الجزائر

إجماع على أفق مشرِق ل"الخضر" رغم مرارة الإقصاء مشروع منتخب كبير في الأفق وإقالة المدرب الآن لا جدوى منها



إجماع على أفق مشرِق ل
بالرغم من مرارة الإقصاء بعد لعب جولتين فقط في الدور الأول لمنافسة كأس أمم إفريقيا المقامة في جنوب إفريقيا الحالية، إلا أن الكثير من الجزائريين استبشروا خيرا بالأداء المقدم من طرف أشبال حاليلوزيتش والانضباط التكتيكي الكبير الذي تحلى بيه لاعبونا، إضافة إلى حرمان المنافس من الكرة والاستبسال في استرجاعها من طرف جميع اللاعبين، لذا سيكون من غير المنطقي أن نعود مرة أخرى إلى نقطة الصفر ونهدم ما بنيناه جميعا من طاقم فني وإداري ولاعبين وأنصار، فإقالة المدرب تعني استقدام مدرب جديد له لاعبيه وطاقمه وطريقة لعبه ونهجه التكتيكي، وتغيير وسيلزمنا سنتان أو ثلاثة قبل رؤية منتخب قوي يستطيع مقارعة عمالقة القارة.
منتخب كبير يتطلب الاستمرارية والتجانس
منتخب كبير معناه مجموعة قوية من اللاعبين، لهم مهارات فردية وجماعية مميزة، المهارات الفردية يكون نصفها في المهارات المكتسبة، ويتحصل عليها اللاعبون في الفئات الصغرى في الأندية ومراكز التكوين، كالقوة والسرعة والتحمل البدني وسرعة الانطلاق، إضافة إلى التمرير الصحيح للكرة وحسن التمركز والتسديد المركز وما إلى ذلك، ويسمى نصفها الثاني المهارات الفطرية، وهي مهارات تخلق مع اللاعبين وتسمى في عالم الكرة "بالموهبة" ضف إليها الاستمرار في اللعب بنفس المجموعة لخلق الانسجام.
نتائج العمل الجماعي تأتي مع الوقت
ما يهم الآن هو المهارات الجماعية، ولا تتحقق سوى عن طريق العمل الجماعي الصحيح والذي يأتي مع ترسيخ قاعدة عمل منظمة وواضحة، وككل قاعدة يجب أن يكون هناك من يصوغها وينظمها في سلسلة من الضوابط والقوانين، وهنا نتكلم عن الطاقم الفني والإداري أو بالأحرى عن مديرية فنية تضبط كل الأمور وتسير هذان الطاقمان وتنظم عملهما، والجميع يعلم بأن الجزائر لا تملك مديرية فنية بأتم معنى الكلمة، بحيث أن كل ناخب يشرف على الخضر يقوم بجلب منهجية جديدة ولاعبين جدد وعقلية جديدة، لذا وجب علينا الابقاء على مدرب واحد لمدة طويلة من أجل رؤية منتخب قوي، خاصة وأن الجزائر لا تملك فئات شبانية منظمة تكون فريقا مستقبليا، أي أن لاعبي المنتخب الأول يأتى بهم من هنا ومن هناك والعمل يكون على مستوى المنتخب الأول فقط.
حاليلوزيتش له منهجية عمل فالأحسن تركه يعمل
وبما أن حاليلوزيتش جلب منهجية عمل واضحة وثقافة كروية منظمة، تجاوب معها الكثير من اللاعبين، وجب على الجميع الصبر عليه قبل إصدار حكمهم، فاطلاق "مشروع منتخب قوي" لن يتحقق بسرعة، حيث يلزم جمع كافة الإمكانيات لتحقيق ذلك، إضافة إلى لاعبين مميزين وتجارب يمر عليها هذا المنتخب قبل أن ينضج ويصبح منتخبا قويا، وكل هذا لأننا لا نملك ثقافة تكوين منتخب من الفئات الصغرى، لذا وجب البحث عن طريقة أخرى لتكوين هذا المنتخب.
