مناسبة هذا الموضوع ما حركته فينا من آلام صور جثامين صغيرة لأطفال في أكفانهم يحملها سوريون ليضعوها مع باقي الجثامين من ضحايا " مجزرة الحولة " التي وقعت ليلة الجمعة -السبت 25- 26 ماي 2012 في سوريا... صور ذكرتنا بالصور العديدة والكثيرة جدا ، صور آلمتنا ومزقت أحشاءنا أيام العشرية السوداء في الجزائر الشقية بالسفاحين من حكامها ... إن بصمة الحركي الحاكم في الجزائر واضحة جلية في ثنايا مذبحة الحولة السورية .
أولا : غزوات نظام الحركي في جسم الشعب الجزائري .
المجزرة الأولى :
بدأت مجازرالحركي الحاكم في الجزائر بمجزرة يوم 11 يناير 1992 بإقالة الشاذلي بن جديد ، مجزرة في حق المسلسل الديموقراطي الذي سنه الشاذلي بن جديد بتغيير الدستور وإلغاء نظام الحزب الواحد وإجراء انتخابات فاز فيها حزب جبهة الإنقاذ الإسلامي في 26 دسمبر 1991 .
لقد كانت إقالة بن جديد أول مذبحة في حق الشعب الجزائري لأن الحركي قد صمم في ذلك اليوم على البداية بالرأس الذي حاول وضع البلاد في سكة الديمقراطية التي – لو تحققت – سترمي بجنرالات فرنسا الحاكمين في الجزائر إلى مزبلة التاريخ ، وكان أن نفذ وزير الدفاع آنذاك الجنرال خالد نزار قرار إزاحة الشاذلي من الطريق والمضي قدما في تنفيذ ما خطط له أسياده .
المجزرة الثانية :
استقدام محمد بوضياف وتنصيبه رئيسا للمجلس الأعلى للدولة يوم 16 يناير 1992 أي بعد خمسة أيام من إقالة الشاذلي بن جديد ، جاؤوا به لينفذوا فيه حكم الإعدام الذي كانوا قد أصدروه في حقه عام 1963 وإتمام مشروعهم الاستعماري القاضي بتأبيد التخلف الفكري والسياسي والاقتصادي للشعب الجزائري انتقاما من هذا الشعب لأنه فكر ذات يوم في التمسك بهويته الإسلامية بجميع أطيافها العرقية ....
نفذوا حكم الإعدام في محمد بوضياف بعد خمسة أشهر فقط من تنصيبه أي يوم 29 يونيو 1992 بمدينة عنابة .وكانت هذه هي المجزرة الثانية التي وقعت أمام أنظار العالم لأنها كانت مجزرة مصورة حتى تكون عبرة لمن لا يعتبر .
المجزرة الثالثة :
وهي أطول مجزرة ، إنها العشرية السوداء المستمرة ، فبعد أن هيأوا المبررات والذرائع للشروع في ذبح الشعب الجزائري نشروا الرعب في صفوفه ثم توالت المذابح تلو المذابح أمام أنظار العالم الذي لم يحرك ساكنا ، ذبحوا الأطفال والنساء والشيوخ بدون أن يرف لهم جفن . وقد كانت أشهر المجازر في بنطلحة وغيليزان والرايس وغيرها من بقاع الجزائر كلها ، قتلوا الأبرياء في المدن والمداشير والقرى والدواوير ، تألمت البشرية لمناظر الجثامين الصغيرة التي ذبحت كالخراف بلا رحمة ، [ لا يمكن أن يقتل طفلا إلا من يريد إبادة شعب ] ....اغتالوا كل من اشتموا فيه رائحة النخوة والغيرة على الشعب والوطن ، قتلوا المطربين والسياسيين والعلماء ، وقد بلغ عدد ضحايا هذه المجازر أكثر من 240 ألف جزائري مع اختفاء أكثر من 40 ألف جزائري كما أنهم رموا في البحر بحوالي 45 ألف جزائري بالإضافة لرمي عشرات الآلاف في قلب الصحراء الممنوع الاقتراب منها دوليا لأنها منطقة غنية بالإشعاعات النووية نتيجة التجارب التي كانت تقوم بها فرنسا بها ... لقد عرضوهم للموت البطيئ بالسرطان .
