوم العاشر مار س.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)