احتفت الجمعية النسوية من أجل تطوير الفرد وممارسة المواطنة " أفي باك" بوهران أول أمس بذكرى رحيل الكاتبة المجاهدة لوسات صفية لاريبار حاج علي التي غادرت محبيها وعائلتها يوم 26 ماي 2014 بمستشفى ساين سور مار بمدينة تولون الفرنسية عن عمر يناهز 93 عاما ، حيث تم عرض شريط وثائقي للمخرج "خالد غاليناري" حول المسار النضالي و البطولي للوسات بحضور مجموعة هامة من الأسماء الثورية والثقافية، وكذا زملائها و أصدقائها الذين سردوا على مسامع الحضور مواقف " لوسات" الإنسانية و المشرفة، وكيف أن هذه السيدة تحدّت المستعمر الفرنسي بشخصيتها القوية و إرادتها الكبيرة، معلنة مساندتها للقضية الجزائرية دون خوف أو وجل، خصوصا بعد أن لمحت بأمّ عينها الحرمان الذي كان يعيشه الجزائريون والظلم الذي طالهم من لدن العدو الغاشم، فقدومها للجزائر سنة 1942 فتح عيناها على الحقيقة المفجعة ، وجعلها تكتشف وحشية الفرنسيين وجبروتهم ، وكيف أنهم يحاولون طمس الهوية الجزائرية بشتى السبل والوسائل، كل هذا دفع بلوسات حاج علي التي كانت طالبة آنذاك بجامعة الجزائر إلى اتخاذ موقف واحد وواضح مفاده العمل على تحرير الجزائر وتقرير مصير شعبها المظلوم، فبعد اندلاع الثورة المجيدة انضمت إلى صفوف جبهة التحرير الوطني التحرير عام 1955 .وفي هذا الصدد أوضحت السيدة " ميكاكيا مريم" أن المبادرة جاءت بهدف تعداد مناقب ابنة الدكتور جان ماري لاريبار، والوقوف عند مسيرتها الأدبية والنضالية العبقة، من خلال تسليط الضوء على كفاحها ضد المستعمر الفرنسي ، خصوصا أنها كانت من أبرز النساء اللائي دافعن عن استقلال الجزائر وحرية أبنائها، وهو بالتحديد ما أكده أيضا كل من الأستاذ عمر مزيان و بن قاسمية اللذان كانا شاهدين على نضال الراحلة ومواقفها المشرّفة، حيث قدم الرجلان نبذة عن حياتها التي أفنتها في الدفاع عن حقوق الشعب الجزائري، وكيف أنها فعلت المستحيل من أجل تعليم أطفال الأهالي الجزائريين وإخراجهم من الظلمات إلى النور، وغيرها من الشهادات التي شدّت انتباه الحضور ، لاسيما الشباب الذين تعرفوا على لوسات من خلال هذا اللقاء التكريمي الهام ، يأتي هذا في الوقت الذي قرأ فيه شباب الجمعية مجموعة من القصائد والنصوص حول المجاهدة ، في جو ثقافي بهيج، انهمرت فيه الدموع على فقدان لوسات، وانتشر فيه فرح الفخر والاعتزاز لانتماء هذه السيدة العظيمة للشعب الجزائري بقلبها ومواقفها التي تحتاج إلى أكثر من لقاء. وقد ولدت لوسات زوجة الشاعر المناضل بشير حاج علي سنة 1921 بوهران، حيث عملت كإعلامية بعدة جرائد منها ليبلرتي ، فام دالجيري، وألجي ريبوبليكان، بعد استقلال الجزائر كانت الراحلة من أهم الناشطات في إقرار التنمية ، الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وخلال العشرية السوداء غادرت الجزائر مجبرة بعد التهديدات التي طالتها في تلك الفترة العصيبة، لتعيش بفرنسا مع ابنيها بيار وجان، لتصدر بعد فترة وجيزة مؤلفا تروي فيه مشوارها كمناضلة جزائرية .
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 28/05/2016
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : عالية بوخاري
المصدر : www.eldjoumhouria.dz