الجزائر

إخفاق ملف الكان تنبؤات إحباطات ومخاوف



إخفاق ملف الكان تنبؤات إحباطات ومخاوف
عاد وفد الجزائر بقيادة وزير الرياضة محمد تهمي ورئيس الفاف محمد روراوة يجر أذيال الخيبة أمام بلد صغير اسمه "الغابون" رغم حشده -أوهكذا قيل- للدعم وللتأييد من بعض المنتسبين للهيئة الكروية الإفريقية، وستضطرالجزائر- كما ظلت تفعل منذ 1990- لمشاهدة دول إفريقية صغيرة بإمكانيات محدودة تنظم دورات البطولة حتى ما بعد 2023 .وإتضح أنّ رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية مصطفى بيراف كان على حق عندما تنبأ بأنّ الجزائر لن تنال شرف تنظيم البطولة ، حين أعلن بدوره أن "لديه معلومات تؤكد أن الجزائر لن تفوز بشرف احتضان البطولة" ومن قبله المعلق الرياضي حفيظ دراجي الذي أكد الشئ ذاته. وقامت القيامة على الرجل الأول في اللجنة الأولمبية الجزائرية حتى إن امبراطور الكاف الكاميروني عيسى حياتو رفض مصافحته في أحد اللقاءت التي تمت بالجزائر التي زارها خلال نهائي دوري أبطال إفريقيا، ولولا تدخل بعض الأطراف لوصلت الملاسنات بينهما إلى العراك بالأيدي. وتدخل لاحقًا وزير الرياضة محمد تهمي لتهدئة الخواطر ويعلن-بدون جزم- أنّ "للجزائر رجال سيدافعون عنها لأنّها تمتلك أقوى ملف ترشح". نبوءة بيراف أكدت حقيقة واحدة هي أن رئيس الإتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة كان مدركًا لهذه الحقيقة المؤلمة، لكنّه رفض البوح بها ورمى بها لصديقيه دراجي وبيراف ربما لتحضير الرأي العام للصدمة التي ستضاف لصدمة الفشل قبل نحو أربعة أشهر في افتكاك تنظيم إحدى بطولات 2019 أو 2021 أو 2023. كل التحليلات تصب في أنّ فشل الجزائر في اقناع بعض الأفارقة بأفضلية ملفها أمام بلد صغير بحجم الغابون وسبق له تنظيمها في 2012 فقط بينما لم تنظمها الجزائر منذ 25 سنة، هذا الفشل يؤشر إلى أنّ الخاسر الأكبر في هذه المعركة بع الجماهير المحبطة هو رئيس الفاف محمد روراوة، الذي يبدو واضحًا أنّه خسر جميع أوراقه ونفوذه أمام رئيس الهيئة الكاميروني عيسى حياتو وأعضاء المكتب التنفيذي، ولم يعد له سطوة أمام من كان بالأمس صديقًا مقربًا له (حياتو) خصوصًا مع إبداء الأخير-قبل أيام- امتعاضه مما تكتبه الصحافة الجزائرية من تهجمات على شخصه -على حد زعمه-. الصدمة جاءت مضاعفة على روراوة، فقد خسر ملف الجزائر للمرة الثانية في غضون أشهر (بعد فشل احتضان إحدى بطولات 2019 أو2021 أو2023)، وذلك بعد يوم من اختيار المكتب التنفيذي للكاف مرشح تونسي بديلًا له بتنفيذية الفيفا.. لكن الصدمة ستكون أشد عليه مستقبلًا حيث من المحتمل أن يدفع "الحاج" ثمن هذا الفشل من خلال تنحيته من على رأس الفاف لأن الفشل في تنظيم حدث كروي يعني فشلًا سياسيًا لبلد برمته ونظام سياسي بأكمله، وقد ينتهي به إلى خارج أسوار مبنى دالي ابراهيم كما فعل به عام 2005 في عز أزمته مع الوزير الأسبق يحيى قيدوم. ومن غير المستبعد أن تطال تبعات الفشل الإفريقي وزير الرياضة نفسه البروفيسور محمد تهمي، وهو الذي كان يمني النفس بنجاح الملف لتمديد عمر بقائه بمبنى أول ماي. لكن الجزائريين المصدومين بالقرار يخشون أن ينعكس هذا الفشل محليًا من خلال إقدام الحكومة، ووزارة الرياضة تحديدًا، على وقف جميع المشاريع الخاصة بانجاز ملاعب وترميم أخرى كانت معدة سلفًا لاحتضان الحدث الكروي الإفريقي على غرار ملعبي 5 جويلية ودويرة بالعاصمة وتيزي وزو ووهران وعنابة الذي كان مقررًا أن تنطلق أشغال الترميم به في ماي المقبل. الصدمة التي مست الجزائريين جراء قرار الكاف دفعتهم جميعهم للمطالبة باتخاذ قرار مناسب كما فعل الإعلامي رابح ظريف الذي طالب عبر حسابه في الفيسبوك "اتحادات شمال افريقيا بالنضال من أجل الإنضمام إلى الإتحاد الإروبي لكرة القدم، والإنسحاب من بطولة عيسى حياتو". وعلى الجزائر أن تراجع سياستها مع الهيئة الكروية الإفريقية وتعيد النظر في علاقتها معها ومع بعض الدول الإفريقية نفسها التي ظلت تغدق عليها بالمال، وعلينا أن ننتظر إلى ما بعد 2023 على أمل أن نظفر بشرف احتضان البطولة الإفريقية.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)