المنتخب الحالي لا ينقصه إلى بعض الرتوشات
بكل الصراحة لا ينقص منتخبنا أي شيء من ناحية الامكانيات المادية واللوجيستية، فقد وفرت الدولة كل شيء لأشبال البوسني ولا نستطيع طلب أكثر من ذلك، ولم يكن ينقص سوى اللاعبين المميزين والتجارب، غير أن تصفيات الكان والمونديال ودورة جنوب إفريقيا ستكون أحسن تجربة للجميع لأنهم وقفوا على تطور الكرة في القارة، وتعلموا ما معنى اللعب في ظروف مناخية صعبة وأمام تحكيم بدائي ومنحاز، ولم يبق لنا سوى الحديث عن لاعبين مميزين يستطيعون تشريف الألوان الوطنية وبناء هذا المنتخب الذي ينتظره الجميع.
خمسة إلى ستة لاعبين وتقفل القائمة
وبما أن المنتخب أصبحت له طريقة لعب واضحة ومنظمة، فوجب على الناخب الوطني الإبقاء على العمود الفقري للمنتخب وتطعيمه بعناصر قليلة فقط ولكنها ستكون لها وزن كبير في التشكيلة، كما وجب تكوين مجموعة من اللاعبين يستطيعون جميعا اللعب في التشكيل الأساسي والكف عن جلب لاعبين من أجل ملء القائمة أو من أجل "التحواس"، فجميعنا يعلم بأن حاليلوزيتش لن يغامر بإقحام الحارس سي محمد أو تجار أو ريال حتى لو تحتم عليه الأمر أن يلعب بعشر لاعبين.
في حراسة المرمى قد لا نجد أحسن من مبولحي، وسيكون رجوعه الى المنافسة مع لوغازالاك أجاكسيو بداية العودة إلى مستواه الحقيقي، غير أنه من الضروري وجود منافس قوي له قد يكون خضايرية ذو التكوين الفرنسي أو حتى دوخة.
في الدفاع، سيكون عيسى ماندي أحسن حل للجهة اليمنى، هذا اللاعب الشاب والذي اكتشفه موقع الميدان ولا زال يتابع مبارياته، أبان على مستوى كبير بالرغم من صغر سنه، حيث يعتبر أحد اصغر اللاعبين الأساسيين في الليغ1، وفي الجهة اليسرى فالأمر محسوم لمصباح وغولام، والجميع لاحظ كيف "حرث" لاعب بارم الجديد الملعب بعد أن هدده غولام، أما وسط الدفاع، فمع بلكالام ومجاني وحليش قد نكون بحاجة للاعب أو اثنان لإغلاق القائمة، والشبان شافعي وبلعمري قد يكونون حلولا جيدة مع مرور الوقت و اكتسابهم للتجربة اللازمة.
في وسط الميدان الدفاعي، لحسن وقديورة سيكونان رئة المنتخب، وستكون لعودة يبدة الاثر الايجابي على مردود المنتخب، إضافة لبروز "غاتوزو" الوفاق أمير قراوي والذي سينظم لفريق أوروبي محترم الموسم القادم، كما ينتظر الجميع انتقال مهدي عبيد من نيوكاستل إلى فريق آخر يسمح له بالبروز وتدعيم المنتخب.
في وسط الميدان الهجومي، الأمر محسوم لفغولي وقادير وبودبوز، إضافة لبراهيمي والذي سيكون صانع الألعاب والذي ينتظره الجميع، وسيدعمني جميع من شاهده يداعب الكرة أمام عمالقة العالم.
في الهجوم، سيكون بلفوضيل هو اللاعب الذي يبحث عنه حاليلوزيتش منذ مدة، والذي يقدم حاليا في أداء خرافي في بطولة معروفة بدفاعاتها المدمرة، كما ننتظر عودة الهداف جبور، وإذا أضفنا سوداني وسليماني فالقائمة ستغلق على الفور.
إذا تحقق الانسجام فسيكون للخضر كلام آخر
ومع هذا الفريق وإذا تحقق الانسجام فسيكون لنا كلام آخر، والانسجام يأتي عن طريق الإكثار من التربصات والمباريات الودية، والإبقاء على منهجية تكتيكية وحيدة يستطيع جميع اللاعبين التجاوب معها، عندها سنرى منتخبا كبير يطبق كرة جميلة ويسجل أهدافا كثيرة، ولن يتأتى هذا سوى بالصبر ومساندة هؤلاء الشباب.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)