إبداع فياض وحس أدبي مرهف

امرأة تسكنها القصيدة، وتكاد لا تعرف لها حياة خارج هذا التوصيف. توزّع قلبها ما بين وطنها الصّغير الجزائر ووطنها الكبير العالم العربي، وابنها صلاح قرة العين الذي ارتحل ولا يزال غض الإرهاب وزوجها المرحوم الذي لم تقل قصيدة غزل إلا فيه، وابنها البهي الذي فقدته رمزا لقضيّة كبيرة في حياتها ، رمزا للحبّ رمزا للوفاء، غمست قلمها بالألم والصدق وكان الصدق هو ما منح إعمالها الحيوية والتميز تكتب بأبجديتها كلمات رفيعة وتصيغ بين سطور قصائدها أروع المعاني بإحساسها المرهف هي الشاعرة المبدعة رشيدة بوخشة المتجولة بريشتها بين الحروف العربية لتنتج لنا الإبداع الجزائري الأصيل.رشيدة بوخشة من مواليد 1959 بعين البرانيس ببلدية أولاد إبراهيم ولاية سعيدة التي كان والدها المجاهد سندها في بداياتها . زاولت دراستها الابتدائية ببلديتها آنذاك *بالول* التي تغنت بها في أشعارها فتقول :
بالول يا مدينة الضباب يا جميلتي
يا حسنها الفتان
البدر في عليائه يسبح الرحمن
وقلبه هيمان
ويشتهي لو مرة ينام في أحداقها و يشكر المنان...
تم واصلت دراستها في المتوسطة والثانوية بمقر الولاية سعيدة ثم التحقت بالمعهد التكنولوجي عبد القادر المجاجي لتتخصص في علوم الطبيعة والحياة وتتخرج حاملة شهادة الكفاءة لأستاذية التعليم المتوسط الأولى على الدفعة، رافقتها خلال مسيرة العمل المجموعة الصوتية التي كانت تعطيها من وقتها، فتعلّمها أناشيد من تأليفها، وتحيي حفلات مدرسية داخل المتوسطة التي تعمل بها، كما تشرف على تنشيط حفلات تكريم النجباء آخر السنة على مستوى الولاية حين تتاح لها الفرصة تقاعدت سنة 2013 بعد أن قضت عمرا في العمل وتحظى باسمى معاني التقدير والامتنان من تلاميذها، الذين درستهم بكل حب وتفان. مثلما تفانت في عطائها مع أبنائها الذين كانوا بالنسبة لها الطاقة الايجابية التي تدفعها إلى الأمام بعيدا وفي كفاحها في الحياة، هي الآن تعود للأدب شعرا ونثرا مكانها في مجالها الإبداعي لها عدة قصائد تتغنى عن الطبيعة والطفل والأرض والوطن العربي، معظمها نشرت بجرائد وطنية من بين هذه القصائد نذكر *بالول قريتي السابحة في ضبابها * قصيدة غرور *قولوا له *ماذا أقول *أراني حزينة بكتاب يضم مائة أديبة وشاعرة جزائرية موسوم ب*مشاعل جزائرية* من قبل الأديب والناقد السعودي الأستاذ مشعل العبادي، إلى جانب ديوانها أقراط النخلة الجنوبية. نشطت بمواقع إلكترونية عربية متعددة أكسبها ذلك حنكة ومهارة، وزادها صقلا و تهذيبا لمؤهلتها وسيصدر لها قريبا ديوان شعري جديد ويعقبه آخر في قصة..