الجزائر

إجراءات عاجلة لاستعادة الثقة المهتزة ! الصحة تحت المهجر



إجراءات عاجلة لاستعادة الثقة المهتزة !                                    الصحة تحت المهجر
أعطى الدكتور بقاط بركاني محمد رئيس المجلس الوطني لعمادة الأطباء الجزائريين صورة دقيقة عن وضعية قطاع الصحة ماله وما عليه في خمسينية استعادة السيادة الوطنية.
وقدم الدكتور الذي كان »ضيف الشعب« أمس، مقاربة عن الصحة في الجزائر التي يثير بشأنها جدلا منذ مدة، وتطرح تساؤلات لماذا تعيش اهتزازات ولا استقرار ولا تتكفل بالمواطن المريض المغلوب على أمره بالنظر لتوفرها على موارد بشرية مؤهلة خريجة الجامعات ومراكز التكوين، وتحشد لها بلا انقطاع موارد مالية جديرة بالتوقف عندها.
واستند بقاط في قراءته النقدية التي حرص من خلالها على تقديم حالة قطاع الصحة وعرض اقتراحات حلول بدل التوقف عند الجرح، المرثيات، على تجربة ميدانية وانشغالات رفعها الطاقم الطبي من زمان من أجل تجاوز الاضطراب وقاعدة كل ليس على ما يرام. وهي قاعدة كثيرا ما يعتمدها من يؤكد على وجود الصحة في حالة مرض وتستدعي العلاج الآني الجذري، دون تكليف نفسه عناء طرح البديل والحل.
عكس هذا، اختار بقاط الطرح الآخر والاتجاه المعاكس.. ورأى في تشريح القطاع، كيف ولماذا لا يخرج من الوضعية الحرجة في جزائر تعمل المستحيل من أجل النهوض بالقطاع، وتسخّر كل الإمكانيات في سبيل علاج مواطنيها وتوفير لهم صحة مناسبة نوعية.
وحسب بقاط، فإن الجزائر تُخرِّج بلا توقف كفاءات عالية في مجال الطب، يتلقون تكوينا في المستوى الدولي، يوزعون على المراكز الصحية والاستشفائية للمساهمة في تعزيز الخدمة الصحية.
ويقدر عدد الأطباء في مختلف التخصصات ب55 ألف طبيب، يمتلكون مؤهلات معرفية رفعت شأنهم، وكسبت مصداقيتهم وثقتهم، ودليل ذلك، تمكن الجزائريون، من فرض الوجود، والإندماج في أي موقع دولي، بفضل مهارتهم.. ووضع أنفسهم في موضع من تخرّج من كبريات مدارس الطب وأكثرها شأنا في مختلف أنحاء المعمورة.
ودليل ذلك، حسب بقاط، احتلال 6 آلاف طبيب جزائري هاجروا إلى فرنسا مكان الريادة، وانتزاع مناصب ومسؤلية بأكبر المؤسسات الاستشفائية والمراكز الصحية، بعدما كانت هذه المناصب حكرا على الأوروبيين دون استثناء.
ودليل ذلك، الشهرة التي كسبها الأطباء الجزائإيون بالولايات المتحدة، ونجاحهم في إجراء عمليات جراحية لرؤساء تلقوا من خلال التشجيع والتكريم والمثال يقدمه المختص تومي الذي ترك العالم مبهورا بعد العملية الجراحية للرئيس الأسبق رونالد ريغان.
لكن لا يمكن التوقف عند هذا الأمر، والقول أن الرهان كسب، والهدف تحقق، حسب بقاط، لابد من إرفاق هذا الجهد بجهود أخرى مضافة تجعل الصحة تنتعش، وتتحرك وتخرج من الحلقة المفرغة، تطالها الانتقادات من كل جانب وتوجه لها التهم، وتعتبرها عاجزة عن تأدية الوظيفة المقدسة والمهمة النبيلة، تأمين المجتمع من أخطار الأمراض، وعلاجها بالقدر الكافي الشافي.
تتحقق هذه المسألة، وتسجل النقلة النوعية، بتحسين المحيط، وتأهيله وإصلاح الخلل والفجوة، تجعل الطاقم الطبي في مأمن وتحس بأنه جزء من محيط يتطور مشكل من قطاع شبه طبي، وإداري ومصالح تتقاسم الوظيفة الصحية الواحدة، وتناضل من أجل إعلاء مكانتها وتطبيق المقولة الخالدة »الصحة تاج فوق رؤوس الأصحاء«.
بهذا التكامل تستقيم الأمور، وتكسب المعادلة الصحية توازنها، ولا تفتح المجال للشك، والتأويل الخاطئ، والتهرب من المسؤولية وتبقى خدمة المريض أعلى من كل حسابات.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)