وانبرت وسائل إعلامهم الجهنمية تفبرك الأكاذيب تلو الأكاذيب . يقال إنها عشرية سوداء والحقيقة أن هذه المجزرة لم تتوقف لأنها مستمرة إلى أجل غير مسمى .
لقد استقدموا بوتفليقة الذي وافق على أن يساعدهم على استمرار تنفيذ مخطط التخلف الجزائري الشامل ، وافق على أن يُشَرْعِنَ جرائمهم ، وأن يضع خاتم الرئاسة المنتخبة ( صوريا ) على مخططهم الإجرامي في حق الشعب الجزائري ، ويدفن آمال الشعب الجزائري إلى الأبد بأساليبه الشيطانية المجسدة في إبليس اللعين المدعو بلخادم ، ويقرآ معا عليه الفاتحة .
المجزرة الرابعة :
إنها مجزرة داخل المجزرة الكبرى ، إنها مجزرة تعيد صورة مجزرة إقالة الشاذلي بن جديد والانقلاب على الديموقراطية إنها مجزرة 10 ماي 2012 ، مجزرة تزوير الانتخابات الأخيرة التي فتحت الباب أمام مجازر أخرى يعلم الله طبيعتها ، لقد أطل علينا بلخادم مسرورا جدا يوم 11 ماي 2012 يوم إعلان نتائج 220 فولت التي ضرب بها الشعب الجزائري ، لقد تم له ما أراد وما خطط له أسياده ، وهكذا تستمر المجازر في الجزائري إلى ما شاء الله .
عود على بدء
ثانيا : الجزائر و سوريا ثنائي الصمود والتصدي للشعبين الجزائري والسوري
ينتمي النظامان : حركي الجزائر وسفاحي سوريا إلى ما كان يعرف بجبهة الصمود والتصدي التي كانت تضم الجزائر و ليبيا وسوريا والعراق واليمن الجنوبي ومنظمة التحرير الفلسطينية ، وقد تأسست عام 1977 إثر زيارة أنور السادات للقدس و كانت هذه الجبهة تدعي أنها ستتصدى لإسرائيل وترمي باليهود في البحر ...
ومرت السنون والعقود فكانت الحرب فعلا لكن على جبهة أخرى غير الجبهة الإسرائلية ، كانت الحرب على جبهات الشعوب الجزائرية والليبية والسورية ، ولم ينتصر فيها لحد الآن سوى ثنائي الصمود والتصدي العربي : نظام الحركي في الجزائر ونظام بشار في سوريا ، وكانت جراح هذه الحرب أشد الجراح ألما وفظاعة ، وانتصاراتها أفظع الانتصارات في تاريخ البشرية ، لإنه انتصار على الأبناء والآباء ...انتصار على الأهل والخلان ...انتصارعلى الأحباب والأصهار ...انتصار الدم على دمه ........ فبئس الانتصار هو .
ذكرتنا مذبحة الحولة السورية بالمجازر آنفة الذكر التي ارتكبها النظام الحاكم في الجزائر أيام العشرية السوداء في بنطلحة وغيليزان والرايس وغيرها من القرى الجزائرية حيث سفكوا وذبحوا الأطفال الأبرياء والشيوخ والنساء العزل .
نحن اليوم وفي سنة 2012 أمام عُمْلة واحدة اسمها الذبح أوالسفك ذات وجهين يحمل الوجه الأول صورة الحركي الحاكم في الجزائر والوجه الثاني يحمل صورة نظام بشار السفاك .
فماذا جمعهما في الماضي حتى ترعرعا وشبَّا وبلغا سن القسوة والغدر فاندفعا في ارتكاب المجازر ضد شعبيهما :
* نظامان يسبحان في فلك الروس .
* نظامان كانا يدا واحدة في جبهة الصمود والتصدي من أجل رمي اليهود في البحر .
* نظامان كدسا السلاح الروسي ووجهاه إلى صدر شعبيهما ببرودة دم من أجل الخلود في السلطة إلى الأبد .
* نظامان فاشستيان دكتاتوريان يمتصان دماء شعبيهما بِغِلٍّ وصلف .
إذن فالعشرية السوداء الجزائرية تستمر في سوريا ..
إذا كان الأمر كذلك فما أسود ما ينتظره السوريون من أيام العذاب والآلام ..
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 30/05/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : سمير كرم للجزائر
المصدر : www.algeriatimes.net