الجزائر - A la une

إدمان "التكنولوجيا" يوقع شيوخ "الدوار والمداشر"



إدمان
لم توقع التكنولوجيا والإدمان عليها الشباب في مقتبل العمر فقط بل انتشرت للتوسع إلى طبقة الشيوخ الذين اكتشفوا فيها عالما ينسيهم العزلة والوحدة والبعد عن أبنائهم تارة و القروب من سن الموت تارة أخرى الوحدة أو العزلة بالنسبة للشيوخ والعجائز في المداشر صارت أمراً من الماضي البعيد، بعد اكتشاف السمارت فون ، اين وجدوا فيه كمية من المعلومات والتطبيقات والألعاب المسلية كمية كبيرة وقاطع الشيوخ والعجائز شاشات التلفاز التي كانت الى وقت ما انيسهم الوحيد واستبدلوها بهواتف ذكية تسمعهم اوقات الصلاة وتوصلهم باقارب وراء البحار والسلاح.ولم تعد المدينة وحدها المهتمة بالتكنولوجيات والقادرة على اقتنائها كون فرص العمل موفرة فقط في المدن الكبرى بل توسعت لتمتد الى مداشر وقرى معزولة وبات الشيخ او العجوز الريفي يخصص قسطا من معاشه التقاعدي للتكنولوجيات وتعبئة الرصيد ولما لا اقتناء احدث الهواتف الذكية ووفقا لعمي عيسى الذي التقيناه في احد القرى المعزولة ببلدية مروانة بولاية باتنة ان الايفون على حد تعبيره يجعله موجودا ويفرض نفسه في مجتمع انقطعت فيه الزيارات ، وينسيه في بيت بناه على مر الزمن واضحى الان خاليا من اهله بعد وفاة زوجته وهجرة ابنائه في حين اوضحت خالتي فاطمة في دشرة اخرى غير بعيدة أنها تقضي وقتها في محادثة بنتها التي هاجرت الى كندا وترى ابناء نجلها الوحيد الذي هاجر الى المانيا يكبرون امام اعينها عبر الانترنت واضافت خالتي فاطمة متنهدة انها لم تعد لديها الدقدرة على المشي وبالتالي الاستمتاع بجو مشمس، ولا احد يخرجها إلى النزهة والتفسح، مما جعلها تسدل الستائر على نوافذ بيتها ويتمدد على الأريكة طيلة النهار لمتابعة كل صغيرة وكبيرة عبر السكايب وبالتالي التعرف على اخر اخبار ابنائها منهم عسكري تتطلب مهامه العمل في الصحراء أما لا زهرة مثلما تفضل ان يدعوها سكان بريكة بباتنة فتقول ان السمار تفون جعلها تطرد الافكار الشيطانية التي كانت تراودها طيلة الوقت حول انباء فلذة كبدها الذي يعيش جنوب فرنسا ، موضحة ان الهاتف الذكي بات وسيلة تساهم في انشاء سعادتها وتنسيها الانطواء على نفسها. واضحى واضحا أن المزاوجة بين التواصل عبر السمار ت فون والانقطاع والعزلة في المداشر سببه تكاثر الشركات الإلكترونية التي تتنافس من اجل احداث ثورة تكنولوجيا نجحت في مهامها الاولى ، لينخر ارهاب التكنولوجيا اجساد الشيوخ والعجائز ويضفي حماسة خاصة على حياتهم ويضيف أن التعطش على التكنولوجيا هو الذي فرض استعمال السمار تفون سيما بعد انتشار تقنية الجيل الثالثمن جانبه الخبير في تكنولوجيات الاعلام والاتصال يونس قرار يرى أن إستعمال التكنولوجيات و الفايسبوك يكون ايضا للحصول على معلومات تخص الطبخ، التداوي و المعالجة و كذا الحمية لتخفيض الوزن و القيام بالحركات الرياضية للمحافظة على الصحة الجيدة هذه أعمال حسبه ممكن أن تخص النساء الماكثات في البيت.ويؤكد الخبير يونس قرار أن استعمال السمار تفون ياتي ايضا من اجل قراءة القرآن و الأذكار و متابعة بعض القصص الدينية خاصة مع اقتراب المواسم الدينية كرمضان والحج مشيرا أن هذ النشاطات لا تظهر عند كبار السن لأن نسبتهم قليلة مقارنة بالشباب.ووفقا ليونس قرار فانه حسب بعض الاحصائيات أغلب التطبيقات لدى طبقة الشيوخ والعجائز هي المحادثة كسكايب و فايبر موضحا ان البالغ أعمارهم أكثر من 60 سنة لا تتجاوز 2 أو 3 %.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)