الجزائر

إدانة باردة ومتأخرة من الغنوشي للفيلم المسيء



إدانة باردة ومتأخرة من الغنوشي للفيلم المسيء
دان رئيس حزب النهضة الاسلامي التونسي راشد الغنوشي الاثنين الهجوم على السفارة الاميركية في تونس وقال انه يتعارض مع "القانون والشريعة" معتبراً مع ذلك ان الفيلم المسيء للاسلام الذي كان وراء المصادمات لا يتعلق بحرية التعبير.
وقال الغنوشي لمحطة "تلفزيون آي" الفرنسية ان الهجوم على السفارة الاميركية الجمعة الذي قتل خلاله اربعة متظاهرين "هو عمل مدان حسب القانون وحسب الشريعة الاسلامية".
ولكنه اضاف ان الفيلم المسيء للاسم الذي ادى الى اضطرابات معادية للاميركيين في عدة دول عربية واسلامية "ليس جزءاً من حرية التعبير".
واوضح "عندما يرمي جنديا قرآناً في المراحيض وعندما يحرق قس قرآناً" في اشارة الى القس الاميركي تيري جونز الذي حرق علناً نسخاً من القرآن وهو مقرب من منتج الفيلم المسيء للاسلام "فهذا ليس حرية تعبير" داعياً الى "احترام معتقدات الآخرين".
ورداً على سؤال حول تصريح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الذي حذر من "شتاء اصولي" في دول الربيع العربي، اجاب الغنوشي "اعتقد انه ليس على اطلاع بما فيه الكفاية".
واضاف "يجب ان يطلع فابيوس ليتحاشى وضع الجميع في سلة واحدة".
وكشف موقف حكام تونس الجدد من عملية اقتحام مقر السفارة الأميركية بتونس من قبل السلفيين الجمعة عن "سباق محموم" نحو استرضاء واشنطن والتبرؤ من مرتكبي عملية الاقتحام.
وشن رئيس حركة النهضة الإسلامية التي تقود الائتلاف الحاكم راشد الغنوشي هجوماً كاسحاً على المحتجين ووصف بعضهم بأنهم "أشرار ارتكبوا جرماً شوه صورة تونس في الخارج" فيما "شدد الرئيس منصف المرزوقي على إن "استفزازات" المجموعات السلفية "تجاوزت الخط الأحمر" وطالب الحكومة بأن تتحمل مسؤوليتها كاملة في وقف خطر السلفيين على المجتمع والدولة وعلى صورة تونس في الخارج.
وحرص الغنوشي طيلة الجمعة على أن يكون حاضرا إعلاميا للإدلاء لوسائل الإعلام التونسية والأجنبية بتصريحات شدد فيها على أن عملية اقتحام السفارة الأميركية هي "عملية يجرمها الدين الإسلامي والقوانين والمواثيق الدولية والأخلاق".
واتهم الغنوشي بعض المحتجين بأنهم "أشرار" استغلوا الاحتجاج على الفيلم المسيء للرسول وللإسلام، وأنهم لا يهدفون إلى الاحتجاج الديني والسياسي وإنما اغتنموا الفرصة للحصول على منافع محرمة شرعا".
وحث "الشباب المسلم على أن يحفظ السفارات الأجنبية" ملاحظا أن "الاعتداء على السفارة الأميركية هي إرادة سيئة وإرادة مجرمة دينا وقانونا وخلقا".
وذهب الغنوشي إلى حد القول بأن "الهجوم على السفارة الأميركية هو عدوان على تونس وعلى ثورتها وصورتها" داعيا الشباب التونسي "بكل إلحاح وبكل قوة وبكل إخلاص" إلى عدم الانسياق وراء "هذه الأعمال الإجرامية والتخريبية" حتى لا تتشوه صورة الثورة التونسية المتحضرة.
وبدت تصريحات رئيس حركة النهضة التي كثيرا ما اعتبرت أميركا "عدوا للعرب وللمسلمين وللإسلام" موجهة إلى واشنطن لاسترضائها أكثر مما هي موجهة للمحتجين أو للتونسيين.
وهذه أول مرة يشن فيها الغنوشي هجوما على السلفيين بل هي أول مرة يتخذ فيها موقفا رافضا للعنف السلفي كما أنها أول سابقة يصف فيها عددا من المحتجين ب "الأشرار".
واسترضاء واشنطن عبر عنه أيضا عضو المكتب السياسيّ لحركة النّهضة العجمي الوريمي الذي أكد أن النهضة "تُدين أعمال العنف والاحتجاجات غير السلميّة" مشددا على أن "تونس دولة صديقة للولايات المتّحدة" وعلى أن النهضة "لا تبحث عن تأزيم العلاقات مع دولة صديقة وشريكة لنا وإن اختلفنا معها في بعض السياسات".
ووصفت الحكومة اقتحام السفارة الأميركية ب"العدوان" فيما صرح وزير الداخلية والقيادي في حركة النهضة علي العريض للتلفزيون الرسمي التونسي بأن الحكومة" ضد هذا المشروع السلفي وضد تصوره المجتمعي وضد منهجه" القائم على العنف.
وحذر من أن الجماعات السلفية المتشددة "تغرر بشبابنا" معتبراً أنه "لا بد من مواجهة هذا الغول".
ووجدت النهضة التي طلبت من أنصارها بعدم النزول إلى الشوارع وعدم الاحتجاج على الفيلم في حادثة اقتحام مقر السفارة الأميركية "فرصة من ذهب" لتخطو نحو كسب ود واشنطن خاصة وأنها قادمة على انتخابات يقول السياسيون إن حملتها قد بدأت على أرض الواقع.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)