قررت وزارة الصحة إطلاق برنامج لفحص ما لا يقل عن 40 ألف مهاجر من جنسيات إفريقية للفحص للتأكد من خلوهم من داء الملاريا، علما أنه لن يتم إرغام المهاجرين القادمين من الدول الإفريقية على الفحص للتأكد من خلوهم من داء الملاريا، إلا أن فرق مصالح الوقاية في الولايات الجنوبية ستتنقل إلى مواقع إقامة المهاجرين السريين لإجراء عملية فحص وبائي وكذا الاطلاع على أوضاعهم الصحية.يقدر عدد رعايا الدول الإفريقية المقيمين في الجزائر، حسب تقارير لولايات الجنوب، بين 40 و50 ألف شخص. وقد قررت وزارة الصحة إطلاق تحقيق وبائي وسط المهاجرين الأفارقة، وتبدأ مديريات الصحة، حسب مصدر مطلع، في التحري حول الوضعية الوبائية لداء الملاريا، ليس بين الجزائريين، بل بين المهاجرين القادمين من الدول الإفريقية، التحقيق الوبائي الذي يشمل بشكل خاص ولايتي تمنراست وأدرار، وسيسمح بتحديد بؤر انتشار المرض ومنع انتقاله إلى ولايات وسط الصحراء ومنها إلى ولايات الشمال.وقال مصدر من اللجنة التي أوفدتها وزارة الصحة إن اللجنة ترى أن احتمال انتشار وبائي للملاريا مستبعد، بسبب فصل الشتاء الذي بات على الأبواب، ورغم هذا تقرر البدء في نشاط مكثف لحصار المرض، والقضاء عليه في المدى المتوسط، أما على المدى القصير فالهدف هو منع تمدد انتشار المرض جغرافيا. وقال ذات المصدر من لجنة التحقيق التي أوفدتها وزارة الصحة للبحث في الوضعية الوبائية حول مرض الملاريا، إن الوزارة الوصية قررت الانتقال إلى العمل الإيجابي في مواجهة مرض الملاريا، وأضاف إن النشاط الإيجابي يشمل مراقبة وسائط نقل المرض، وهم الأشخاص الذين يحملونه. ومن أجل هذا تقرر قبل أيام إخضاع أي مهاجر سري بعد القبض عليه من قبل الجهات الأمنية للفحص الوبائي، إلا أن اللجنة الوزارية التي تنقلت إلى الجنوب أكدت أن الإجراء لا يكفي، حيث لا بد من التنقل إلى المواقع التي يقيم بها رعايا الدول الإفريقية ومحاولة التحري حول الوضعية الوبائية. ومعلوم أن ولايات الجنوب شهدت منذ عام 2004 تكرار اكتشاف حالات داء الملاريا وسط السكان، إلا أن خريطة انتشار المرض تغيرت تماما بعد عام 2012 أي تاريخ اندلاع الحرب الأهلية في دولة مالي المجاورة.وتكمن المشكلة في موضوع الملاريا أن المناطق التي يهددها المرض في ولايتي تمنراست وأدرار تعاني من ضعف شديد في التغطية الصحية، حيث تعاني البلديات الصغيرة في الولايتين الحدوديتين من انعدام في الوسائل والإمكانات التي تسمح بمواجهة احتمال انتشار وبائي للأمراض الإفريقية، ولا تتوفر للسكان في المناطق النائية بأغلب البلديات البعيدة في ولايات أدرار تمنراست وإليزي الخدمات الصحية العادية المتوفرة عبر باقي مناطق الوطن، بل إن بعض الأسر في أقصى الجنوب تقطع مسافة 200 كلم من أجل مقابلة طبيب. وقالت شكوى لمنتخبين من ولاية تمنراست “إن اكتشاف الإصابة بحالات مرضية عادية في بعض المناطق بولاية تمنراست يستغرق أسبوعين بسبب النقص الشديد في الوسائل والخدمات الصحية، بل وحتى في وسائل النقل، وفوق كل هذا قال المعنيون إن ولاية تمنراست لا تتوفر على وسائل كشف تسمح بفحص المئات من المرضى القادمين من وراء الحدود الجنوبية للعلاج في الجزائر. علما أن تمنراست سجلت في الأسابيع الأخيرة أكبر عدد من حالات الإصابة بداء الملاريا ب205 حالة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 01/11/2015
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : محمد بن أحمد
المصدر : www.elkhabar.com