الجزائر

أين هي مجلاتنا الأدبية و ملاحقنا الثقافية ؟



كنا في زمن مضى نرسم معان كلها إضافات ، كنا نحيل ذواتنا على هوس ترسمه الوسائط الثقافية والإبداعية، وكنا نرسم من ملاحقنا الثقافية عبر يومياتنا الإعلامية زخما جادا يشكل أداة واعية لتجدير إعلام ثقافي يؤسس تقاليد إعلامية لها هذا البعد القيمي في العمل على أن يسلك الفعل الثقافي رؤية جادة تنصهر في الصفحات والأركان ويواكب الفعل الثقافي هنا وهناك كي لا يبقى على الهامش وكي يلمس المتخصصون رؤية جادة وواعية تتواجد في كل الصحف والدوريات.بقينا يعيدين على أن نعيد تكرير تجاربنا السابقة في أن نعيد أمل النشر لمجلات إبداعية خالدة أسماؤها ترن في الأذن معلنة عن توليفة عطاءات تميز الفعل الإبداعي عندنا عبر مر التاريخ تحيلنا على عناوين خالدة ، فأين هي مجلة « آمال « الخالدة ..التابعة من وقت تأسيسها لإتحاد الكتاب الجزائريين من عهد محمد عباس.. والعربي الزبيري ..؟، أين هي تلك المحطات الخالدة ت من النشر الثقافي، حيلنا على نهج سطره السابقون كي يعيش الحراك الثقافي ضمن نسق حياتي كله لمسات ثقافية وكله رؤى واعدة في تثبيت الخط الثقافي الافتتاحي لكل مجلة أو دورية، تحيل القارئ الجزائري على جديد تصنعه المجلات والمختصون هنا وهناك،كي نعيش على وقع الكتابة الثقافية المتخصصة ،.وعلى نهج سطره من كانوا يلبسون هذا اللون من الهاجس والاحتراق. يتراءى لنا في صورة جديد ثقافي واع. وكانت مجلة « همزة وصل « هي الأخرى مع مجلة « ألوان «، ومجلة « الأثير « ومجلة « القصة « ومجلة و« لتبيين « التابعتين لجمعية الجاحظية عبر هندسة المرحوم الفيلسوف الجزائري بختي بن عودة ، تلك كانت وسائطا ثقافية متخصصة بامتياز بنكهة ثقافية جادة وأكاديمية يصنعها الذين لهم هذا الهوس، في أن يكون لساحتنا الثقافية والإبداعية خطا ثقافيا بمثابة الخط الافتتاحي الذي يحمي الثقافي والإبداعي ويعطي التميز الدائم لكل لمسة ثقافية هنا وهناك فكنا يومها نقرأ الإبداع ونقرأ لصاحب الإبداعي ونعيش حراك الكتابات لدى الدارسين والمتخصصين والأساتذة الجامعيين، فمن محاسن الحياة الفرجة أن تعيش اللقطة الجميلة في الإبداعي عبر صاحبها وكاتبها وقتها كنا ترى صاحب الاختصاص يزود الدارسين والمولعين بكتابات هي من صميم هندسته وتخمينه كي ترى فيه دائما ذلك المهندس الإبداعي لكل لمسة فيها التخمين والرؤية ، لكن ذهبت ريح مجلاتنا وذهبت كل لمسة كنا نعيش حراكها في المضمون والفهرس، ولم يعد لنا مجلات ثقافية متميزة بل انطفأ كل ذلك الوهج السابق من النشريات الدورية التي كانت العنوان الرئيسي لثقافة البلد ، فأين يكمن هذا النكوص ؟ هل في مبدعينا أو في الهيئات أو في المضطلعين بالمؤسسات الثقافية أو القائمين عليها ..
سؤال ظل يراودني منذ عام 1995 تاريخ تواجدي في الشروق الثقافي ، وهو الملحق الثقافي لصحيفة الشروق العربي ،حينما كنت أمين تحرير فيه ، وقبل الملحق كانت لنا ملاحق خالدة في الجزائر ، لقد كان لنا ملحق الشعب « الشعب الثقافي» ، الذي كان يرأسه الراحل الروائي الطاهر وطار وكان لنا أيضا « الخبر الثقافي « الذي يكان يريده باقتدار وتحكم الروائي المعروف عبد العزيز غرمول ، لكن الغريب والمريب أنه ذهب ريح هذه الملاحق كلها ، ليردم النص والكم والمساحة للثقافي في صفحة يتيمة أحيانا تتصدق بها اليوميات في صفحة غير قارة، فقط كي لا يقال أن تلك اليومية تعزف عن نشر الثقافي، والذي عادة ما تلتهمه الصفحات الإشهارية ضاربة به عرض الحائط تماما مثلما ضرب الواقع عرض الحائط، هذا الذي نراه هاجسا ورؤية ولمسة من تخمين ، كان لابد أن تتواجد في ملحق فما بالك بالصفحة؟، نهم يغزو الصفحة إشهار ترى الجريدة أنه مهمّ على حساب الفكر والإبداع والناشط الثقافي، ما يعني أنه ليس لنا تقاليد إعلامية واضحة وجادة ولها رؤية ثاقبة في التفكير وفي المعنى الذي يحيل ترسيم وعي ثقافي عبر الكتابة، من هنا ذهب ريح الثقافي وذهبت ريحنا نحن من نرى في الثقافي من الدرجة العاشرة.
ونحمد الله أننا نعيش رغم هذا النكوص، مجهودات طيبة وجبارة ومتفانية هنا وهنا تجسدها أقلام جادة في هذا الوطن حيث أرى أمامي لمسات وإضافات يجسدها أسبوعيا في يومية الشعب نور الدين لعراجي ،و كذا النادي الأدبي ليومية الجمهورية عبر ما تعده وعودتنا عليه كل يوم ثلاثاء الإعلامية المميزة علياء بوخاري،من تخمين ثقافي نقرأ فيه للكبار والمتخصصين ولمساهمات كثيرة رائعة وجادة ومتخصصة، هذا دون أن ننسى مجهودات وفواصل هنا وهناك عبر يومية « الخبر « ويومية « الحياة « ويومية « النصر « ويومية « صوت الأحرار ..تلامس المعنى وتبحث عن كل رؤية تريد للثقافي أن يتواجد ويسود.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)