أحيت كلية علوم الإعلام والاتصال أمس، الذكرى المئوية لميلاد الزعيم نيلسون مانديلا تحت شعار «لنكن الإرث: الاحتفال بميلاد أيقونة عالمية وخدمة في حياة الآخرين»، حضرها ممثلو السلك الدبلوماسي بالجزائر وعلى رأسهم سفير جنوب إفريقيا وجمع من المثقفين والطلبة شهدوا عرضا لحياة هذا الزعيم الإفريقي.أقيمت الفعالية بمدرج نيلسون مانديلا، استعرض فيها بعض المتدخلين كفاح هذا البطل الذي واجه التمييز العنصري ببلاده ليصبح رمزا إنسانيا، وهو ما جعل منظمة الأمم المتحدة تصدر قرارا بتخصيص يوم عالمي له.
مانديلا الذي سجن 30 عاما نتيجة مواقفه المعادية للمستعمر، لم ينتقم بعد تحرره، بل زرع السلام والأخوة في بلاده، مؤكدا أن العدو أصبح الفقر، ومعتبرا أن هذا الأخير لا يقضى عليه بالعمل الخيري بل بالعدالة الاجتماعية، ثم أرسى مانديلا قواعد المصالحة في بلاده، والتي توسعت حدودها خارج حدود إفريقيا؛ حيث كان الراحل يهتم بقضايا شعوب العالم.
وأشاد بعض المتدخلين بأخلاق الراحل مانديلا وبتواضعه الشديد؛ حيث كان يعتبر نفسه رجلا عاديا صنعته الظروف غير العادية. كما استُحضرت في هذه الذكرى علاقة الراحل بالجزائر وثورتها حين زارها لأول مرة سنة 1961، ثم خضع لتدريبات عسكرية بها بعد الاستقلال؛ ما جعله يزورها بعد خروجه من سجنه عرفانا لها. وفي هذا الإطار تم الحديث عن دور الدبلوماسية الجزائرية في دحر نظام الأبرتايد، ومن ذلك طرد الجزائر ممثلي هذا النظام العنصري من جمعية الأمم المتحدة سنة 1974.
وتحدثت السيدة كابيلي البرلمانية والمسؤولة عن حقيبة التطور الاجتماعي بجنوب إفريقيا، عن مانديلا الحكيم الذي جعل العالم يستمع إليه، مستعرضة حياته بالسجن؛ حيث أكمل دراسة الحقوق به، وتعلّقه بالرياضة خاصة الملاكمة، متوقفة عند شخصيته القوية التي جعلت منه يتجاوز آلام الماضي، ويراهن على جيل الشباب لنهضة بلاده.
ومن بين الضيوف المتدخلين كان سفير دولة فلسطين بالجزائر السيد لؤي عيسى، الذي نوّه بمواقف مانديلا تجاه فلسطين، وهو ما جعل فلسطين تقيم له تمثالا على أرضها.
من جهته، أثنى سفير الصحراء الغربية بالجزائر عبد القادر الطالب عمر على الراحل على مانديلا، الذي ظل يحارب اليأس والقنوط، معتبرا إياه رمزا للشعوب المكافحة، ورمزا لإفريقيا التي عاشت التسامح والتعايش بين الأعراق والأديان، هذا البطل استضافته الجزائر كما استضافت أحرار العالم والشعوب المكافحة؛ كفلسطين والصحراء الغربية.
بدوره، أشاد سفير جنوب إفريقيا بالجزائر السيد دلومو دينيس في كلمته الاختتامية، بالعلاقات التاريخية بين الجزائر وبلاده، وبنضال مانديلا الذي ظل وفيا لشعبه ومبادئه، وحريصا على بناء الغد ورعاية الأجيال لتكون الامتداد.
وفي الأخير تم تكريم سفير جنوب إفريقيا والسيدة كابيلي بباقات ورد وبدرع الجامعة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 11/10/2018
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : مريم ن
المصدر : www.el-massa.com